- النسخة الناجية تم اعتمادها خريطة سكانية للكويت بتاريخ 1 أغسطس 1990
- سلّمنا الحكومة 20 كرتوناً تحتوي على 40 ألف صفحة تضمنت معلومات وأسماء الكويتيين
- قاعدة البيانات تم الاستعانة بها على الحدود الكويتية - السعودية لمعرفة الكويتيين من غيرهم
- تعداد سكان الكويت في العام 1990 بلغ 2٫25 مليون نسمة منهم مليون مواطن
عاطف رمضان
خلال الغزو العراقي الغاشم على الكويت تم تهريب النسخة الوحيدة الناجية من قاعدة البيانات التي كانت لدى الهيئة العامة للمعلومات المدنية وهي التي تم اعتمادها دوليا كخريطة سكانية للكويت بتاريخ 1 أغسطس 1990.
وكانت هذه النسخة المرجع الوحيد لمعرفة المواطنين الكويتيين من غيرهم، فلولاها لكان بالإمكان دخول عراقيين وغيرهم ضمن التركيبة السكانية للبلاد للاستفادة من خيرات الكويت، وتمت الاستعانة بها على الحدود الكويتية - السعودية كمرجع يتم من خلاله تحديد المواطنين الكويتيين الذين سمح لهم بالسفر من دون أوراق ثبوتية، ومدون بها أيضا العمالة الوافدة للبلاد والمتواجدة بشكل رسمي حتى هذا التاريخ.
«الأنباء» أجرت حوارا مع خبير قواعد البيانات في الهيئة العامة للمعلومات المدنية إيهاب يونس وهو مصري الجنسية، وكان ضمن الفريق الذين كان لهم دور مهم وكبير في تهريب هذه النسخ الى الخارج، حيث أوضح انه دخل الكويت مع عائلته وكان عمره شهر واحد وذلك عام 1962، ونشأ في الكويت التي يعتبرها وطنه الثاني ولها فضل كبير عليه وأن ما قام به هو جزء من واجبه تجاه وطنه الذي نشأ وتعلم وعاش فيه طيلة حياته.
وتطرق يونس الى تفاصيل أخرى عن المخاطر التي تعرضوا لها خلال فترة الغزو وإتلاف أجهزة الهيئة حتى لا يستفيد من معلوماتها العراقيون وانتقاله للعمل في البحرين وتجهيزه كشوفا تتضمن أسماء ومعلومات عن الكويتيين بلغت 40 ألف صفحة تم وضعها في 20 كرتونا تم تسليمها لحكومة الكويت لوضعها في الحدود الكويتية - السعودية للاستعانة بها. وفيما يلي التفاصيل:
حدثنا عن ذكريات الغزو العراقي الغاشم على الكويت والدور الذي قمت به في تهريب النسخة الوحيدة الناجية من قاعدة البيانات لدى الهيئة الى خارج الكويت؟
٭ جئت الى الكويت مع عائلتي وكان عمري شهرا واحدا وذلك عام 1962، وتلقيت تعليمي فيها حتى تخرجت في جامعة الكويت - كلية العلوم رياضيات وحاسب وإحصاء، وأعمل في الهيئة منذ عام 1985، وقد تشرفت خلال فترة الغزو العراقي الغاشم على الكويت في 2 أغسطس عام 1990 بأن قمت بجزء من واجبي الوطني، حيث ساهمت بالتعاون مع مسؤولي الهيئة بإخراج قاعدة البيانات التي تم تهريبها لخارج الكويت للحكومة الكويتية في الطائف، وتم إخراج نسختين وهي تعتبر النسخة الوحيدة الناجية بعد التحرير، وتمت الاستفادة منها بشكل جيد سواء أثناء غزو الكويت او بعد التحرير.
وقد صدر قرار من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن باعتماد هذه النسخة خريطة سكانية للكويت يوم 1 أغسطس 1990، حيث كان تعداد سكان الكويت حينها يبلغ ٢٫٢٥ مليون نسمة منهم مليون مواطن، وتمت الاستفادة منها من خلال المقر المؤقت للهيئة الذي كان في البحرين خلال فترة الغزو.
