قال الرئيس الروسي إن أفضل قرار يمكن لأوكرانيا اتخاذه هو التخلي عن طموحاتها للانضمام لحلف الأطلسي «الناتو»، مطالبها بـ «نزع سلاحها»، مشيرا إلى اعتراف موسكو بسيادة الانفصاليين على كامل منطقتي لوغانسك ودونيتسك.
وقال إن اتفاق سلام مينسك لم يعد موجودا وأنه «مات» قبل وقت طويل من قراره بشأن الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين، متهما السلطات الأوكرانية بالقضاء عليه.
لكن في الوقت ذاته، أعرب بوتين عن أمله في أن تسوي أوكرانيا وكل من دونيستك ولوغانسك خلافاتهما بشأن هذه القضية.
من جهتها، طلبت كييف من الغرب إرسال أسلحة إضافية لمواجهة روسيا.
وفي وقت سابق، نفى الرئيس فلاديمير بوتين رغبته في «إعادة بناء إمبراطورية». وأكد الكرملين أنه مازال «منفتحا» على الديبلوماسية.
وقال بوتين، خلال اجتماع مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف في الكرملين أمس: «توقعنا أن تكون هناك تكهنات بأن روسيا تعتزم إعادة بناء إمبراطورية»، مضيفا ان موسكو «تدرك الوقائع الجيوسياسية الجديدة» في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي وتعمل مع «جميع الدول المستقلة في فضاء ما بعد الحقبة السوفييتية».
لكنه قال إن أوكرانيا تمثل استثناء، معتبرا أنها «تستخدم من دول أخرى لاختلاق تهديدات ضد روسيا».
وأضاف: «مع الأسف بعد الانقلاب في أوكرانيا، لا نرى مثل ذلك المستوى والنوعية من التفاعل مع أوكرانيا»، في إشارة إلى الثورة المؤيدة للغرب في أوكرانيا عام 2014.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الروسي أن بلاده تعتزم مواصلة الإمدادات المستقرة من الغاز، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، للأسواق العالمية.
وقال بوتين - في رسالة موجهة للمشاركين في القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز بقطر، بحسب وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية امس إن «التوسع في استخدام الغاز الطبيعي كواحد من أكثر أنواع الوقود الصديقة للبيئة أصبح شائعا للغاية خلال فترة تطور الطاقة». وأضاف ان «روسيا تعتزم مواصلة الإمدادات المستقرة من المواد الخام، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال للأسواق العالمية».
من جهته، صادق البرلمان الروسي على الاتفاقات التي وقعها بوتين مع قادة انفصاليي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الذين يقاتلون قوات كييف منذ العام 2014. ووافق مجلس الاتحاد الروسي في وقت لاحق على طلب الرئيس بوتين بارسال قوات إلى منطقة دونباس عند الضرورة.
في غضون ذلك، باشرت دول غربية أمس فرض عقوبات على روسيا غداة اعترافها باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا. ودعت كييف حلفاءها إلى الرد على هذه الخطوة بقوة، فيما أعلنت برلين تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» مع موسكو.
ومن الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي مرورا بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أدان المعسكر الغربي القرار الروسي على نطاق واسع.
وأكد الاتحاد الأوروبي أنه بصدد فرض حزمة عقوبات «شديدة» على روسيا قد تستهدف المصارف الروسية ووصولها إلى الأسواق الأوروبية.
كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فرض عقوبات على 5 مصارف روسية و3 «أفراد أثرياء»، محذرا من «أزمة طويلة الأمد» في أوكرانيا. ووصف البيت الأبيض الإجراءات الروسية الأخيرة في أوكرانيا، بأنها «غزو» لتلك الدولة.
وردا على سؤال حول موقف البيت الأبيض، قال جوناثان فاينر نائب مستشار الأمن القومي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية أمس «الغزو غزو، وهذا هو ما يجري حاليا».
كما أكد حلف شمال الاطلسي أن ما يجري في اوكرانيا غزو.
وتعهدت واشنطن بفرض عقوبات جديدة على روسيا، بعدما أصدر الرئيس جو بايدن مرسوما يحظر أي تعامل للأميركيين مع المناطق الانفصالية في أوكرانيا.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الاميريكية «الپنتاغون» إن ما يصل إلى 150 جنديا أميركيا سيصلون إلى بلغاريا، مع معدات عسكرية، لإجراء تدريبات مشتركة في ظل أجواء التوتر المتصاعد بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان امس إن الجنود الأميركيين والعربات المدرعة سيعبرون الحدود من رومانيا إلى بلغاريا يومي الثلاثاء والخميس للمشاركة في التدريبات التي تهدف إلى تعزيز التشغيل والعمل العسكري البيني للقوات. وبموجب اتفاق مع بلغاريا، وهي عضو في حلف الأطلسي، يمكن للولايات المتحدة الاحتفاظ بما يصل إلى 2500 جندي أميركي في عدة قواعد مشتركة في الدولة المطلة على البحر الأسود.
