تعافت أسعار النفط خلال تعاملات الأمس وذلك بعدما قالت الإمارات إنها ملتزمة باتفاق «أوپيك+» لزيادة الإمدادات شهريا بواقع 400 ألف برميل يوميا، بعد ساعات من تصريح لسفيرها في واشنطن بأن بلاده تفضل زيادة أكبر.
وخلال جلسة تعاملات الأمس، قفزت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 6 دولارات للبرميل، وجرى تداوله مرتفعا 6% عند 117.14 دولارا للبرميل، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4 دولارات إلى 112.70 دولارا للبرميل.
وعلى صعيد برميل النفط الكويتي، فقد سجل قفزة بقيمة 4.82 دولارات وبنسبة 4%، ليبلغ مستوى 130.31 دولارا للبرميل وذلك خلال تعاملات أول من أمس، بالمقارنة مع 125.49 دولارا للبرميل في تعاملات الثلاثاء الماضي، وذلك وفقا للسعر المعلن امس من مؤسسة البترول الكويتية.
في سياق متصل، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على «تويتر» إن بلاده ملتزمة باتفاق «أوپيك+» وآليتها الشهرية الحالية لتعديل الإنتاج، مشيرا إلى أن الإمارات تؤمن بالقيمة التي تقدمها مجموعة «أوپيك+» لأسواق النفط، حيث لا يوجد أي اتفاق لزيادة الإنتاج بشكل منفرد خارج اتفاق «أوپيك+» في ظل دعم الإمارات المتواصل لجهود التحالف النفطي والتزامها بهذا الاتفاق.
وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) ثمنت في وقت سابق الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات طوال الفترة الماضية للمحافظة على التوافق بين أعضاء المنظمة تجاه كل الأمور المتعلقة بالسوق النفطي العالمي والدعم الذي قدمته للمحافظة على توازنه واستقراره وعلى نحو يأخذ بعين الاعتبار مصالح المنتجين والمستهلكين.
وجاءت تصريحات الوزير الإماراتي بعد ساعات من تصريح سفير الإمارات في واشنطن بأن بلاده تفضل زيادة إنتاج النفط، وستشجع «أوپيك» على النظر في زيادة المعروض.
في هذا السياق، قال الخبير النفطي عبدالحميد العوضي إن الدعوة لزيادة الإنتاج هي دور أصيل لمجموعة «أوپيك»، مشيرا إلى قدرة دول الخليج خاصة السعودية على إحداث توازن في الأسواق إذا ما حدث عجز في الإمدادات.
وأوضح العوضي أن بعض المواقف المعلنة من «أوپيك+» تشير إلى الالتزام بخطة زيادة الإنتاج التدريجي، وهو ما تؤيده روسيا، وذكر أن هذه المواقف قد تتغير بسبب الحرب الروسية- الأوكرانية، ويجب أن يكون هناك تدخل من قبل أوپيك لتأمين إمدادات نفطية بالأسواق.
وأشار إلى أن السبب في عدم ارتفاع أسعار النفط خلال تعاملات الأمس بنفس وتيرة تراجعها أول من امس، هو بعض الأنباء المتعلقة بالدعوة إلى زيادة إنتاج النفط في أميركا وزيادة مخزونها الاستراتيجي، بجانب بعض التطورات التي قد تكون إيجابية في الحرب الأوكرانية في اللقاء المرتقب بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني.
إلى ذلك، طلبت وزيرة الطاقة الأميركية من شركات النفط في الولايات المتحدة إنتاج المزيد من النفط بهدف تخفيف الاضطرابات في السوق الناجمة عن الحرب في أوكرانيا والحظر الأميركي على الصادرات الروسية.
وقالت جنيفر غرانهولم خلال كلمة في مؤتمر في هيوستن بولاية تكساس «نحتاج إلى المزيد من الإمدادات».
وأضافت أمام مسؤولين في هذه الصناعة «نحن في حالة حرب. علينا زيادة العرض القصير الأجل بشكل مسؤول حيث نستطيع من أجل تحقيق الاستقرار في السوق وتقليل الضرر الذي يلحق بالعائلات الأميركية»، وفقا لوكالة «فرانس برس».