وهل هناك تفاصيل لذلك؟
٭ تدور تفاصيل هذه القصة الواقعية، عندما فجعنا بالغزو العراقي الغاشم على الكويت، فقد كان يوجد لدى الهيئة جهازان للحاسب الرئيسي، الجهاز الدائم بمجمع الرحاب في حولي، والثاني في مبنى الحاسبات في الضجيج، وهذا الجهاز كان احتياطيا لاستخدامه في حال وجود مشاكل في الجهاز الرئيسي وقت الضرورة.
وفي صباح يوم 2 أغسطس 1990 كان هناك عطل فني بسيط في الجهاز الرئيسي بالمبنى الرئيسي في مجمع الرحاب بشارع تونس، وأبلغنا من الإدارة بعدم تشغيله بسبب الغزو العراقي للكويت وانشغل الموظفون بهذا الخبر المفجع، وبدأوا بمغادرة مبنى الهيئة.
وبعد ذلك، ذهبنا الى مقر الهيئة للحصول على جوازات السفر وانتظرنا بعد ذلك في بيوتنا في ظل سيطرة سلطة الاحتلال على الكويت، الى ان تم الاتصال بي خلال الأسبوع الثاني تقريبا من قبل رئيسي المباشر في العمل مهلهل المضف وكان مراقب مراقبة قواعد البيانات آنذاك، وعندما قابلته قال ان نائب مدير عام الهيئة مساعد المخيطر اتصل به وطلب أن يقابله في منزل م.عادل العتال، رحمه الله، الذي كان يشغل رئيس قسم دعم الشبكات وذلك في منطقة الشعب، وتجمعنا أنا والمضف والمخيطر في منزل العتال، وطلب إخراج نسخة من قواعد البيانات وسألوني عن إمكانية ذلك وأجبتهم بالإيجاب، خاصة اننا نقوم عادة بإعداد نسختين يوميا من قاعدة البيانات، يتم الاحتفاظ بنسخة منهما في خزنة خاصة والنسخة الثانية يتم إرسالها للمبنى الثاني في الضجيج.
قاعدة البيانات
كيف تم ذلك وما المخاطر التي تعرضتم لها؟
٭ تم تكليفي باستخراج هذه النسخة من قاعدة البيانات واتصلت بموظف في دعم التشغيل وهو من الجنسية الهندية اسمه سوميترا مارفن، الذي استعنت به لمعرفته بكل ما يتعلق بعملية النسخ، وذهبنا معا الى مقر الهيئة في مجمع الرحاب ودخلنا المبنى، في ظل وجود بعض الجنود العراقيين، ومن خلال المصعد وصلنا للطابق الأول والتقينا بموظف الأمن ناصر البلوشي وهو من بلوشستان وهو موجود حتى الآن، وأخبرناه باننا مكلفون بمهمة لإخراج شرائط، فاتصل بمسؤوله سعيد السناوي في قسم امن وسلامة البيانات، وتحدثنا مع السناوي وأخبرناه بذلك وان هذا بتكليف لنا من نائب مدير عام الهيئة المخيطر، ولأن السناوي كان حريصا أجرى اتصالا بالمخيطر وتأكد من كلامنا وسمح لنا بالدخول.
وسبحان الله كان الأمر ميسرا، حيث وجدنا كرتونتين جاهزتين داخلهما نسختان كاملتان من قاعدة البيانات لدى الهيئة كان يفترض وضع واحدة منهما في الخزنة والثانية يتم إرسالها الى فرع الضجيج، وحسبما أذكر كان عدد الشرائط الممغنطة في كل منهما 15 شريطا ممغنطا.
وأخذنا الكرتونتين.
عودة الموظفين
هل استمررت في العمل مع العراقيين؟
٭ بعد فترة طلبت السلطات العراقية عودة الموظفين الى أعمالهم، وكانت وظيفتي أخصائي أول قواعد بيانات، واقترحت على مسؤولي في الهيئة مهلهل المضف أن أداوم مع العراقيين لأنهم سيطلبون ذلك من كل الموظفين، ويفضل ان أبادر بالعمل معهم، فاتصل المضف بنائب مدير عام الهيئة آنذاك المخيطر ورد عليه ان القرار يعود لي، فداومت مع الموظفين في وزارة التخطيط في مدرج هناك يضم موظفي الهيئة وجميعهم من العمالة الوافدة.
