- نقدر عالياً جهود سمو الشيخ ناصر المحمد في تعزيز مكانة اللغة الفرنسية والقيم الفرانكوفونية في الكويت
أسامة دياب
أعلن سفراء الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرانكوفونية «OIF» بالكويت والمشاركون في مجلس تعزيزها، عن انطلاق الاحتفالات بشهر اللغة الفرنسية والفرانكفونية خلال الفترة من 7 إلى 31 مارس الجاري، حيث تقدم الأعضاء خلال الاجتماع بجزيل الشكر للرئيس الفخري للمجلس سمو الشيخ ناصر المحمد، الذي يدعم الفرانكوفونية واللغة الفرنسية في الكويت، والتزام البلاد بتعزيز تعلم هذه اللغة مما يساهم في الإثراء الثقافي للسكان.
وخلال مؤتمر صحافي عقد في محل إقامتها أول من أمس، قالت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشر إن مجلس تعزيز الفرانكوفونية تم إنشاؤه عام 2021 لدعم الأنشطة التي تهدف إلى تعزيز الفرانكوفونية واستخدام اللغة الفرنسية في الكويت، ويروج للأعمال التي تقوم بها المنظمة والهيئات الناطقة بالفرنسية، مثل الوكالة الجامعية للفرانكوفونية ويدعم المبادرات الهادفة إلى تعريف الكويتيين بالوجه التعددي لها، وبالرغم من أن الكويت ليست عضوا في المنظمة بعد، فإنها تحرص على دعم الفرانكوفونية منذ الستينيات حيث تم تدريس اللغة الفرنسية منذ 1966، ويؤدي ما يقرب من 500 مدرس هذه المهمة في نحو 150 مدرسة ثانوية.
وأضافت لو فليشر: مع وجود 30 ألف متعلم مسجلين كل عام، تعد الفرنسية ثاني لغة أجنبية يتم تدريسها بالكويت بعد الإنجليزية، كما أن جامعة الكويت لديها قسم فرنسي نشط حتى مستوى الماجستير ويتضح هذا الوجود الناطق بالفرنسية أيضا من خلال وجود 44 سفارة في الكويت للدول الأعضاء في الفرانكوفونية، ومدرسة ثانوية فرنسية، ومركز ثقافي هو المعهد الفرنسي ومركز في علم الآثار والعلوم الاجتماعية والإنسانية كما يتم بث قناة France 24 وراديو RFI الناطق بالفرنسية.
وذكرت أن الاحتفالات انطلقت أول من أمس الاثنين وتستمر حتى 31 مارس، وتهدف هذه النسخة الجديدة، ببرنامجها الثري والمتنوع والذي يشتمل على أفلام، حفلات موسيقية، ورش عمل فنية، أحداث رياضية، مسابقات في الإملاء، مسابقات متنوعة، نقاشات مؤتمرات، بازار فرانكفوني الى تعريف الجميع بثراء الثقافة الناطقة بالفرنسية.
وردا على سؤال حول الجهود التي تقوم بها الكويت لنشر الفرنسية، قالت: متفائلة جدا بوضع اللغة الفرنسية لأن هناك العديد من الكويتيين الذين يتحدثون بها وهناك عددا آخر ممن تعلموها في المدارس، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد العربية والانجليزية وهذا الأمر مهم جدا بالنسبة لنا مما يشعرنا بأنه سيكون هناك تطور في وضع اللغة الفرنسية بالكويت مستقبلا.
وعما ما إذا كانت هناك اتفاقيات ستبرم مع الكويت لدعم الفرنسية مستقبلا، أكدت انه لا يمكن مقارنة اللغة الفرنسية بالانجليزية وانتشارها في الكويت، ومن الطبيعي جدا ان يتعلم الطلبة الانجليزية بالمدارس ونبذل جهودا لتدرس الفرنسية في الكويت دون منافسة مع لغة أخرى.
الأزمة الأوكرانية
وبخصوص الوضع في اوكرانيا، قالت ان الحرب مروعة وخلفت العديد من الضحايا والرئيس ايمانويل ماكرون لم يدخر جهدا في الوصول الى حل، مشيرة الى المكالمة الهاتفية التي اجراها مع نظيره بوتين بهدف ايقاف العمليات العسكرية، ونأمل أن تلقى هذه الدعوة استجابة.
وحول رأيها في الموقف الكويتي تجاه الحرب، ذكرت أنه كان شجاعا جدا منذ بداية الأزمة، والكويت كانت من الدول القليلة التي دعمت قرار مجلس الأمن، وأكدت ضرورة احترام القانون الدولي حيث استذكرت بهذه الأزمة ذكريات سيئة لموقف الاحتلال منذ أكثر من 30 عاما، ومن هذا المنطلق كان تصويت الكويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة واضحا جدا.
وحول وجود مباحثات بين سفراء دول الاتحاد الاوروبي ووزارة الخارجية الكويتية فيما يتعلق بالأزمة، قالت نحن على تواصل مع المسؤولين في الكويت كمجموعة الدول السبع ومجموعة دول الاتحاد الاوروبي، ونحن في حوار مفتوح معهم حول هذه الأزمة.
وبالنسبة لاختيار سمو الشيخ ناصر المحمد رئيسا فخريا لمنظمة الفرانكوفونية في الكويت، قالت نقدر عاليا جهود سموه لتعزيز مكانة اللغة الفرنسية في الكويت والقيم الفرانكوفونية، وقد تفضل بالموافقة على هذا الاختيار وهذا يعكس دعمه الكامل للفرانكوفونية وشرف لنا أن يكون رئيسا فخريا في الكويت.
بدورها، أكدت السفيرة الكندية لدى البلاد عليا مواني على أن الفرانكوفونية جزء مهم من هوية من كندا، موضحة أن بلادها بلد متنوع متعدد الثقافات، والفرنسية جزء مهم جدا من تكوين بلادها حيث انها إحدى اللغتين الرسميتين في البلاد.
ولفتت مواني الى أن الفرانكوفونية ليست محاولة لنشر اللغة الفرنسية ولكنها تحوي العديد من القيم الانسانية الثمينة مثل الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان وهذا ما يجعل مفهومها أكثر عموما وشمولا، معربة عن سعادتها في مشاركتها في هذا الجمع وخصوصا بعد فترة عصيبة مر بها الجميع خلال جائحة كورونا وكأنها محاولة لاستعادة النشاط.