اليوم أغني نغمة زائدة عن الحاجة والتي كانت حديث المجتمع مؤخرا، إذ لطالما تمت مناقشة قضايا الحرية وتمكين المرأة داخل المجتمع، لكن يبدو أنهما قد سلطتا - أخيرا - الأضواء التي تشتد الحاجة إليها.
تبدو المحادثات سواء كانت وجها لوجه أو عبر حروب فضاء «تويتر» مثل الخلافات العائلية التقليدية، حيث يحاول الجميع الصراخ بصوت أعلى من الآخر حتى يتم سماعهم، لكن السؤال الجاد هو من يتكلم ومن يستمع؟.
من المنعش أن نرى إحساسا متزايدا بالمسؤولية الاجتماعية تشارك فيه بعض الشركات الكبرى داخل المجتمع المحلي، وبدلا من مجرد التخطيط لإعلانات للترفيه فقط، فقد استخدموا بذكاء منصاتهم القوية تعزيزا لقيم المجتمع ودعم القضايا ذات الأهمية لأولئك الذين يشاركونهم رؤيتهم.
وفي جوهرها، هذا هو ما تعنيه المسؤولية الاجتماعية للشركات الملخص في تبني القضايا الاجتماعية ذات الصلة بقيمها وذات الأهمية لأصحاب المصلحة، إذ عادة يكون الهدف هو دعم احتياجات المجتمع لاسيما مصالح الأقليات أو الأصوات التي تحتاج إلى الدعم.
كشفت الأبحاث الحديثة التي أجريت في الكويت أن غالبية أولئك الذين يشغلون مناصب مؤثرة تتعلق بقرارات المسؤولية الاجتماعية للشركات يواجهون عددا كبيرا من الحواجز، خصوصا من صانعي القرار الذين هم عادة من جيل عمري أكبر لهذا لا يرون دائما القيمة المضافة للمسؤولية الاجتماعية للشركات المبتكرة.
مع ذلك، فإن البحث والنتائج الواضحة مثل مقاطع الفيديو المبهجة خلال هذه الأوقات الاحتفالية هي دليل على أنهم يتخطون هذه الحدود بلا هوادة ويسلطون الضوء على قضايا واقعية ذات أهمية.
ووفقا لتقارير عالمية حديثة، تواصل الكويت التقدم في المؤشر الاجتماعي، وبالتالي يعتبر هذا وقتا حرجا لإلقاء ضوء جاد على عدد كبير من القضايا المتعلقة، حيث إن ما نقوم به الآن سيوجهنا في النهاية نحو مستقبل الكويت الحبيبة.
كما يشجعنا التفكير المستقبلي على رؤية العالم بأنه يحتوي على مسارات لا نهائية حيث لا توجد خيارات صحيحة أو خاطئة، فقط خيارات مختلفة تشبه إلى حد كبير نظام الملاحة الخاص بأجهزة النقل.
وتتمثل مهمتنا بصفتنا أصحاب مصلحة أساسيين في هذا المجتمع في ضمان مواءمة مساراتنا نحو نفس الوجهة بغض النظر عن المسار المختار، والأهم من ذلك تعلم كيفية الاتفاق على الاختلاف في سلام ووئام.
لقد كنا في يوم من الأيام رواد الخليج في العديد من الجوانب، كما لا شك لدي في أن هذا الأمر سيحدث مرة أخرى خلال المستقبل القريب.
أشارككم في ابتهاج رحلتنا الاجتماعية حتى الآن، حيث إن إحدى الركائز الأساسية لمستقبل ناجح هي حريتنا في التعبير.. وعيدي وعيدي يا كويت يا أحلى بلد.
dr_randa_db@