وبعد ذلك طلب العراقيون الموظفين الفنيين المختصين بالحاسب الرئيسي القادرين على تشغيله، وذهبنا معهم إلى مقر الهيئة في مجمع الرحاب، وأتذكر أسماء من كانوا معي وهم «3 فلسطينيين 2 منهم مشغلين حاسب رئيسي جمال رفيق وحسن ياسين وماهر رشيد مهندس اتصالات»، وكان معنا موظفون آخرون من الإدارة المالية وغيرهم، وكان معنا عراقيون مدنيون وعسكريون، منهم مسؤول عراقي عن الهيئة، وكانت له زيارة سابقة للهيئة في شهر أبريل قبل الغزو ضمن وفد عراقي زار الهيئة.
وتوجهنا لمقر الهيئة وكان معنا جنود عراقيون ووجدنا المصاعد معطلة فصعدنا على السلم الجانبي داخل مجمع الرحاب ولم يكن احد داخل الهيئة، ودخلنا قاعة الحاسب الرئيسي، وهي قاعة كبيرة تتجاوز مساحتها 500 متر مربع، وكذلك توجه موظفو المالية لمقرهم، ودخلنا نحن الـ 4 موظفين ومعنا العراقيون ولم نتحدث إطلاقا مع بعضنا، وكنا جميعنا عازمين على إفشال المهمة، وعندما دخلنا غرفة الحاسب كانت مظلمة ما عدا الإضاءة الحمراء على بعض الأجهزة لكن جهاز الحاسب لا يعمل، ودخل في عمق القاعة كل من حسن ياسين وجمال رفيق وماهر رشيد لتشغيل الكهرباء لإضاءة الأنوار، وبقيت أنا مع المرافقين العراقيين عند شاشات التحكم، وعند التظاهر بمحاولة تشغيل الحاسب الرئيسي اقترب مني جمال رفيق وتحدث بصوت منخفض في أذني حتى لا يسمعه أحد وقال: إيهاب قمنا بإتلاف ديسك التحكم المركزي.
وبعد ذلك قمنا بعملنا ونحن مطمئنون باستحالة تشغيل الحاسب الرئيسي، ولن يتمكن العراقيون من الحصول على معلومات من أنظمة المعلومات المدنية، وأبلغناهم بوجوب الاتصال بالشركة المختصة IBM، علما أن معظم هذه الشركات أغلقت مقراتها.
وعلمت لاحقا بأن جمال رفيق طلب من ماهر رشيد مفتاح سيارته واتلف به ديسك التحكم المركزي، ثم قام بتشغيل الكهرباء وعاد لنا، فكان هذا تصرفا رائعا وسرعة بديهة من جمال رفيق في لحظات حرجة وفارقة، أعمت أعين سلطات الاحتلال عن معلومات أهل الكويت.
وحاولنا تشغيل الأجهزة أمامهم وبالطبع دون جدوى، وخرجنا بعد ذلك من الهيئة، وأصبحنا نداوم مع العراقيين ودفعوا لنا راتب شهرين، وكنت يوميا أتواصل مع مسؤولي المباشر مهلهل المضف في منزله وأخبره بما يدور في الهيئة من معلومات، وكان المضف ينقل المهم من هذه المعلومات لإدارة الهيئة، وبعد ذلك تواصل معي سالم الذياب لاحقا، ولم اكن اعرف دوره سوى انه لاحقا بعد التحرير علمت بأنه أخذ الشرائط الممغنطة وأخفاها عند جاره إلى ان أخرجها من الكويت، وهو لم يبلغني عن ذلك بأي شيء.
وبعد ذلك تواصل معي مهلهل المضف وطلب مني لقاء رجال المقاومة الذين كانوا يعتزمون إتلاف أجهزة الحاسب الرئيسي، وذلك بحضور سالم الذياب، وكانت اللقاءات تتم في المساء، وتم تحديد موعد وذهبنا للقائهم، لكن رجال المقاومة لم يأتوا لأسباب أمنية وتم إلغاء الموعد، ثم تم تحديد موعد آخر وذهبت مع مهلهل المضف وقابلناهم وكان عددهم 7 رجال أعتقد من هيئة أحدهم أنه شخصية عسكرية رفيعة المستوى، والباقون رجال أذكياء ويعرفون ما يفعلون تماما، ويتمتعون بخبرات ولم أعرف أسماءهم.
