علي إبراهيم
كشفت الخطوط الجوية الكويتية، أمس، عن نقلة نوعية جديدة في خططها الاستراتيجية، ترتكز فيها على تحقيق عامل المرونة بأسطول متناسق لجهة حجم الطائرات، يمكنها من التشغيل برحلات متكررة على وجهات أبعد وذات جدوى تجارية، لتعجل بتاريخ التعادل في الموازنة والتحول إلى الربحية إلى أقرب من عام 2026.
ودفع استهداف الشركة لتحقيق المرونة في العمليات التشغيلية والتوسع في الوجهات إلى إعادة هيكلة صفقة طائراتها مع شركة «إيرباص» ليرتفع عدد الطائرات من 28 طائرة في عقد 2018 إلى 31 طائرة بعد الهيكلة الأخيرة التي وفرت فيها الشركة ما يقارب الـ 200 مليون دولار، ليزيد معها إجمالي عدد طائرات الأسطول بحلول الـ 2030 إلى 41 طائرة بعد احتساب الـ 10 طائرات من طراز B777.
وفي هذا الصدد، كشف رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية الكابتن علي الدخان عن أن الصفقة التبادلية تضمنت 59 طائرة تصل قيمتها إلى 6 مليارات دولار، مبينا أنه بعد عملية الهيكلة فإن سعر الـ 31 طائرة يصل إلى 3 مليارات دولار تقريبا.
وذكر أن الصفقة القديمة المعدلة في 2018 تضمنت 28 طائرة من بينها 15 طائرة من طراز A320 neo، و8 طائرات من طراز A330-800، و5 طائرات من طراز A350-900 بمجموع 28 طائرة، وكانت نسبة الطائرات عريضة البدن إلى الصغيرة 60 للأولى و40 للأخيرة وهو ما يحد من مرونة الشركة.
وأضاف أنه بعد الهيكلة الأخيرة باتت النسبة 50:50 مثلما جاء في دراسة «ماكينزي» سابقا، كما سترفع السعة المقعدية لطائرات الشركة بـ 15%، ويزيد مدى الطيران ما يعطي مرونة أكبر ومجالا أبعد ومستوى راحة أعلى للركاب، إذ بات عدد أسطول إيرباص 31 طائرة بواقع 9 طائرات A320 neo، و6 طائرات A321 neo، و3 طائرات A321 neo LRl و4 طائرات A330-800 وصل منها اثنتان إلى الكويت واثنتان في خط التصنيع، وأضفنا 7 طائرات من NEO A330-900، وطائرتين A350- 900.
وقال الدخان إن صفقة 2014 وصل منها 6 طائرات A320 وتبقت 3 بعد الهيكلة الأخيرة، كما سيبدأ وصول بقية الصفقة من عام 2023 تباعا، وفي 2026 سيكون وصل أغلب الطائرات وستبقى 3 طائرات إلى 2027 و2028.
وذكر الدخان أن «الكويتية» من الشركات الحكومية النادرة في العالم التي لم تدفع لها الحكومة شيئا، الناس تعتقد أن الحساب مفتوح لنا ولم نتسلم دينارا واحدا خلال هذه الجائحة القاسية، ومع ذلك حاولنا بكل جهد الاستمرار ومواصلة العمل، أما التحول إلى الربحية فإن الدراسة القديمة وفقا للأسطول الماضي كان التعادل متوقعا في ميزانيتنا بعام 2026، ومع الأسطول الجديد سنقوم بدراسة جديدة وسيكون تاريخ التعادل أقرب من 2026.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي في الخطوط الجوية الكويتية، معن رزوقي، إن تعديل صفقة طائرات إيرباص حقق وفرا على الشركة بنحو 200 مليون دولار، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن قانون خصخصة الشركة مازال قائما، وسيتم تفعيله تحت شروط ومعايير وننتظر لتفعيل القانون في الوقت المناسب كون تفعيله من استراتيجية الشركة وتوجيهات مجلس الإدارة.
وأشار رزوقي إلى أن أسطول الشركة خلال الفترة من 2022 حتى 2030 سيتكون من نحو 41 طائرة منها 31 طائرة إيرباص بطرازات مختلفة، و10 طائرات بوينغ من طراز B777-300 ER من بينها 5 مملوكة للشركة و5 أخرى مستأجرة، وفي الوقت نفسه لدينا بعض الطائرات مؤجرة.
وقال أعلنا خلال الفترة السابقة عن 17 وجهة جديدة تشغل إليها الكويتية، وخلال السنوات المقبلة نستهدف الوصول إلى 100 وجهة، واليوم سنصل إلى 57 وجهة مباشرة من الكويت في 2022، مبينا أن هناك 20 وجهة عن طريق شركاء، مشيرا في الوقت ذاته، الى ان الصفقة أعطتنا زيادة في القدرة الاستيعابية بأكثر من 15% وستعطينا المجال لطرح أسعار منافسة ترفع معدلات الأشغال.
وذكر أن التطور التكنولوجي الكبير الذي حدث على الطائرات الصغيرة أعطاها قدرة على الوصول إلى مناطق أبعد مثل مانشستر بدلا من لندن، مؤكدا ان تلك الخاصية أعطت الكويتية القدرة على على أن تكون منافسة لعدد من الشركات.
تخفيض الـ A330-800.. وتمويلات الصفقة متقاربة
حول تخفيض طلبية الطائرات A330-800 من 8 إلى 4 طائرات، قال الدخان ان A330-900 تلبي حاجات الشركة أكثر لارتفاع عدد مقاعدها، فيما تظل تكلفتها متقاربة مع الأولى، مبينا أن طائرتي A330-800 وصلتا بالفعل وتبقى اثنتان على خط التصنيع حاولنا تعديلهما ولكن لا يمكن ذلك كونهما في مرحلة الإنتاج فيما ستصل الأولى منهما في يونيو المقبل والثانية آخر العام.
وحول تمويل الصفقة، قال انه كما هو بلا جديد، 40% تم سداده كدفعات مقدمة والأمور المالية لا تزال كما هي والصفقة متقاربة في التكاليف.
نجاح لـ 15 عاماً مقبلة
قال الدخان: «دخلنا لمدة 4 أشهر في مفاوضات جادة ومهنية، ومن أجل الحفاظ على أعلى درجة من الشفافية والاحتراف، قررنا منذ البداية إشراك شركة Seabury الاستشارية لمساعدتنا في المفاوضات، عندما بدأنا المفاوضات، كنا في موقف ضعف حيث تم دفع 40% من قيمة الصفقة، ولكن تمكنا من الاتفاق على إعادة هيكلة ضخمة من شأنها أن تضع الكويتية على جادة الصواب لتهيئها للنجاح على مدار الـ 15 عاما المقبلة».
كفاءة تشغيل رغم ارتفاع أسعار النفط
حول تأثير أسعار النفط على مصروفات التشغيل في الشركة، قال معن رزوقي إن ارتفاع الأسعار يؤثر على سعر الوقود وهو أمر معروف تتعرض له كل الشركات، ولكن الكويتية تمتلك أسطولا حديثا عمرة 5 سنوات.
وذكر أن الأسطول يعطي مرونة أيضا في تكلفة التشغيل خصوصا أنه يوفر نحو 15% في استهلاك الوقود الذي سيمثل جزءا كبيرا من التكلفة التشغيلية، وهو ما يحقق كفاءة أكثر في التشغيل لجهة وتقليل استهلاك الوقود ولكن هناك تأثيرا لارتفاع أسعار النفط ونحن نتعامل معه مثل باقي الشركات.