مَن يقرر العطل الرسمية في البلاد يا ترى هل هم من أصحاب الاختصاص الذين يستندون إلى الدليل والحجة أم أنها تخضع لاجتهادات شخصية؟
ديوان الخدمة المدنية أصدر تعميما قبل أيام بشأن إجازة العيد الوطني ويوم التحرير وذكرى الإسراء والمعراج التي بدأت بعد انتهاء المناسبات الوطنية لمدة أسبوع، لا نعلم من صاحب الاستشارة العجيبة الذي اقترح على مجلس الوزراء أن تكون العطلة بأثر رجعي دون النظر إلى آثارها السلبية على المصالح الاقتصادية واليومية لأعمال البشر.
البلد عاش خلال الأيام الماضية حالة من الشلل بسبب تمديد العطلة من دون معنى أو فائدة تذكر من الطبيعي أن تكون عودة الدوام الرسمي بعد الأول من مارس أسوة بالبنوك التي عادت للعمل دون النظر إلى تعويض الإجازة الوطنية بأثر رجعي، فمن غير المعقول أن يتم إصدار مثل تلك الإجازات الطويلة دون دراسة لمنافعها ومضارها، هل يعلم من أصدر هذا القرار واعتمد تلك الإجازة أنه أضر العباد، حيث إن العيادات في المستشفيات الحكومية أغلقت، وتسبب ذلك في تراكم المواعيد التي تم ترحيلها من جديد لتواريخ أخرى خلال الدوام الرسمي.
كما ساهم القرار أيضا في إلغاء العمليات المجدولة في تلك التواريخ كذلك ألغيت مواعيد الأشعة المنتظرة منذ أشهر إضافة إلى وقف صرف الأدوية المحددة للمرضى خلال الأيام الماضية بسبب تعطل العمل.. المدارس الحكومية والخاصة انقلب كذلك جدولها رأسا على عقب بسبب هذا القرار، كذلك تم بسبب تمديد الإجازة إلغاء كافة المواعيد في منصة «متى» التي تم حجزها مسبقا من قبل المراجعين.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف سيتم تعويض هؤلاء المراجعين الذين لديهم حجوزات مسبقة في مستشفيات أو أي جهة أخرى هل سيتم استقبالهم فورا أم مطلوب منهم تحمل مسؤولية غيرهم، والتسجيل من جديد والحصول على مواعيد جديدة عبر المنصة أم ماذا؟!
هذه القرارات التخبطية أدخلتنا بالطوفة، حيث كان الأولى على المسؤولين في مجلس الوزراء أن ينظروا ويدرسوا مثل هذه القرارات بعناية خصوصا الإجازات الطويلة قبل إصدارها وأن يستعينوا بأصحاب الاختصاص الاقتصاديين والاجتماعيين لأن ليس كل ما يقوله بعض المستشارين صحيحا خصوصا في تحديد مواعيد العطل الذي يجب أن يتم من قبل لجنة معنية تحدد الحاجة من عدمه لتمديد أو ترحيل العطلة بدلا من هذا الوضع الفوضوي.
يكفي أن حال البلد متوقف منذ عامين بسبب الجائحة حتى يأتي لنا من يبتدع مثل هذه الإجازات الطويلة!
ومنا إلى مجلس الوزراء، فكروا وابحثوا في الحلول التي تنعش اقتصادنا وتنفع الناس بدلا من عطل وإجازات ستمكننا من دخول موسوعة «غينيس» بسبب زيادتها!
أخيرا راجعوا أموركم قبل إجازات عيد الفطر واجعلوا للعطل الرسمية معنى وقيمة بدلا من أن تكون مصدرا للملل والانزعاج.
[email protected]