- قاذفات نووية أميركية في پولندا.. وبوتين: أولويتنا الأمن لا المواجهة
- كييف تطلب اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الدولي لبحث التهديدات الروسية وتنفي قصف مناطق الانفصاليين في «دونيتسك» و«لوغانسك»
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن اتفاقات مينسك التي أبرمت في 2015 لإحلال السلام في شرق أوكرانيا بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو، ليس لها «أي أفق» بالنجاح، متهما الحكومة الأوكرانية بإفشالها، فيما نشرت الولايات المتحدة قاذفات استراتيجية نووية في پولندا المجاورة لأوكرانيا.
وقال بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي امس «لقد أدركنا أن (الاتفاقات) ليس لها أي أفق مطلقا».
وأكد ان روسيا تواجه تهديدا جديا وكبيرا جدا، في أحدث مؤشر على أن نافذة الديبلوماسية تزداد ضيقا لمنع نشوب حرب في أوروبا بين موسكو والغرب.
واعتبر بوتين، أنه يتم «استخدام أوكرانيا كأداة للمواجهة مع بلدنا»، مؤكدا أن أولوية موسكو «ليست المواجهة بل الأمن».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه سيلتقي نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في جنيف بعد غد.
وفيما طلبت كييف عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث التهديدات الروسية، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الوزير جان إيف لو دريان وجه دعوة لنظيره الروسي لعقد اجتماع في باريس الجمعة المقبل لبحث الأزمة في أوكرانيا.
وأضافت الوزارة ان لافروف قبل الدعوة، وقالت إن شرط عقد الاجتماع عدم وقوع أي غزو روسي لأوكرانيا خلال تلك الفترة.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الرئيس بوتين، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، واصلا بحث الوضع في أوكرانيا مساء أمس الأول في ثاني اتصال هاتفي بينهما خلال 24 ساعة.
وأوضح ان الجانبين «ركزا على ضرورة استمرار الحوار بين وزارات الخارجية والمستشارين السياسيين (في إطار رباعية نورماندي)». جاء ذلك في وقت أعلن الجيش الروسي أنه قتل 5 «مخربين» جاؤوا من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية، وأن مركبتين عسكريتين أوكرانيتين حاولتا عبور الحدود أيضا، لكن كييف نفت هذه المزاعم، متهمة موسكو بنشر معلومات مضللة تمهيدا لتدخل عسكري في الأراضي الأوكرانية.
وقال الجيش الروسي إنه «خلال المعارك، تم القضاء على 5 أشخاص ينتمون إلى مجموعة مخربين ولجهاز الاستخبارات بعدما انتهكوا الحدود الروسية»، مؤكدا أن «مركبتين قتاليتين تابعتين للقوات المسلحة الأوكرانية دخلتا (إلى روسيا) من أوكرانيا لإجلاء مجموعة المخربين إلى أوكرانيا عبر الحدود».
لكن أوكرانيا نفت رسميا الاتهامات الروسية، وقال أنتون غيراشتشينكو المسؤول الكبير في وزارة الداخلية للصحافيين «لم يعبر أحد من جنودنا الحدود مع روسيا ولم يقتل أي منهم». وتأتي الاتهامات الروسية بالتزامن مع طلب جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان شرق أوكرانيا من موسكو بالاعتراف بهما كدولتين مستقلتين.
وفي دونيتسك أيضا دعا الزعيم الانفصالي دينيس بوشيلين الرئيس الروسي أيضا إلى إبرام معاهدة صداقة ومساعدة عسكرية مع «الجمهورية الشعبية».
وتسمح مثل هذه الاتفاقية لروسيا بإرسال الآلاف من جنودها إلى دونيتسك وبعد حرب مع تبليسي، اعترفت موسكو بالإقليمين كدولتين مستقلتين عام 2008.
في الغضون، أفاد مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان بأن المعلومات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيقوم على استراتيجية قاسية تستهدف «سحق» المدنيين.
وقال ساليفان لشبكة «إن بي سي نيوز» امس إن الغزو الذي تحذر واشنطن والغرب من أنه قد يتم في أي لحظة، سيتمثل بعملية «عنيفة للغاية»، مضيفا: «لكن لدينا معلومات استخباراتية أيضا تشير إلى أن شكلا أكبر حتى من أشكال القسوة» سيتخللها. وتابع: «ستكون حربا تخوضها روسيا ضد الشعب الأوكراني لقمعه وسحقه وإيذائه».
من جانب آخر، كشفت مصادر أميركية عن حزمة العقوبات الأولية التي تعتزم الإدارة الأميركية فرضها على روسيا في حال غزو أوكرانيا، منها قطع العلاقات المصرفية بالمراسلة بين البنوك الأميركية والروسية.
وقالت المصادر حسبما نقلت قناة (الحرة) الأميركية امس إن «الإدارة الأميركية جهزت حزمة أولية من العقوبات لفرضها على روسيا فقط إذا غزت أوكرانيا.. وتتضمن قطع العلاقات المصرفية بالمراسلة بين البنوك الأميركية والروسية، بالإضافة إلى إدراج شركات وأفراد روس على لائحة العقوبات»، مشيرة إلى أن هذه العقوبات هدفها إلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي.
إلى ذلك، كشفت مجلة أميركية أن سلاح الجو التابع للولايات المتحدة أجرى سلسلة من عمليات انتشار لمقاتلاته الحربية، لتحتل مواقع متقدمة في مسرح العمليات الأوروبية، في ظل تصاعد التوترات مع روسيا إلى مستويات غير مسبوقة، وفي أعقاب تحذيرات عدة أطلقها قادة حلف شمال الأطلنطي (الناتو) من أن موسكو تخطط لغزو وشيك لجارتها أوكرانيا.
وقالت مجلة «ميليتري ووتش» الأميركية، إن أولى تلك التحركات التي قام بها سلاح الجو الأميركي، تبدو في نشره للمقاتلات الحربية الثقيلة من طراز «إف-15 سي» و«إف-15 دي» في «قاعدة لاسك الجوية» في پولندا لدعم مهام المراقبة الجوية في منطقة البلطيق.
وأشارت إلى أن عمليات نشر مقاتلات «إف- 15» بطرازيها «إس» و«دي»، التي يطلق عليها «نسور» القوات الجوية الأميركية، جرت في العاشر من الشهر الجاري بأعداد من المقاتلات قليلة نسبيا، بيد أنها مزودة بقذائف وصواريخ جو- جو من طراز «إيه آي إم-120» لتلائم مهامها المتوقعة. وأفاد بيان للقيادة الجوية للتحالف الصادر بشأن عمليات الانتشار بأن: «المقاتلات الإضافية ستعزز جاهزية الردع الجماعي والدفاعي في الوقت الذي تقوم فيه روسيا بحشد قواتها العسكرية في أوكرانيا وحولها».
أما عمليات الانتشار الثانية للمقاتلات الأميركية، فقد حدثت يوم 11 الجاري بنشر سلاح الجو الأميركي مقاتلات «إف-16»، النظير الأخف وزنا والأرخص سعرا من المقاتلات الثقيلة «إف-15».
وأكدت «ميليتري ووتش» أن قيام واشنطن بنشر المزيد من المقاتلات الأميركية جاء على وقع إعادة روسيا نشر مقاتلاتها الحربية عالية الكفاءة، خصوصا «سو-35»، من الأقاليم الروسية الشرقية إلى بيلاروسيا، وفي الوقت نفسه نقلت موسكو طرازات جديدة منها، «سو-30 إس إم 2» التي دخلت الخدمة حديثا، في مدينة كاليننغراد الروسية.