قال الله تعالى: (ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالاً ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا).
نزلت الآيات في الوليد بن المغيرة وإن كان الناس خلقوا مثل خلقه، وإنما خص بالذكر لاختصاصه بكفر النعمة، وإيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يسمى الوحيد في قومه.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان الوليد يقول: أنا الوحيد بن الوحيد، ليس لي في العرب نظير، ولا لأبي المغيرة نظير.
فقال الله تعالى: «ذرني ومن خلقت «بزعمه» وحيدا» لا أن الله تعالى صدقه بأنه وحيد. أي: دع يا محمد أمر الذي خلقته في بطن أمه وحيدا، لا شيء له من مال ولا ولد، فقد بسطت له في العيش بسطا، حتى أقام ببلدته مطمئنا مترفها يرجع الى رأيه، ثم ان الوليد يطمع بعد هذا كله ان ازيده في المال والولد.
وكان الوليد يقول: ان كان محمد صادقا فما خلقت الجنة إلا لي، فقال الله تعالى ردا عليه وتكذيبا له: «كلا» اي: لست أزيده، فلم يزل يرى النقصان في ماله وولده حتى هلك.