قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان امس إن إحياء الاتفاق النووي الإيراني يجب أن يسمح للمشاركين بالتعاون دون عوائق في جميع المجالات دون تمييز.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان انه «تم التأكيد على أن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة يجب أن يوفر لجميع المشاركين حقوقا متساوية فيما يتعلق بتطوير التعاون دون عوائق في جميع المجالات دون أي تمييز».
وأضافت أن الوزيرين تناقشا أيضا بشأن سورية وأوكرانيا.
وكان سفير روسيا لدى إيران ليفان دجاجريان قد قال لوكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية للأنباء في وقت سابق امس إن الحكومة الروسية تعتزم منح إيران توضيحا بشأن الضمانات التي طلبتها من الولايات المتحدة في محادثات إحياء الاتفاق النووي.
وقال وزير الخارجية الروسي السبت الماضي إن موسكو تريد ضمانا أميركيا مكتوبا بأن التجارة والاستثمار والتعاون العسكري الفني الروسي مع إيران لن تعرقله العقوبات الغربية المفروضة منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
جاء ذلك بعدما أعلنت إيران أنها تنتظر الاطلاع على «تفاصيل» طلب روسيا ضمانات من الولايات المتحدة قد تعقد المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي، لكنها حملت غياب «القرار السياسي» الأميركي مسؤولية تأخر إنجاز المفاوضات.
وأثار الموقف الروسي المستجد في خضم توتر جيوسياسي غير مسبوق منذ عقود بين موسكو والغرب، مخاوف من تعقد إنجاز التفاهم سريعا في فيينا، وهو ما كانت تنادي به أطراف غربية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي أمس «سمعنا ورأينا تصريحات السيد لافروف عبر وسائل الإعلام (...) ننتظر التفاصيل عبر القناة الديبلوماسية».
وشدد على ضرورة ألا «يكون التعاون المدني السلمي لإيران مع دول أخرى، بما فيها روسيا، خاضعا لأي عقوبة، لاسيما في حال كانت هذه العقوبات مفروضة من قبل طرف بعينه» وليس من قبل الأمم المتحدة مباشرة.
وبعيد تصريحات خطيب زاده، شدد وزير الخارجية أمير عبداللهيان على أن طهران لن تسمح لأي «عامل خارجي» بالتأثير على مصالحها في المباحثات.
وأوضح خلال لقائه برلمانيين إيرانيين «لن نسمح لأي عامل خارجي بأن يؤثر سلبا على مصالحنا الوطنية في هذه المفاوضات»، وفق بيان للخارجية الإيرانية.
وبلغت المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بكل غير مباشر، مرحلة متقدمة، لكن دون حسم كل التباينات. وطالبت دول غربية بإنجازها قريبا، خصوصا في ظل التسارع الذي تشهده أنشطة إيران النووية منذ أشهر، ومنها تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى بكثير من السقف المحدد بالاتفاق.
وأدت روسيا دورا أساسيا في التفاوض الذي أدى إلى إبرام اتفاق 2015، وأيضا في خطواته التطبيقية، خصوصا نقل كميات من اليورانيوم المخصب من إيران إلى أراضيها، وتوفير دعم لطهران في برنامجها النووي المدني.
في غضون ذلك، حذرت فرنسا روسيا من اللجوء إلى الابتزاز في المساعي الرامية لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية وذلك بعد أن طالبت موسكو بضمان أميركي ألا تضر العقوبات التي تواجهها بسبب أوكرانيا بتجارتها مع طهران.
وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية للصحافيين إن الديبلوماسيين يميلون للتعامل مع كل قضية حسب أهميتها دون خلط القضايا.
وأضاف للصحافيين «لأن ما هو خلاف ذلك في الواقع ابتزاز وليس ديبلوماسية».
وحث المسؤول في الرئاسة الفرنسية روسيا على تقييم ما هو على المحك في فيينا «ألا وهو عودة إيران لاحترام التزاماتها» بموجب الاتفاق النووي.