[email protected]
استطاع الكاتب والمؤلف إسلام جمال أن ينقلني في محراب الصلاة ويجيب عن أسئلتي ليدخلني في مملكة الصلاة، ولتطرح التساؤلات لماذا يحافظ البعض على الصلاة بينما يتركها الكثير؟
تعرّف على أسرار هؤلاء الذين قلّما فاتتهم صلاة!
في الصغر اعتدنا أن يأمرنا من يكبرنا بالصلاة فنمتثل للأمر ثم نذهب لنصلي، فنجد أن الصلاة ثقيلة فنتركها.
ظننا أن من يأمرنا بها لا يشعر بما نشعر به، ظننا أن من يحافظ عليها لديه هبة إلهية ليست عندنا.
انتظرنا تلك الهبة طويلا، حتى فاتتنا صلاة بعد صلاة!
لأننا لم نحل أصل المشكلة، وهو لماذا تبدو الصلاة ثقيلة؟
كتاب جميل لإسلام جمال: «فاتتني صلاة»!
يقع في 208 صفحات من القطع الصغير ومن يقرأ الفهرس يقف أمام (فاترينة) عرض لعناوين جميلة جاذبة، منها: قبل أن تصلي، صور الصلاة، العادة والصلاة، المناجاة، الصلاة المعجزة، المشي إلى المسجد، أوقات الصلاة، السر، خاتمة عاشق.
من أهمية الصلاة أن الله عز وجل فرضها في السماء دون غيرها من العبادات.
وقال صلى الله عليه وسلم: «رأس الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله»، كما بين صلى الله عليه وسلم أنها أول الأركان بعد الشهادتين.
٭ ومضة: من الحقائق التي جربناها في حياتنا استشعار قول الرسول صلى الله عليه وسلم لبلال: «أرحنا بها يلا بلال» ولم يقل أقم الصلاة!
الصلاة فرض وهناك فارق كبير بين من يؤديها ليخلص من أداء الفرض ومن يعيشها بطقوسها ويأمن معها، خاصة (أناس) التهجد من بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل!
٭ آخر الكلام: لا تجتهد لتصلي، بل اجتهد لتتعرف على الله فتشتاق للصلاة!
٭ زبدة الحچي: أكتب اليوم لكل من فاتته الصلاة أن يتلاحق نفسه فإنها لا تسقط، وعليك أن تؤديها كعاشق لها، يقول إسلام جمال:
لكل من اشتاق لذلك النور في حياته المظلمة..
ولكل من يبحث عن سلام يداوي به هلع نفسه..
ولكل من أسرف على نفسه..
منتظرا أمطار الغفران تعيده إلى رشده فسر لبوابة الصلاة!
قدوتنا رسولنا صلى الله عليه وسلم: كان شكره صلاة، وصبره صلاة، فرحه صلاة، وحزنه صلاة، رخاؤه صلاة، وشدته صلاة، إذن لماذا (واصطبر عليها)؟
المقصود بالصبر هنا هو الصبر على نتائج الصلاة، الصبر على ثمارها، كانت الصلاة ولاتزال هي الفعل الأكثر تكرارا في حياة أي مسلم.
الله جعل الصلاة أداة تغيير، هي العقل القادر على تغيير سلوك وفكر من يقوم بها، ولكن هذا التغيير لن يحدث بين ليلة وضحاها، لذلك جاءت (واصطبر عليها).
وتبقى النصيحة للقارئ الكريم: فلتكن الدنيا كما تكون ولتكن أنت مع الله الذي هو على كل شيء قدير.
يالجمال هذا العبد الراكع الساجد لله عز وجل وهو ممتلئ براحة النفس التي تختزل (الركوع والسجود) في قافلة السائرين الموحدين المحافظين على الصلاة، فكن دائما أنت منهم وفي الصف الأول!
..في أمان الله.