- أبوالغيط: المبدأ الحاكم للمواقف العربية حيال الحرب في أوكرانيا هو المصلحة الوطنية والعربية
- وزير الخارجية اللبناني يدعو إلى موقف عربي موحد لمواجهة التحديات الراهنة
القاهرة ـ هناء السيد ووكالات
طالب وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في دورته الـ157، بالقاهرة امس، المجتمع الدولي بإحياء عملية السلام، وفقا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، مشيرين إلى أن معاناة الشعب الفلسطيني لاتزال مستمرة بسبب الانتهاكات المستمرة لدولة الاحتلال.
وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة لوزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس الدورة الـ156 لمجلس جامعة الدول العربية الشيخ د. أحمد ناصر المحمد، حيث سلم رئاسة المجلس في دورته الحالية (157) إلى لبنان.
واستعرض الناصر في كلمته جهود الكويت خلال ترؤسها لأعمال الدورة الـ156 للمجلس الوزاري، مشيرا الى انها سعت على مدى 6 أشهر إلى حشد التضامن العربي وتوحيد الرؤى والتنسيق إزاء كل قضايا العمل العربي المشترك.
وأوضح أن «التطورات المتصاعدة والمتسارعة في أوكرانيا وتداعياتها على الأمن والاستقرار العالمي والعربي منه وارتداداتها السياسية والأمنية على المنطقة تدعونا إلى تضافر الجهود العربية لمواجهة هذا التحدي الطارئ وانعكاساتها على المشهد العالمي الجديد».
وتابع:«تؤكد الكويت على موقفها المبدئي والثابت بتمسكها بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الرافض لاستخدام القوة أو التهديد أو التلويح بها في حل النزاعات بين الدول، مشددة على أهمية الالتزام بالمبادئ الواردة في الميثاق والتي تنظم العلاقات بين الدول القائمة على احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية ومبادئ حسن الجوار وحل المنازعات بالطرق السلمية والكويت تدعم كل مساعي الأمم المتحدة وكذلك كل الجهود الدولية الأخرى لخفض التصعيد لإيجاد حل لهذه الأزمة».
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، قال الشيخ د.أحمد الناصر إن «معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق مستمرة جراء مواصلة إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال انتهاكاتها لحقوقه المشروعة وبناء المستوطنات على أراضيه»، مجددا موقف الكويت الثابت والمبدئي في تحميل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مسؤولية الجرائم التي ترتكبها، مناشدا المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في إعادة إحياء عملية السلام المبنية على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وصولا لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما رحب بقرار قمة الاتحاد الأفريقي تجميد قرار منح إسرائيل صفة مراقب لدى الاتحاد الأفريقي، وجدد الدعوة للمجتمع الدولي الى أهمية الاستمرار في دعم وكالة الأونروا لما لها من دور مهم وحيوي في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والغوثية للأشقاء من اللاجئين الفلسطينيين.
ولفت وزير الخارجية إلى أن «ما يشهده العالم اليوم من أحداث جسام وتطورات بالغة التعقيد وتغيرات في جميع المؤشرات ومنها السياسية والأمنية والاقتصادية قد بدأت تلقي بظلالها على كل مناحي الحياة، لذا يستوجب منا الاستمرار بالمزيد من التواصل والتنسيق لتخفيف حدتها وإرهاصاتها وأبعادها على المنطقة بغية تحقيق التضامن العربي الشامل للحفاظ على أمن ومقومات دولنا وازدهار شعوبنا وتقوية لفضائنا العربي الكبير». وفي ختام كلمته، دعا الشيخ د. أحمد الناصر، وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب لترؤس مجلس الجامعة في دورته الحالية 157، متمنيا له كل التوفيق والنجاح وأن يحقق هذا الاجتماع أهدافه المنشودة.
من جهته، دعا وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب رئيس الدورة الـ157 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري إلى تفعيل الآليات القائمة من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقال إن العملية العسكرية الروسية- الأوكرانية فرضت نفسها على العالم بينما لم يتم التعافي بعد من جائحة كورونا. وأضاف أنه لابد من إرادة عربية وتسريع الخطى لصياغة موقف عربي موحد يليق بالدول العربية لمواجهة هذه التحديات.
