وأنا أستعيد 32 عاما مضت على غزو العراق للكويت.. أحاول أن أتذكر ما الذي أخذناه على محمل الجد منذ تلك النقطة في تاريخنا؟
منذ ذلك التاريخ ونحن نتغشمر بالسياسة ونمارس فيها كل ما يستعدي الضحك والتندر الذي وصل ذروته مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.
منذ ذلك التاريخ ونحن نتغشمر بالرياضة حتى نسينا طعم الانتصارات وأصبحنا في ذيل الفرق العربية، فضلا عن العالمية رغم الموارد المتاحة.
منذ ذلك التاريخ ونحن نتغشمر بالفن وأنتجنا ثلاثة، أربعة أعمال ربما، والبقية لا ترقى حتى للمنافسة خليجيا بعد ما كنا منارة الفن والمسرح والسينما في الثمانينيات وما قبلها.
منذ ذلك التاريخ ونحن نتغشمر بالتعليم ومناهجنا وطرق تدريسنا حتى أصبحت مخرجاتنا زائدة عن سوق العمل وعالة عليها دون إنجازات تذكر.
منذ ذلك التاريخ نتغشمر أمام أي مأساة إنسانية وتصنع النكات عليها حتى أصبحت سمة نمتاز فيها دونا عن الشعوب.
هل نحن فعلا بالحريات ما انتغشمر؟ هل شاهدنا هذه الانتفاضة في «تويتر» حول حبس مغرد أدلى برأيه يوما وتم حبسه؟ هل وهل وهل..؟
من الواضح أننا أمام اختبار حقيقي تجاه أنفسنا وتاريخنا الذي لم نأخذ تقلباته على محمل الجد يوما صرنا دائما #انتغشمر!