السفر للبحرين
متى خرجت وكيف تم ذلك؟
٭ غادرت الكويت يوم 13 أكتوبر 1990، وذلك بناء عن طلب من سالم الذياب، الذي قال انه سيساعدني في الخروج من الكويت عن طريق السعودية، فطلبت منه ان أغادر مثل غيري وذلك لأنه كان عندي طفل صغير وكان الطقس حارا جدا وطلبت المغادرة عبر العراق ثم الأردن، وخلال هذه الفترة استخرجت رخصة قيادة عراقية لأتمكن من السفر عبر العراق كذلك رقم السيارة تم تغييره الى الأرقام العراقية وسافرت وكانت رحلة سيئة جدا استمرت 7 أيام الى ان وصلنا الى العقبة في الأردن.
وتمكنت من البقاء في الأردن بمفردي بعد ان سافرت أسرتي إلى مصر، حيث تأكدت من صعودهم العبارة او السفينة، بعد ذلك سافرت من العقبة يوم 20 أكتوبر 1990 إلى عمان بالطائرة ثم تواصلت مع فيصل الشايجي وأرسل لي فيزا عن طريق رئيس الجهاز المركزي للإحصاء البحريني الشيخ محمد عطية الله آل خليفة، وسافرت إلى البحرين يوم 30 أكتوبر 1990 وعندما فتح باب الطائرة، كان في استقبالي الشيخ أحمد عطية الله آل خليفة الذي كان يعمل في الجهاز ومدير عام الهيئة آنذاك فيصل الشايجي، وخرجت معهما وتوجهت الى الجهاز المركزي للإحصاء وقمت بإعداد الإجراءات الفنية المطلوبة وقمت بتنزيل قاعدة البيانات وتشغيل النظام، وعملت لفترة شهر كامل بشكل متواصل ومكثف، وخلال هذه الفترة لم أتواصل مع أحد وكان فيصل الشايجي يوفر لي الطعام في مكان عملي وكنت أنام ساعات قليلة جدا، كما أعطاني الشيخ محمد عطية الله آل خليفة «دورا» في بيت يمتلكه كنت مقيما فيه وأداوم في مبنى الجهاز حيث خصص مكانا للهيئة هناك.
كشوف الأسماء
ماذا عن الكشوف التي كانت بأسماء المواطنين التي قمت بإعدادها في البحرين؟
٭ في أول يوم عمل طلب مني كشف بأسماء كل الكويتيين بجميع بياناتهم، وتم تسليم هذا الكشف على الحدود ما بين الكويت والسعودية، حيث قمت بطباعة 40 ألف صفحة وتم وضعها في 20 كرتونا تقريبا، وبعد ذلك قمت بتشغيل أنظمة الحاسب، وخلال فترة عملنا كنا نتسلم طلبات من الحكومة الكويتية في الطائف ومن السفارات الكويتية بالخارج وكنت اعمل بمفردي مع الشايجي، وأول موظف جاءنا بعد ذلك اسمه يوسف العسكر ولايزال موجودا حتى الآن ويشغل حاليا مدير إدارة في الهيئة، وكان يعمل موظفا على النظام، فقد جاء بعد ان قمت بتشغيل النظام مباشرة.
وجاء بعد ذلك موظف آخر اسمه يوسف الزوادي لإنجاز الطلبات التي ترد إلينا من السفارات وكذلك من حكومة الكويت في الطائف، بعدها احتجنا لمبرمجين للحاسب الرئيسي وجاء المبرمجان أسامة إحسان وأسامة البهنساوي وحسين حلمي محلل نظم، رحمه الله، ثم طلبنا فنيين وجاء ماثيو ابراهام وسوميترا مارفن، وهذا هو الطاقم الذي كان موجودا في البحرين، وعاد الطاقم الى الكويت في يونيو، وبقيت هناك في البحرين الى سبتمبر بمفردي.
طاقم البحرين
حدثنا عن الطاقم الكويتي الذي كان متواجدا في البحرين خلال هذه الفترة؟
٭ الطاقم الذي كان موجودا في البحرين: مدير عام الهيئة آنذاك فيصل الشايجي وكان يسافر للحكومة في الطائف ويعود للبحرين، وكذلك نائبه مساعد المخيطر، ومساعد العسعوسي مدير عام الهيئة حاليا جاء إلى البحرين خلال هذه الفترة وكان وقتها مدير إدارة الحاسب الآلي، وسالم الذياب سافر البحرين زيارة بعد التحرير، وم.عادل العتال، رحمه الله، كان يزورنا في البحرين بعد التحرير.
