[email protected]
تعتبر أوكرانيا دولة شابة للغاية، حيث يبلغ عمرها ثلاثة عقود فقط، ونشأت على أطلال تفكك أكبر دولة في العالم، الاتحاد السوفييتي، في عام 1991، ونالت على أثره استقلالها عن موسكو، ومنذ ذلك الحين، تتابع في أوكرانيا رؤساء موالين ومناهضين لروسيا.
وتعد أوكرانيا دولة ذات انقسام مجتمعي عميق بين المناطق الغربية التي تعتمد اللغة الأوكرانية وترى مستقبلها مع الاتحاد الأوروبي، والمناطق الشرقية ذات الأغلبية الناطقة بالروسية والتي تدين بالولاء لموسكو.
من الناحية الاقتصادية يتوقع أن تمثل أوكرانيا 12% من صادرات القمح العالمية، و16% للذرة، و18% للشعير. وعلى مدى سبع سنوات، تضاعفت احتياطات أوكرانيا الدولية من النقد الأجنبي بأكثر من ثلاث مرات، لتصل إلى نحو 31 مليار دولار في نهاية 2021، مقابل نحو 7.5 مليارات دولار في 2014، ما أدى إلى خفض العجز في الميزانية إلى مستويات قياسية.
ومن الناحية الأخرى، تعد روسيا امبراطورية الثروات وذلك نظرا لحجم الموارد الطبيعية التي تمتلكها من موارد طبيعية ومعادن وطاقة، والتي أشارت بعض التقديرات إلى أنها قد تصل قيمتها إلى نحو 75 تريليون دولار أميركي.
***
ما الأبعاد الاقتصادية للأزمة الحالية؟
٭ تتحرك أوكرانيا على أمل تحقيق عدة أهداف منها إقحام حلف الناتو والولايات المتحدة في معركة سياسية واقتصادية ضد روسيا الاتحادية، بهدف وقف خط «نوردم ستريم 2» وحرمان روسيا من هذه القوى المالية والنفوذ السياسي، والسعي إلى تدخل مجلس الأمن من أجل استرداد شبه جزيرة القرم وبقية الأراضي المنشقة عنها شرقا، والانضمام إلى حلف الناتو كضمانة لأمنها في مواجهة الدب الروسي.
أما بالنسبة لروسيا فهدفها وقف تحركات وتحرشات أميركا وبريطانيا وحلف الناتو بها عبر البحر الأسود وبحر آزوف، حيث تشكل أوكرانيا لروسيا البناء الأساسي لمجالها الجيواستراتيجي الأوروبي، في ظل أهمية البحر الأسود اقتصاديا.
***
نظرة على أبرز العقوبات الأميركية والأوروبية تجاه روسيا:
تستهدف العقوبات أكبر مؤسستين ماليتين في روسيا: «سبيربنك»، و«في تي بي بنك»، وتشمل حظر الاستثمار في ديون وحقوق الملكية في الكيانات الرئيسية الخاصة والمملوكة للدولة، تشريع لمنع كل الشركات الروسية الكبرى من جمع التمويل في أسواق المملكة المتحدة، وكذلك لمنع الدولة الروسية من طرح الديون السيادية في أسواق المملكة المتحدة، وضع سقف للودائع من قبل المواطنين الروس في الحسابات المصرفية بالمملكة المتحدة وغيرها من العقوبات الاقتصادية.
***
الأمم المتحدة:
في تصريح للأمم المتحدة ذكرت فيه أنه إذا استمرت روسيا في هذا الطريق فقد تتسبب، وفقا لتقديراتها، بأزمة لاجئين جديدة، ستكون من بين الأكبر التي يواجهها العالم اليوم، مع ما يصل إلى خمسة ملايين شخص إضافي مهجر بسبب الحرب التي اختارتها روسيا والضغط الذي تمارسه على جيران أوكرانيا».
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتخطى سعر الذهب الأسود حاجز الـ 120 دولارا؟