شاء الله عز وجل أن أشاهد جزءا من لقاء الفنان السعودي المبدع علي السبع في البرنامج الرائع «ليالي الكويت» على القناة المتميزة عندي قناة الكويت الأولى الذي قال أثناء حديثه كلمتين: «التصحر العاطفي»، وكأن هاتين الكلمتين مفتاح الحل للكثير من المشكلات الاجتماعية، فلو لو لم يكن بين الأزواج «تصحر عاطفي» لما شاهدنا الكثير ما حالات الطلاق، فهل كانت هناك علاقات ود حقيقية، وأنشئت البيوت على أساس قوي، وهو قول الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) «الروم: 21»؟
فلو كانت المودة والرحمة أساس البيوت لحلت الكثير من المشكلات، وكذلك تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، فتعلمنا منه صلى الله عليه وسلم، كما قالت أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما: إنه كان «يخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجل في بيته»، والسنة المطهرة زاخرة بالمواقف الرائعة التي لو طبقت لعشنا براحة ونماء.
إن ظاهرة «التصحر العاطفي» للأسف وصلت إلى العديد من الأبناء والإخوة والأخوات، فكم من أخ أو أخت اتصل على أخيه أو أخته وتبادل معه الحديث بالود والحب من غير أن يأمر، أو تزاورا من غير موعد ولا سبب للزيارة! وكم من جار أو صديق قام بالاتصال لمجرد السلام والسؤال عن الصحة والأحوال! كم منا من سأل العاملة المنزلية أو العامل أو من تغرب عن أحوال أهله وكيف هم!
علاج «التصحر العاطفي»، برأيي، هو العودة إلى إنسانيتنا، فالإنسانية بها الكثير من الأمور الإيجابية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وقال الحكماء: «الدين المعاملة»، ولمحاربة «التصحر العاطفي» كذلك إظهار التواضع والشعور بأنك إنسان بغض الطرف عن أي شيء آخر، فالاحترام خلق، ومن طرق مكافحة «التصحر العاطفي» البعد عن التواصل مع الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالدعوة لأي وليمة أو غيرها بالذهاب أو الاتصال الشخصي لها وقع جميل.
٭ نكشة: الحياة بلا حب طـاهر لا تطاق.
[email protected]