- محمد البصـري: معرض ومتحـف أحمد الجابـر للنفط والغاز يعاود استقـبال زواره بعد أكثر من عاميـن على الإغـلاق
طارق عرابي
قامت شركة نفط الكويت، ممثلة بمدير مجموعة العلاقات العامة والإعلام محمد البصري، بتقديم دعوة إلى رئيس تحرير جريدة «الأنباء» يوسف خالد المرزوق لزيارة معرض أحمد الجابر للنفط والغاز، وذلك بعد إعادة افتتاحه من جديد عقب أكثر من عامين من الاغلاق القسري بسبب جائحة فيروس كورونا الذي ضرب العالم نهاية العام 2019 وتسبب بإغلاق كل الأنشطة التجارية والاجتماعية والترفيهية، حيث يتزامن عودة المعرض من جديد بمناسبة احتفالات الكويت بمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير.
وقد كانت «الأنباء» أول صحيفة يومية تزور المعرض بعد إعادة افتتاحه، حيث لبى الدعوة عدد من موظفي «الأنباء» العاملين في مختلف الادارات والاقسام، حيث استمتع الموظفون بالزيارة في أرجاء المعرض على مدى أكثر من ساعتين تعرفوا من خلالها على تجربة تعليمية فريدة من نوعها، ساهمت في رفع مستوى التوعية المجتمعية بالنفط كمورد طبيعي، وإظهار مدى الاهتمام الواسع بالصناعة النفطية في الكويت، وذلك من خلال توفير الفهم الكافي للزوار عن كيفية وماهية العمل في تلك الصناعة.
وكان في استقبال وفد «الأنباء» مدير مجموعة العلاقات العامة والإعلام من شركة نفط الكويت محمد البصري إلى جانب عدد من موظفي المعرض الذين تسابقوا على تعريف الوفد بأقسام المعرض التسعة، وعلى أهميته باعتباره أحد المعالم الرائدة في الكويت والمنطقة، حيث يهدف إلى خلق الانطباع الأول لدى الزوار والوفود الدوليين، إلى جانب ما يستقبله من طلبة بمختلف مراحلهم التعليمية في المؤسسات العامة والخاصة بالكويت.
نبذة تعريفية
وفي تصريحات لـ «الأنباء»، أكد مدير مجموعة العلاقات العامة والإعلام محمد البصري أن فكرة إنشاء معرض أحمد الجابر للنفط والغاز أتت من منطلق إيمان شركة نفط الكويت بأهمية المساهمة في جانب المسؤولية الاجتماعية في الكويت، حيث يتولى المعرض وظيفة غاية في الأهمية تتمثل بخلق الانطباع الأول عن مدى أهمية صناعة النفط والغاز في الكويت، كما أنه يأخذ الزوار والوفود في تجربة تعليمية وتثقيفية فريدة من نوعها، وبالتالي فهو أنشئ خصيصا لكي يعطي ذلك الانطباع الأول عن مدى أهمية تلك الصناعة.
تتمثل الفكرة الأساسية خلف إنشاء معرض أحمد الجابر للنفط والغاز بتمكين الزوار من الذهاب في رحلة عبر عالم النفط والغاز، تغطي كل المعلومات المهمة المتعلقة بصناعة النفط، من النظريات الجيوفيزيائية المتعلقة بتشكيل النفط والغاز، إلى اكتشاف النفط والغاز وإنتاجه وتصديره في الكويت.
ويستند تصميم معرض أحمد الجابر للنفط والغاز الى مصادفة من الأمونيت المتحجر، تمثل حيوانا بحريا منقرضا عاش قبل نحو 120 مليون سنة، حيث يعتقد العلماء أن الأمونيت وغيره من الحيوانات البحرية التي عاشت في العصر نفسه قد ساهمت في تكوين الاحتياطيات النفطية الموجودة اليوم.
افتتح المعرض في 17 أكتوبر 2016 ويقع في مدينة الأحمدي مقابل مبنى المحافظة، وتبلغ مساحته أكثر من 60 ألف متر مربع، فيما وصلت تكلفته الإنشائية إلى 18.6 مليون دينار شاملة البناء والتصميم، فيما استغرقت عملية الإنشاء نحو 4 سنوات.
ويعود السبب وراء تسمية المعرض بهذا الاسم تيمنا بالحاكم العاشر للكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، الذي تولى منصب أمير البلاد من عام 1921 إلى عام 1950، ليأتي الاسم إقرارا بالدور التاريخي البارز الذي لعبه في تشكيل الكويت الحديثة، بعد اكتشاف النفط وتصدير أولى شحناته في عهد المغفور له بإذن الله.
