نعيش اليوم ضمن أحداث كثيرة وتوجهات مستنكرة تعتليها الفوضى الفكرية، وكلما رأيت من يتصدى للقيم الإسلامية ـ أتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا، كما بدأ».
إن المرأة الكويتية اليوم قد نالت شرف حقوقها، إلا أن الوضع برأي بعضهن ينقصه التزاحم مع الرجل في وظائفه التي لا تليق بهن كإناث، فالأنثى حرم عليها الإسلام مهن الرجال حفاظا على كرامتها، ونفسيتها، ومكانتها الاجتماعية، وحفاظا على عطائها كونها المربي الأول في الصدارة للأبناء، والمسؤول عن أمن بيتها الداخلي ونظامه، فحرم عليها أمورا تلقي بها في متاهات المرض والضغط والصراع النفسي وما فوق طاقتها كأنثى، فينعكس على أدائها ودورها في المجتمع، لكونها نصف المجتمع.
فإلى متى ذلك الجبروت والصوت العالي الشاذ عن الحق واللاواعي بعواقب الأمور، وأين الوعي بالانعكاسات السلبية التي سوف تعاني منها المرأة مقابل خوضها بما لا يتناسب مع فطرتها وحشمتها، تحية كبيرة لمن يحافظ على الكيان النفسي والاجتماعي للمرأة ـ حفاظا على الأمن الاجتماعي والنفسي للأسرة الكويتية.
فقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير في خطبة الوداع قائلا: «رفقا بالقوارير» وقال صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم»، ففي هذه الجملة خلفيات نفسية واجتماعية تبين أهمية دور المرأة وأهمية الحفاظ على كرامتها، حيث إن المرأة كقارورة الزجاج القابل للكسر والشرخ، فكيف يوكل إليها مهام تعرضها إلى ذلك الكسر أو الشرخ، فالله أمن لها حقوقها بما يتناسب وطبيعتها كأنثى وجعلها ملكة في بيتها بين أبنائها معززة مكرمة، وجعلها عونا لزوجها في إدارة شؤون بيتها وسد احتياجاته.
إن العقيدة الإسلامية هدفها ثلاث: العدالة الاجتماعية ـ التكافل الاجتماعي ـ الأمن والاستقرار، سواء للأسرة أو المجتمع.
فجميع مظاهر الانفلات ببعض الممارسات باسم الحريات اليوم إنما هي داء يحط الكثير من القيم الأخلاقية، فانفلات المرأة اليوم سوف يلقي بالأسرة والمجتمع في مصيدة الانحدار القيمي الذي يعاني منه المجتمع اليوم، وفي هذا الخصوص لا أخلي دور الرجل من المسؤولية فبعض الرجال اليوم أصبح التمركز على الذات عنده أكثر توغلا، حيث إنه أصبح أكثر استمالة واستهانة في مهامه ودوره أمام أسرته من حيث الضبط والحزم والحفاظ على أمانها، وعليه نرى مظاهر الانفلات بكثرة وفي كل مكان.
وإن خرجت المرأة عن طبيعتها الأنثوية وأهملت تربية أبنائها وشؤون بيتها وإطعام عائلتها فأين قيمة التكافل التي تورث للأبناء من خلال القيم المكتسبة من داخل الأسرة والتي تنعكس على المجتمع بالخير، وأين العدالة الاجتماعية في إعطاء كل شيء حقه؟
وإن شجعت المرأة على الانفلات والتمركز حول الذات وتوكيل مهام البيت للعمالة المنزلية فأي قيم سيتعلمها الأبناء وينشأون عليها وأين الأمان الاجتماعي للأسرة في غرس أجمل القيم وأرقاها؟ فإن اندثرت القيم الأسرية، فهذا نذير لزعزعة الأمن والاستقرار الاجتماعي للأسرة والمجتمع.
LinesTitle@