من جهتها، نشرت المجر، بعض القوات قرب الحدود مع أوكرانيا في أعقاب التوترات الأخيرة. وذكرت وزارة الدفاع الپولندية أن «الخطوة جاءت جزئيا في إطار الاستعداد للمهمات الإنسانية».
وأثار اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقـــلال المنطقتيـــــن الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا وأمر بنشر جنود روس فيهما موجة من أبرز ردود الفعل على هذه الخطوة التي تنذر بتصعيد جديد في الأزمة الروسية - الأوكرانية.
فقد أعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وحفظ السلام روزماري ديكارلو عن «أسفها» للقرار الروسي. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن قرار موسكو يشكل «انتهاكا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها». وشدد في بيان على أن الاعتراف الروسي «يتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة».
ووصف الاتحاد الأوروبي اعتراف بوتين باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا بأنه «انتهاك صارخ للقانون الدولي» وتوعد الكرملين برد «حازم».
«التعاون الخليجي»: ندعم جهود حلّ الأزمة في أوكرانيا عبر الحوار
الرياض ـ واس: أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية دعم الجهود الدولية لتخفيف حدة التوتر في أوكرانيا، ودعا إلى حل الأزمة من خلال الحوار والديبلوماسية.
وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.نايف الحجرف، في بيان أوردته وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) امس، «أن دول مجلس التعاون تتابع بقلق تطورات الأحداث الجارية في أوكرانيا، وتؤكد على تأييدها لكل الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والديبلوماسية». وبين الحجرف أن دول مجلس التعاون تؤيد الجهود الدولية المبذولة لتخفيف حدة التوتر والتصعيد والشروع في إجراءات التهدئة بما يكفل عودة الاستقرار ويفسح المجال أمام إجراء مباحثات سياسية تفضي إلى حل سياسي للأزمة.
ألمانيا تُعلّق تشغيل خط الغاز الروسي «نورد ستريم 2»
برلين - وكالات: أوقفت الحكومة الألمانية إجراءات اعتماد خط أنابيب الغاز الروسي-الألماني «نورد ستريم 2» لحين إشعار آخر، وذلك على خلفية النزاع المتصاعد بين روسيا وأوكرانيا.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنه قرر تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» مع روسيا، ردا على اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، فيما حذر من عقوبات إضافية محتملة. وأفاد شولتس بأنه طلب من الهيئة الألمانية الناظمة المسؤولة عن المشروع تعليق عملية مراجعته.
وأوضح المستشار الألماني في مؤتمر صحافي مع نظيره الايرلندي امس إن هذه المسألة «تبدو تقنية، لكنها خطوة إدارية ضرورية تمنع أي مصادقة على خط الأنابيب. ومن دون هذه المصادقة، لا يمكن بدء تشغيل نورد ستريم 2».
وأضاف: «هناك عقوبات أخرى أيضا يمكن أن نعتمدها في حال اتخذت إجراءات إضافية. لكن في الوقت الحاضر، يتعلق الأمر باتخاذ خطوة ملموسة للغاية»، مضيفا «ان وزير الاقتصاد الألماني سيعيد النظر في عملية منح الترخيص للمشروع نظرا للخطوات الروسية».
الصين تدعو إلى احترام المخاوف الأمنية للدول
بكين ـ وكالات: أعربت الصين عن قلقها إزاء تطور الأوضاع في أوكرانيا وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي، امس وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية.
وقال وانغ لبلينكن خلال الاتصال إن «الصين قلقة من تطور الأوضاع في أوكرانيا» مضيفا: «المخاوف الأمنية لأي دولة يجب أن تحترم».
ولفت الى ان «دوافع وقواعد ميثاق الأمم المتحدة يجب أن تدعم»، ورأى أن الوضع الراهن في أوكرانيا يتعلق بالتأخير في تطبيق «اتفاق مينسك».
وحثت بكين الأطراف كافة على التزام «ضبط النفس، وإدراك أهمية تطبيق قواعد الأمن التي لا تتجزأ، وتخفيف حدة الأوضاع وحل الخلافات عبر الحوار والتفاوض وتخفيف حدة التوترات، وحل الخلافات من خلال الحوار والتفاوض»، حسبما جاء في البيان الصيني.
وأكدت بكين انها مستمرة في التواصل مع كل الأطراف المعنية في القضية الأوكرانية حسب الوقائع الموجودة.