- مواطنون ومقيمون لـ«الأنباء»: الحب ليس له يوم محدد ولنجعل أيامنا كلها أعياداً للحب والتواصل والمودة بين الأهل والأصدقاء
- بائعو ورود وهدايا لـ«الأنباء»: عيد الحب فرصة مميزة للتقارب بين الناس.. وتبادل الهدايا والزهور تعبيراً عن المشاعر بين الأحبة
ندى أبونصر
عيد الحب يوم يحتفل به العديد من الناس مع الأشخاص الذين يحبونهم ويتبادلون معهم الهدايا، ويجددون عهد حبهم لبعضهم البعض، ويعتبرون يوم «الفالنتاين» مناسبة مبهجة لهم تضاء فيها الشموع وتوزع الورود ويتبادل الأفراد تهاني الحب والمودة، ومع ذلك يمكن اعتباره عيدا للحب بشكل مطلق ونحتفل به مع من نحبهم في العموم وليس فقط الزوج أو الزوجة، ما يجعله فرصة جيدة للتقارب والتخلص من ضغوط الحياة اليومية التي قد تجعل أفراد الأسرة الواحدة يجتمعون في المناسبات فقط، ليأتي هذا اليوم المبهج في 14 فبراير من كل عام ليعيد الذكريات الجميلة ويجدد الآمال بأيام أفضل.
والاحتفال بيوم الحب يعود إلى أحد الطقوس الرومانية القديمة، وهذا العيد لا يقتصر فقط على العاشقين، بل أصبح يشمل الحب بين الأهل والأصدقاء والمقربين، فأصبح محط اهتمام للجميع ويتفننون في طريقة احتفالهم به وكيف يمكنهم أن يظهروا مشاعرهم وحبهم بطريقة جميلة ورومانسية ومليئة بالحب، وفي هذا اليوم تمتلئ المحلات بالورود والدباديب ذات اللون الأحمر.
وفي الوقت نفسه هناك أشخاص لا يحتفلون بهذا اليوم ويكرهونه، بما في ذلك غير المرتبطين أو أولئك الذين يعانون من الاكتئاب، في حين يرفض البعض الآخر الاحتفال به بسبب حمى التسوق المبالغ فيها والمرتبطة بهذا اليوم. علاوة على ذلك، تعرضت هذه المناسبة في عدد من البلدان العربية لانتقادات لاذعة لعدم ارتباطها بالثقافة العربية والإسلامية، إذ تتفاوت الآراء بشأن الاحتفال بهذا اليوم.
ولاستطلاع وجهات نظر عدد من المواطنين والمقيمين وبائعي الورود والهدايا، جالت «الأنباء» في بعض الأسواق، وكانت الحصيلة التالية:
في البداية، قالت مزنة، وهي من السعودية: ان كل ايام السنة حب، وشرعنا لم يخصص لنا يوما محددا لعيد الحب، ولدينا عيدان فقط عيد الفطر السعيد وعيد الاضحى المبارك، اما بالنسبة للحب فيجب انا يكون دائما وألا يحدد له يوم، ويجب علينا دائما ان نعبر للذين نحبهم عن حبنا، فالحب بين الازواج وبين الاهل والاولاد يجب دائما أن يكون قائما، وعلينا ان نعبر لمن يحيطون بنا عن حـــبنا وأن نتبادل معهم الهدايا من دون أن يكون هناك يوم مخصص لذلك.
الفن والحب
من جانبها، قالت الفنانة التشكيلية فريدة البقصمي لـ«الأنباء»: ان الفنان حياته مليئة بالحب للفن وللأهل وللأولاد والأحفاد، والحب يجب ان يكون طوال ايام السنة، وفي الغرب يحتفلون في العيد نسبة للقسيس فالنتاين، اما بالنسبة لنا كمسلمين فليس لدينا للحب يوم واحد، ويجب ان نعبر عنه باستمرار ومن الضروري ان يعبر الشخص عن حبه ويظهر عواطفه للآخرين، مع ان الحب الآن اصبح نادرا، وأنا برأيي أن الحب ليس بالهدايا والقيمة المادية، حيث إن الكلمات والاشياء المعنوية هي التي تؤثر اكثر وتحفر في القلوب وتبقى، والهدية لم تبق لها قيمة، فكثير من الناس يشترون الهدايا الغالية الثمن كنوع من المظاهر ولكن قلوبهم ميتة، والكلمة الطيبة النابعة من القلب والصادقة هي الاساس، وما أجمل أن تكون هناك مودة حقيقية واحترام بين الناس.