ودعا إلى تغليب المشتركات بين الدول العربية على الخلافات وضمان استمرار التعاون خاصة على المستوى الاقتصادي وتغليب لغة الحوار الأخوية بين الدول العربية، والاحترام المتبادل للكرامة والسيادة ودعم جهود الحفاظ على التماسك الداخلي للدول العربية ومضاعفة الجهود لتمكين العرب من تحقيق التعاون على المستوى الدولي.
الموقف العربي من أزمة أوكرانيا
بدوره، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في كلمته خلال الاجتماع عن تطلعه لمخرج ديبلوماسي للحرب الجارية في أوكرانيا، يوقف نزيف الصراع، ويحقن دماء الأبرياء من كل الأطراف، ويحفظ الحقوق، ويلبي الشواغل التي يمكن معالجتها بالحوار، وبمنطق الحلول الوسط، مشيرا إلى أن الأزمة الأوكرانية لا ينبغي أن تكون سببا في نسيان أو تناسي الأزمات العربية، التي ما زالت مشتعلة.
وقال أبوالغيط إن المبدأ الحاكم لمواقف الدول العربية وتحركها الديبلوماسي حيال الحرب في أوكرانيا سيظل دائما المصلحة الوطنية، والمصلحة العربية عموما. وأضاف أبوالغيط أن صراعات القوى العالمية الكبرى سوف تضع ضغوطا علينا جميعا، وسوف تحمل بعض شعوبنا قدرا من المعاناة، وعلينا أن نكون مستعدين للدفاع عن مصالحنا واتخاذ المواقف التي تخدم أهدافنا. وشدد على أن السيادة والتكامل الإقليمي مبدأ ثابت من مبادئ القانون الدولي وركيزة جوهرية للنظام الدولي، وقوة هذا المبدأ ورسوخه مستمدان من احترام الجميع له، وعدم تعديهم عليه، مشيرا إلى أن اللجوء للعمل العسكري هو في المحصلة النهائية فشل للديبلوماسية، فالديبلوماسية هي وسيلة عقلانية لحل الخلافات والتوصل إلى الحلول الوسط، تجنبا لأوضاع يكون فيها الجميع خاسرا.
وقد تم خلال الاجتماع الوزاري العربي، مناقشة البنود المدرجة على جدول الأعمال والقرارات والموضوعات المعنية بدعم وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما تضمنته البنود المدرجة كذلك من قضايا ومواضيع تتعلق بالتطورات الراهنة في المنطقة.
كما تم بحث آليات تطوير مختلف مجالات التعاون بين المنظومة العربية والدول الصديقة والمنظمات الدولية الأخرى.
اجتماع اللجان الوزارية المختصة
هذا، وعقدت اللجان الوزارية العربية المختصة بمتابعة ملفات معينة اجتماعاتها على هامش الاجتماع الوزاري العربي، وتضمنت هذه اللجان: اللجنة الوزارية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، واللجنة المعنية بمتابعة التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واللجنة الرباعية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية العربية.
أبوالغيط: القمة العربية ستعقد في الجزائر مطلع نوفمبر المقبل
القاهرة ـ وكالات: أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن وزراء الخارجية العرب وافقوا بالاجماع على عقد القمة العربية على مستوى الرؤساء في الأول من نوفمبر المقبل في الجزائر.
وقال أبوالغيط، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في دورته الـ 157 بالقاهرة، إن «الدول العربية صدقت على مقترح الجزائر بشأن موعد القمة ولم تعترض، وبالتالي أصبح يوما 1 و2 نوفمبر المقبل هو الموعد المقرر للقمة العربية بالجزائر».
وأضاف أن الاجتماعات التحضيرية للقمة رقم 31 ستعقد في الأسبوع الأخير من أكتوبر 2022 على مستوى المندوبين الدائمين ووزراء الخارجية.
وكان من المقرر أن تعقد القمة العربية على مستوى الزعماء خلال الشهر الجاري بالجزائر، إلا أنها أرجئت بسبب وباء «كوفيد-19» على غرار نسختي 2020 و2021.