تشهد الكويت خلال هذه الأيام تحركات عدة، فيما يخص مشروع «تشييد مدينة الحرير»، وذلك بعد توقيع اتفاق مع شركة عالمية للقيام بدور مستشار التخطيط الحضري له، وبعد إنجاز تقريره الأولي، وإدراجه ضمن حزمة مشاريع هادفة إلى تنويع مصادر الدخل، فقد أعلن عن اجتماع لجنته التنفيذية، استعدادا لإنجازه.
وفي هذا السياق الوطني المهم، يجب ذكر الملتقى الرئيس لمجلة العربي الذي عقدت فعالياته عام 2014، وعنوانه «الثقافة العربية على طريق الحرير»، وكنت وقتها أتولى مسؤولية تحرير المجلة ومقرر الملتقى، لذا فإن الطموح يتجه إلى إدراج الأبحاث والدراسات المتميزة، التي احتواها الملتقى إلى خطة مشروع «تشييد مدينة الحرير»، نظرا لأن الاثنين «المشروع والملتقى»، يجتمعان في نقطة واحدة، مفادها خدمة الكويت، وتقديم الأفكار التي تسهم في التطوير.
كما نذكر أنه عندما تشكلت منذ فترة ليست بالبعيدة، لجنة تنفيذ مشروع «تشييد مدينة الحرير»، تمكنا بعد جهد كبير من أخذ الموافقة على إدراج أعمال ملتقى العربي، ضمن خطة التنفيذ.
مع العلم أن هذا الملتقى، يعد إنجازا متميزا لمجلة العربي، وخطة واضحة المعالم في تنفيذ هذا المشروع على أرض الواقع، فقد عقد بمشاركة 82 باحثا ومفكرا وإعلاميا قادمين من 21 دولة يحملون 18 جنسية، الأردن (9) السعودية (17) ومصر (23) العراق (3) المملكة المغربية (4) ولبنان (5) الإمارات (2) الهند (2) بريطانيا (2) تتارستان (2) كوريا (2) وسلطنة عمان (2) و(1) من كل من الصين واليمن وكندا والولايات المتحدة وفلسطين وتونس.
وتضمن الملتقى 20 ورقة بحثية موزعة على 8 جلسات، و4 أمسيات حرة بين الفن الأصيل والسينما التوثيقية التسجيلية والروائية، ومعرضا لصور مجلة (العربي) على طريق الحرير، وتكريم لأكثر من 10 مؤسسات وأعلام على طريق الحرير، وكل ذلك، سجل على قناة «العربي»، عام 2014.
حيث إن الأوراق الخاصة بملتقى العربي تتحدث عن طريق الحرير، من مختلف جوانبه، الثقافية والتراثية والسياسية والعلمية والاقتصادية، ما يجعلها مادة ثرية ومفيدة لمشروع «مدينة الحرير». لذا، نتطلع لأن تكون الأوراق البحثية التي احتواها ملتقى العربي - بكل ما تتضمنه من قيمة ستعود بالفائدة على الكويت - في عين الاعتبار، كي لا يتبدد إنجاز بذلت فيه الجهود.
فالكويت بحاجة إلى هذا المشروع، بفضل ما يحتويه من جوانب تنموية واقتصادية متوقعة بعد تنفيذه، منها القدرة على تعزيز الناتج القومي للدولة، ورفع القدرة على استقطاب استثمارات عالمية، وتوفير مئات الآلاف من الفرص الوظيفية، وزيادة الحركة الجوية المتوقعة، وتفعيل العلاقات الإستراتيجية الحالية للدولة، وتعزيز دفاعات الكويت في مواجهة التقلبات في أسواق السلع الأولية، ودعم أمنها الإقليمي من خلال الشراكة مع الصين لبناء المنطقة، ما يسهم في رفع سقف استقرار الكويت وأمانها.
إنه المشروع الذي حرص على تبنيه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، فأثناء زيارته التاريخية للصين، وقّع معها العديد من الاتفاقيات أهمها مشروع مدينة الحرير. الذي سيجعل الكويت مركزا ماليا لنقل التجارة، وكذلك التراث والثقافة والتاريخ، والمساهمة في خفض الإنفاق الحكومي.