رؤية.. ومهمة
يهدف معرض أحمد الجابر للنفط والغاز في رؤيته إلى خلق فهم واسع حول مدى قوة النفط كمورد ثمين يعتبر أساسيا بالنسبة لحياتنا وطريقة عيشنا، أما مهمته فتتركز في تشكيل متحف وطني خاص بصناعة النفط والغاز يعمل على تقديم تجربة تعليمية للزوار يطلعون من خلالها على قصة النفط، وفي الوقت نفسه ترفع من مستوى وعيهم بالدور الإيجابي الهائل للنفط في مسيرة الكويت، ومن الأهداف التي يسعى المعرض لتحقيقها هو أن يكون المصدر الأولي للثقافة النفطية.
قصة النفط
بأسلوب سلس وتدريجي، يعمل معرض أحمد الجابر للنفط والغاز على سرد قصة النفط، منذ اكتشافه ومرورا بالتطورات التي شهدتها الكويت الحديثة بعد اكتشاف النفط، ومن ثم الكارثة البيئية والنفطية الكبيرة التي تعرضت لها الكويت إبان فترة الغزو العراقي الغاشم، وصولا إلى ما تعيشه البلاد حاليا، حيث يستعرض المعرض من خلال 9 أقسام الأحداث المهمة في تاريخ الشركة منذ تأسيسها وأهم الإنجازات والاستكشافات التي تمت عبر تاريخها.
كما يشكل المعرض متحفا وطنيا للنفط والغاز يعمل على تقديم تجربة تعليمية للزوار يطلعون من خلالها على قصة النفط، وفي الوقت نفسه يرفع من مستوى وعيهم بالدور الإيجابي الهائل للنفط في مسيرة الكويت.
ترفيه وتعليم
ولا يقتصر دور معرض النفط على التوعية فحسب، بل أنه يمتد إلى هدف أبعد من ذلك بكثير، ذلك أنه يسعى إلى غرس ما يعرف بالتعليم الإبداعي ودمج التربية النفطية في المناهج الدراسية الوطنية، فضلا عن اتباع سياسات تعليمية أكثر ابتكارا من خلال التركيز على التعليم الترفيهي وتوفير تجربة تعليمية ترفيهية لا تنسى، بالإضافة إلى كونه منصة احترافية تتيح استضافة المؤتمرات والمعارض الدولية، خاصة المتعلقة بالصناعات النفطية.
كما أنه ومن ضمن الأهداف الرئيسية المرجوة من المعرض، والتي تمت مراعاتها في تصميمه، هو إضافة اللمسة التاريخية والوطنية التي من شأنها أن تجعل منه صرحا وطنيا من الضروري مشاهدته في الكويت، وهو ما يعزز مفهوما جديدا يتركز على جذب زوار الكويت إلى المعرض باعتباره معلما حضاريا يوثق عراقة الصناعة النفطية التي تشتهر بها دولتنا الحبيبة.
قاعات تعليمية
ويعد معرض أحمد الجابر للنفط والغاز بمنزلة الموقع الرئيسي والأول في الكويت الذي يمكن من خلاله الحصول على معلومات تتعلق بكيفية تشكل واكتشاف وإنتاج وتصدير النفط والغاز، حيث تم تجهيز المنشأة الواسعة بما يؤهلها للتعامل مع جولات الزائرين، وذلك من خلال فريق من الموظفين الذين هم على أتم الاستعداد لمساعدة الزوار والإجابة عن أي أسئلة تدور حول عملية إنتاج النفط.
ولتحقيق هذا الهدف، فإن معرض أحمد الجابر للنفط والغاز أعد ليكون موطنا لعدد من المميزات التعليمية الأخرى، حيث انه يضم قاعة للمحاضرات التعليمية والعروض التقديمية، كما يحتوي على مسرح لعرض الأفلام التعليمية.
رحلة عالم النفط
من خلال هذه التجربة التعليمية حول قصة النفط، سيجول الزوار في 9 مواقع تبدأ من «المدخل الرئيسي» الذي يمثل تجربة بحد ذاته، وتنتهي بموقع «مستقبلكم».
تستغرق هذه الجولة ما يقارب الساعة والنصف الساعة في تجربة فريدة من نوعها تصطحب من خلالها الزائر إلى عالم الصناعة النفطية الغني بالكثير من المعلومات القيمة:
٭ المنطقة الأولى «تجربة الدخول»: يتم في هذه التجربة الترحيب بالزوار وتسجيلهم، كما أنه في الوقت ذاته يتم عرض مشاهد عن صناعة النفط في الكويت بتقنيات مرئية حديثة وعلى شاشة بانورامية ضخمة تجعل الزائر يعيش تجربة التواجد في الحقول ومناطق العمليات، إلى حد أن غالبية من زاروا المعرض وقفوا هناك لدقائق معجبين بما تعرضه تلك الشاشة.
