كما تعرفون أن الفساد موجود في كل مكان ولا يقتصر على الكويت، وهذا يدل على أن هنالك قصورا في إدارة ومراقبة مصروفات وميزانيات الدول التي لديها جهات حكومية رقابية مثل وزارة المالية ومدققين ماليين، والأهم من هذا تكرارها واستمرارها بدون حل ولا سيطرة عليها وعلى الأقل التخفيف والتقليل منها.
قال تعالى: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) (سورة الأعراف :56) وقال تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا) (سورة النساء:58)، وقال تعالى: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) (سورة البقرة: 205).
وقال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون) (سورة الروم :41).
وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت حين يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة». وروى الإمام أحمد عن ثوبان قال «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي، والمرتشي، والرائش، يعني الذي يمشي بينهما».
صحيح أنه تم إنشاء هيئة لمكافحة الفساد بالكويت عام 2016 لمحاربة الفساد والقضاء عليه وإحالة من ثبت عليه الفساد الى القضاء وإصدار الحكم المناسب وهو الحبس وإرجاع المبالغ التي استولى عليها، ولكن هل تم القضاء على الفساد أو التقليل منه؟ أعتقد لا وهذا من الواقع، حيث تعددت حالات الفساد من تحويل أموال وغسيل أموال ورشوات مستمرة، وقد شجعت هيئة مكافحة الفساد على توفير الحماية الشخصية للمبلغ عن الفساد.
ونصيحتي بأن يتم التحكم والقضاء على المتنفذين الذين يسيطرون ويتعاون معهم من داخل الحكومة بسرقة المال العام حتى يشعر أهل الكويت البسطاء ومحبو وطنهم وولاؤهم لها ولكم بالراحة وعدم القلق والشعور المستمر بعدم الرضا وعدم التحمل مما يجري في دولتنا الحبيبة.
وقد كتبت مقالتي بهذا الوقت، لأنه حاليا نحن نحتفل بعيد الكويت الوطني ويوم التحرير، والله يديم علينا الأمن والأمان والاستقرار وبلد الخير والإنسانية، وللتذكير الكويت تم غزوها واحتلالها، ولكن دافع عنها أهلها وضحوا بحياتهم وقاموا بالمساعدة في تحريرها من الغازي، ولهذا يريدون منكم تحريرها من الفاسدين.
وأخيرا كل عام والكويت الحبيبة ترفل بأثواب العز والأفراح في ظل حضرة صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين.
[email protected]