أقدمت روسيا على استقطاع شبه جزيرة القرم الاستراتيجية من أوكرانيا عام 2014 ولم تقابل ذلك الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الأوربيون بحزم بل بمجرد عقوبات اقتصادية غير مؤثرة جدا على روسيا.
كان الرد الاستراتيجي المتوقع هو ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو ولكن هذا الرد تأخر إلى الآن لعدم رغبة أميركا وكبار الحلفاء ضمها للناتو، ولمعرفتهم المسبقة برفض روسيا لهذا الإجراء الذي ربما يتسبب في حرب إقليمية وصراعات قد تؤدي إلى حرب كبرى لا احد يرغب فيها.
خفت نبرة الحرب في التصريحات الرسمية من الطرفين بعد تفهم أميركا وحلفائها لتفهم مخاوف روسيا الأمنية، وهي عدم ضم أوكرانيا لحلف الناتو واحترام اتفاقية مينسك التي تنظم حل الصراع الداخلي في شرق أوكرانيا في إقليم دونباس.
الأزمة الأوكرانية أثبتت هشاشة حلف الناتو الذي يعترف بإمكانية غزو أوكرانيا وبأنه لا يملك إلا عقوبات اقتصادية على روسيا والتي ستؤثر على بعض الدول الأوروبية اقتصاديا وخاصة في قطاع الغاز والطاقة.
ولو تم غزو أوكرانيا من الروس كان من المتوقع أيضا ضم تايوان من قبل الصين وهي تملك مبررات قانونية وخاصة أن تايوان دولة غير معترفة بها بعكس أوكرانيا، ولو تم الحدثان سنكون أمام نظام دولي جديد من نظام أحادي القطب إلى نظام متعدد الأقطاب (أميركا ـ روسيا ـ الصين).
هذا النوع من الأنظمة الدولية تكثر فيها الصراعات الإقليمية والحروب، وفي منطقتنا قد يؤدي ذلك إلى فتح شهية إيران للتدخلات والتحرشات.
٭ ختاما: نتمنى أن يستمر النظام الدولي الحالي فهو يوفر استقرارا للعالم ولمنطقتنا، ويجب أن نستعد ونشكل تكتلا إقليميا قويا يستطيع مجابهة التطورات الدولية المقبلة سواء في الوقت القريب أو البعيد.