نالت الكويت استقلالها عام 1961م، غنى كبار المطربين الكويتيين في ذلك الوقت أجمل الكلمات وأعذب الألحان، شاركنا الفرحة عمالقة المطربين والمطربات من شتى الدول العربية، ليُعبروا عن فرحة استقلال وطننا الغالي الكويت.
توسعت دائرة الاهتمام بالأغنية الوطنية، فتبنت وزارة التربية غرس الروح الوطنية بمشاركة الطلبة والطالبات في فرحة الوطن، وعندما كبرت الكويت شيئا فشيئا أمامنا وكبرنا معها، لم تعد منازلنا داخل السور كما كانت بالأمس، في سنة 1977م كانت بدايتها الطالبة (سناء الخراز) أطلت علينا تشدو في «طلعنا من باب السور»، وبطبيعة الحال يتطلب الخروج من باب السور عملا دؤوبا لا يعرف الملل، فغنت «احنا الخطاوي الأكيدة على دروب الأمل مثل الرياح العنيدة ما قطر عرفنا الملل»، سناء الخراز كعادتها تؤدي كل ما هو جميل من مفردات صاغها كبار الشعراء الكويتيين، فلامست قلوبنا بتلقائية.
نعم يا سناء، لقد مرت الكويت في محن كثيرة وعبرتها بلطف من الرحمن زادتنا صلابة، بأدائك القوي وبعناية الله هانت علينا المحن «كلما زادت المحن حولها أو قسا الزمن أصبح الناس كلهم كلمة في فم الوطن»، أتعلمين أن كثيرا منا لا يحلو له فبراير إلا مع صوتك، نعم، لأنك لنا كفرحة الربيع للمطر.
من 36 سنة ونحن نستمع إلى مغازل الخير، ولاتزال تدور أنغامها في لحظات بهجتنا واحتفالنا بالوطن، أتذكر حين غنت فيروز «بحبك يا لبنان» كلنا أحببنا لبنان معاها، وحين شدت سناء هِمنا معها حبا في تراب الكويت، سناء الخراز باختصار، أنت في رأيي فيروز الكويت.
أما الأساتذة الأفاضل شادي الخليج وغنام الديكان والمرحوم الشاعر عبدالله العتيبي والشاعر عبداللطيف البناي ود.يعقوب الغنيم، فأنتم ملحمة وطنية خالدة لن تكرر.
أخيرا، أتمنى من إدارة مركز جابر الأحمد الثقافي أن تبادر في فبراير من كل عام، باستقطاب مطربين كويتيين، فتطلق على سبيل المثال حفلا بعنوان «نعم عشقنا ثراك»، يشارك في إحيائها مطربون ومطربات من أبناء هذا الوطن بدلا من استقطاب آخرين من الخارج، حبذا لو يكون الاختيار ممن هم بعيدون عن الساحة وقريبون إلى قلوبنا كالفنان القدير محمد المسباح وسناء الخراز هذا الصوت الفريد الذي لم يغنّ إلا للوطن.
وكل عام والكويت وشعبها في أمن وأمان ورخاء، ودمتم.