وكان الأخ أبوشادي محاسبا في المكتب الفني للكويت في البحرين «هيئة الخليج والجنوب العربي» وقام بإدارة حسابات الميزانية المؤقتة، أما عن سالم الذياب فبعد تحرير الكويت علمت انه كان له دور كبير في تهريب الشرائط الممغنطة لخارج الكويت.
تهريب النسختين
حدثنا عن مراحل انتقال النسختين لقاعدة البيانات، وكيف تم تهريبهما؟
٭ قمت بتسليم النسختين من قاعدة البيانات إلى رئيس قسم الشبكات آنذاك م.عادل العتال، رحمه الله، والذي قام بتسليمهما الى نائب المدير العام للهيئة مساعد المخيطر الذي سلمهما إلى مدير إدارة السجل المدني سالم الذياب، حيث قام بإخفاء النسختين عند جاره، ثم سلم نسخة الى رجال المقاومة الكويتية التي قامت بتهريبها إلى الحكومة الكويتية في الطائف.
وقامت الحكومة بتسليمها مع ميزانية مالية إلى مدير عام الهيئة آنذاك فيصل الشايجي الذي أنشأ مقرا مؤقتا للهيئة في البحرين، حيث اشترى أجهزة كمبيوترات وأجهزة أخرى.
عروض عمل
حدثنا عن عروض العمل التي تلقيتها ورخصة القيادة العراقية التي رفضتها البحرين عندما كنت تستخرج رخصة قيادة بحرينية؟
٭ خلال فترة عملي في البحرين تلقيت عروض عمل من المملكة العربية السعودية وبعض الأماكن الأخرى فرفضت جميع العروض، فلا يمكن أن أقصر في حق الكويت علي.
وعندما كنت في البحرين قمت باستخراج رخصة قيادة بحرينية وكانت معي رخصة عراقية استخرجتها لأتمكن من المرور في أراضي العراق وكان مكتوبا عليها «الجمهورية العراقية المحافظة التاسعة عشرة الكويت»، وتم إرفاقها مع الطلب، وبعد النجاح باختبار القيادة وعند استخراج الرخصة البحرينية تبدلت الأوجه واستدعاني مدير إدارة المرور في مكتبه، وقال: نحن لا نعترف بأن الكويت جزء من العراق، وهذه الرخصة مرفوضة، فقلت له: وأنا كذلك لا اعترف بأن الكويت جزء من العراق، فأنا اعمل لدى الكويت هنا في البحرين وهذه الرخصة استخرجتها من العراق حتى أتمكن من المرور في أراضيها والخروج منها، فقال: لن نستبدل الرخصة، فقمت بتمزيق دفتر الرخصة العراقية أمامه، وقال سنعتمد اختبارك فقط لأنك تعرف القيادة.
ومن الأمور الأخرى التي حدثت معي، ان أخي يعمل طبيبا في بنك الدم وتم استدعاء الأطباء بعد التحرير وهو سافر الكويت في 7 مارس 1991 وفي آخر مارس بعد ان تأكدنا انه تمت السيطرة تماما داخل الكويت فطلبت ترخيصا لدخولي الكويت، فسهَّل الأخ فيصل الشايجي لي الحصول على ترخيص لأتمكن من السفر للكويت، وقد سافرت أنا وحسين حلمي، رحمه الله، وسرنا من البحرين إلى الكويت حتى دخلت الجابرية.
ورأينا دخان حرائق آبار النفط والنهار كأنه مساء وكانت الرؤية سيئة، ومكثت في الكويت يوما واحدا فقط لأطمئن على أخي وذهبت الى شقتي وكانت مغلقة، وكسرت القفل الموضوع على باب الطابق وفتحت الشقة وكنت قد أخذت حقيبة من شقة زميلي وجار أسامة إحسان، فتركتها في الشقة، وذهبت للمبيت عند أخي في الرقعي، وثاني يوم ذهبت للشقة لأخذ الحقيبة والسفر للبحرين، ففوجئت بأن الشقة تم اقتحامها بغرض السرقة في اليوم نفسه الذي وصلت فيه الكويت.