ظاهرة دائمة
بدوره، قال د.محمد عزمي: عيد الحب يعني الكثير لاسيما من ناحية الاخلاص وله تأثير على كل المستويات اقتصاديا وعمليا وانسانيا، وقال يجب ان يكون الشخص أمينا ومحبا للآخرين في حياته ومجال عمله، والحب على الصعيد الخاص مهم جدا بين الزوج وزوجته والأهل وله آثار مهمة وينعكس على حياتنا على جميع الاصعدة، وكل انسان يتمنى ان يعيش في حب ويتزوج ويستطيع ان يعبر عن مشاعره بهدية تعني للشخص الآخر وبالكلمة الطيبة التي لها اثر ايجابي كبير على الشخص والتدعيم الإيجابي له اثر كبير.
وتابع: اعتبر يوم عيد الحب يوما للتذكير بأن نحب بعضنا البعض في جمـيع ايام السنة، وان تكون ظاهرة الحب موجودة بشكل دائم فالحب يجعلنا نعمل بصدق في كل المجالات، وأن يكون الحب بشكله السامي الذي يزيد من قيمة الحياة ومعانيها.
أفعال وتضحيات
من ناحيته، قال محمد شحاته لـ«الأنباء»: ان الحب ليس محتاجا ليوم محدد، فالزوج الذي يحب زوجته لا يحتاج إلى يوم معين ليعترف لها بالحب او أن يجلب لها هدية في هذا اليوم فقط، فكل يوم يجب أن يكون عيد حب، والحب لا يقتصر فقط على العشاق فقط أو الأزواج فالحب موجود بين الأهل والأولاد، والإنسان المستقر يعبر باستمرار عن حبه وطبعا بالافعال وليس بالكلام لأن الكلام لا يعكس صدق الحب بل الافعال، فمن يحب يجب ان يضحي ويعمل المستحيل لأجل من يحبه.
من جانبه، قال عبدالعزيز: ان الحب لا يحتاج ليوم معين، وانا لا أعترف بيوم مخصص للحب يجب أن يكون بتاريخ محدد، فالحب موجود في جميع الأوقات، واذا حدد فقط في يوم فإنه يفقد مصداقيته، ويجب ان نعبر باستمرار عن حبنا لمن يعني لنا سواء من اهل او الأصدقاء وان نعبر لهم عن مشاعرنا بشكل دائم من دون ان ننتظر يوما خاصا في السنة.
ورد وباديب
كذلك التقينا مع بائع الورد محمد علي الذي قال لـ «الأنباء»: ان الاقبال جيد على محلات الورود والهدايا، والناس يتهافتون على شراء الهدايا من شوكولا وعطور، ولكن الاكثر مبيعا هو الورد الاحمر الجوري في عيد الحب، ويعتبر الجوري الاحمر هو الورد الخاص لعيد الحب مع وجود اصناف كثيرة وبألوان مميزة لمن يحبون انواعا اخرى من الورود حسب أذواقهم، لكن اللون الأحمر هو السائد.
كما تحدث احمد عبد العزيز البائع في أحد ماحل الهدايا، فقال: ان الاقبال جيد على الهدايا والناس الآن اكثر طمأنينة بالنسبة لـ «كورونا» بالأخص بعد أخذ اللقاحات، والحياة والمبيعات عادت بشكل طبيعي وهي مستقرة الآن، والاكثر مبيعا لدينا الدباديب والبالونات، والهدايا الرمزية المعبرة عن الحب، ونلاحظ أن الإقبال على الشراء من أعمار مختلفة وليس الشباب فقط.
من جهته، قال سائد سليمان: ان الاقبال ممتاز على صناديق الهدايا والدباديب استقبالا لعيد الحب، والاوضاع هذه الأيام افضل بشكل كبير عما كانت عليه في السابق بسبب تداعيات «كورونا» وما صاحبها من إجراءات، والتي نلاحظ أنها خفت والخوف قل بعد اخذ الناس اللقاحات وكذلك وعيهم الصحي من حيث ارتداء الكمامات والحرص على عدم الاختلاط.