٭ المنطقة الثانية «أصل النفط»: وفي هذه القاعة يتم التركيز على تكون النفط، مع إتاحة الفرصة للزوار بالنظر إلى مجسمات وجزيئيات دقيقة للكائنات التي ساهمت في تكوين النفط.
أما الميزة الفريدة لهذه المنطقة، فهي وجود هرم يظهر عرضا ثلاثي الأبعاد للبلانكتون، فضلا عن جدول رسم زمني وشاشة تفاعلية لحركة الصفيحات العملاقة التي تشكل سطح الأرض.
٭ المنطقة الثالثة «الاستكشاف»: وهذا القسم يتحدث بالتفصيل عن عملية البحث عن النفط، وفق أحدث التقنيات التعليمية والمجسمات الخاصة بوسائل الحفر وغيرها، وهنا يمكن للزوار أن يختبروا الأمر من خلال أدوات تفاعلية مميزة، حيث هناك لوحة رسومية تصف الأيام الأولى للنفط في الشرق الأوسط، وجدول زمني يشرح اللحظات المهمة في تاريخ شركة نفط الكويت، مع خريطة تفاعلية للتنقيب عن النفط والجيولوجيا في الكويت.
٭ المنطقة الرابعة «قاعة المشاهدة»: وهي أعلى نقطة في مدينة الأحمدي، حيث تمكن الزائر من مشاهدة مرافق ومنشآت النفط التابعة لشركة نفط الكويت.
٭ المنطقة الخامسة «من الاستخراج إلى التكرير»: يتضمن هذا الجزء من المعرض شرحا مفصلا عن كل الجوانب المرتبطة برحلة النفط، منذ استخراجه حتى مرحلة التكرير، وذلك بأسلوب علمي مبسط يوضح تلك العمليات بالتجربة والتوضيح.
٭ المنطقة السادسة «المنتجات»: يوضح هذا القسم من المعرض أهمية النفط في حياتنا، وما تحققه المنتجات البترولية من تحريك لعجلة الإنتاج والاقتصاد في مختلف المجالات، فيتم استخدام النفط لتوليد الطاقة الكهربائية، كما يتم استخدام مشتقاته لصناعة العديد من السلع التي يتم استهلاكها بشكل يومي مثل الأسبرين والأحذية الرياضية والأسمدة والعطور وكذلك وقود السيارات والطائرات.
٭ المنطقة السابعة «فريق الإطفاء»: يعد فريق الإطفاء في شركة نفط الكويت من أفضل الفرق على مستوى العالم، ويتكلم هذا القسم عن أبطال الحرائق بالإضافة الى عرض مقتنياتهم.
٭ المنطقة الثامنة «أبطال الإطفاء»: هذا القسم من المعرض تم تخصيصه لتكريم شجاعة وتصميم فرق الإطفاء التي واجهت الحرائق المدمرة للآبار النفطية بعد الغزو الغاشم على الكويت في عام 1991، حيث يقدم هذا القسم من المعرض فيلما وثائقيا استخدمت فيه أحدث المؤثرات البصرية والصوتية لتوثيق عملية إطفاء الآبار التي أشرف عليها 27 فريقا استمروا في العمل المتواصل لإطفاء الحرائق التي اندلعت في أكثر من 700 بئر نفطية.
٭ المنطقة التاسعة «مستقبلكم»: تختتم الرحلة الممتعة بهذه المنطقة التي تبرز ما يمكن أن تلعبه الصناعة النفطية في تنمية الكويت، باعتبارها كانت ولاتزال إحدى أهم الصناعات العالمية التي لها الأثر الكبير في تحريك عجلة الإنتاج.
مرافق وخدمات
حرصت شركة نفط الكويت على توفير كل المرافق والخدمات المساندة لمعرض أحمد الجابر للنفط والغاز، حيث يتضمن المعرض قاعة مؤتمرات بسعة تصل إلى 100 شخص، تم تجهيزها وتزويدها بأحدث الوسائل السمعية والبصرية، فضلا عن المسرح الذي تبلغ سعته الاستيعابية 200 كرسي، إلى جانب مركز للمؤتمرات وصالة كبار الزوار التي تم تخصيصها لاجتماعات كبار الشخصيات، وهي مزودة بمدخل خاص ومميز لاستقبال الوفود المختلفة.
وإلى جانب تلك الخدمات والمرافق، يقدم المعرض متجرا للهدايا حتى يتسنى للزوار الحصول على المواد التذكارية التي توثق رحلتهم الفريدة المتعلقة بالنفط وأعمال الشركة.