مجلس الأمن
ماذا عن النسخة التي تم إرسالها إلى أميركا؟
٭ تمت الاستفادة من النسخة الناجية بأن جاء نائب مدير الهيئة آنذاك مساعد المخيطر وأخذ عدة نسخ منها، وسافر بها إلى الولايات المتحدة الأميركية، وخلال هذه الفترة كان المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وزيرا للخارجية آنذاك، وتم استخراج قرار من مجلس الأمن أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة باعتمادها الخريطة السكانية للكويت، وبناء عليها لم يتم العبث بالخريطة السكانية بعد التحرير.
مقر الهيئة
حدثنا عن انتقال مقر الهيئة من مركز الإحصاء إلى هيئة الخليج والجنوب العربي في البحرين؟
٭ انتقلنا في البحرين الى مبنى خاص لهيئة الخليج والجنوب العربي، وهي هيئة كويتية نشطة كانت تعمل في بناء المدارس والجامعات والمستشفيات والمستوصفات وغيرها في البحرين والسودان واليمن وبعض الدول، لأن هذه الهيئة توقف عملها وبالتالي قمنا بالاستفادة من مبناها خلال فترة الغزو.
وكنت أنا والأخ فيصل الشايجي هناك فقط، وبعد فترة انضم لنا آخرون، فقد دخلت البحرين في 30 أكتوبر 1990، وغادرتها في 13 سبتمبر 1991، وكنت أول فني دخل البحرين وآخر فني يغادرها للعودة إلى الكويت.
كيف كنتم تردون على استفسارات الحكومة والسفارات، وما الخدمات التي قمتم بتقديمها؟
٭ كنا نرد على الاستفسارات من خلال الفاكسات والهواتف، وبعد ذلك كان عند حكومة الكويت بالطائف شاشات كمبيوتر للدخول على نظام المعلومات المدنية، وأيضا قدمنا كشوفات تخص خدمات بطاقات التموين وكشوفات لتخصيص المكافآت التي صرفت للكويتيين المتواجدين داخل الكويت، وهناك أمور كثيرة تم الاستفادة منها من خلال قاعدة البيانات الخاصة بالهيئة، وبعد فترة التحرير كنا الجهة الوحيدة في الكويت التي لديها قاعدة بيانات ويتم الاستفادة منها.
ماذا عن شراء الأجهزة الجديدة التي تم إدخالها إلى الكويت؟
٭ تم شراء العديد من الأجهزة وكان خلال فترة الغزو مدير إدارة الحاسب الآلي آنذاك مساعد العسعوسي الذي يشغل حاليا مدير عام هيئة المعلومات المدنية، يرافق والده في السفر للعلاج بالخارج، حيث عاد من السفر الى البحرين وقام بالتعاون مع شركة IBM بالاتفاق على شراء هذه الأجهزة التي تم إدخالها الى الكويت بعد التحرير مثال الحاسب الرئيسي مع الأجهزة الاخرى، والعسعوسي أكمل هذه المهمة التي بدأها مدير عام الهيئة آنذاك فيصل الشايجي.
قياديون ومقيمون ساهموا في حفظ قاعدة البيانات
مدير عام الهيئة العامة للمعلومات المدنية آنذاك فيصل الشايجي، ونائب المدير العام للهيئة آنذاك: مساعد المخيطر، ومراقب مراقبة قواعد البيانات: مهلهل المضف، ورئيس قسم الشبكات: م.عادل العتال (رحمه الله)، ومدير إدارة السجل المدني: سالم الذياب، ومدير إدارة الحاسب الآلي آنذاك: مساعد العسعوسي (يشغل حاليا مدير عام هيئة المعلومات المدنية)، ومدير إدارة حاليا في الهيئة: يوسف العسكر، وأخصائي أمن وسلامة البيانات: يوسف الزوادي، وخبير قواعد البيانات في الهيئة: إيهاب يونس، وموظف في دعم التشغيل من الجنسية الهندية: سوميترا مارفن، وموظف الأمن: ناصر البلوشي، ومسؤول بقسم امن المنشآت: سعيد السناوي، ومشغل حاسب رئيسي جمال رفيق، ومشغل حاسب رئيسي حسن ياسين، ومهندس اتصالات: م. ماهر رشيد،ومبرمج للحاسب الرئيسي: أسامة إحسان، ومبرمج للحاسب الرئيسي: أسامة بهنساوي، ومحلل نظم: حسين حلمي (رحمه الله)، وأخصائي قواعد بيانات: ماثيو ابراهام.