- إنسانية الرويشد المعتادة تجلت في احتضانه لحمودي على المسرح
- سفراء دول مجلس التعاون ومصر ولبنان والبناي أبرز الحضور
- غادة الرزوقي ومحمد الوسمي قدما فقرات الحفل باحترافية
ياسر العيلة
في أمسية غنائية استثنائية، هي الرابعة من حفلات مهرجان «فبراير الكويت 2022 - العودة» أقيمت مساء أمس الأول (الجمعة) في قاعة «أرينا» بمجمع 360، تألق فيها سفير الأغنية الخليجية عبدالله الرويشد والنجمة الذهبية نوال الزغبي والمطرب الشاب بدر نوري بأغانيهم الطربية المتنوعة، وسط تفاعل كبير من الجمهور الغفير الذي حرص على حضور الحفل، والذي بلغ 5000 شخص.
وكانت البداية مع وصلة بدر نوري، وهو بالمناسبة مطرب وملحن وعضو هيئة تدريس في المعهد العالي للفنون الموسيقية، حيث صعد على المسرح بعد تقديمه للجمهور من قبل المذيعة غادة الرزوقي والمذيع محمد الوسمي مقدمي حفلات المهرجان، وصاحبته الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو مدحت خميس، وقدم بإحساس عال 5 أغنيات هي «أرض الحبش» والتي قدمها نوري «دويتو» منذ فترة طويلة مع المطرب الكبير خالد الملا، وتفاعل الحضور بشكل كبير مع أداء بدر فأتبعها بأغنية «ما أصعبك» من روائع «الصوت الجريح» عبدالكريم عبدالقادر، نال إعجاب الجمهور، ليعقبها بـ «بعوضك» من ألبومه الأخير، ثم قدم «ما علينا يا حبيبي» للمطرب الراحل أبوبكر سالم.
واختتم بدر نوري وصلته بأغنية «بتروحلك مشوار» للمطرب الرحل غريد الشاطئ، ليغادر بعدها المسرح وسط تصفيق كبير من الجمهور له على أدائه المميز وصوته الطربي الدافئ.
بعد ذلك صعد مقدم الحفل محمد الوسمي المسرح ليرحب بالفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو سامي بيطار، معلنا عن وصلة النجمة الذهبية الفنانة اللبنانية نوال الزغبي التي تعود لإحياء حفل في الكويت بعد فترة من الغياب، وظهرت نوال بإطلالة مميزة وجذابة ولفتت أنظار الجميع بفستانها الأبيض الأنيق على أنغام أغنيتها الخليجية «غريب الراي»، وأمتعت جمهورها بوجبة غنائية دسمة من أشهر أعمالها، تنوعت بين القديم والجديد، وقالت للحضور: «الكويت بلد الحب وبلد الخير علي وعلى الكثيرين»، وأعربت عن سعادتها لتواجدها في المهرجان، ووجهت شكرا خاصا لشركة «روتانا» ولرئيسها التنفيذي سالم الهندي.
ثم شدت بأغنية «بيلبقلك»، والتي «ولعت» الحفل، وقدمت «ميدلي» من أجمل أغانيها مثل «ما اندم عليك» و«نسيني ليه» و«على دلعونا»، وألحقتها بأغنية «كده باي» التي تفاعل معها الحضور داخل القاعة، واتبعتها بأغنية من ألبومها الأخير «لسه باجي على بالك» التي طرحتها قبل أسبوع وهي أغنية رومانسية حالمة أعادت التوازن للجمهور، والأغنية من كلمات أمير طعيمة وألحان عمرو مصطفى.
وقدمت نوال مرة أخرى «ميدلي» ضم أغنية «طول عمري بحلم يا غالي» التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير كونها أغنية إيقاعية راقصة، بالإضافة لأغنيتها الشهيرة «اللي تمنيته» والتي أشعلت الحماس، ثم هتفت: «الكويت الكويت»، فرد عليها الحضور: «نوال نوال»، فاشتعلت حالة الانسجام بينها وبين محبيها وشدت بأغنيتها الأكثر شهرة «مين حبيبي انا» وأهدتها للكويت، واستبدلت كلماتها بكلمة «الكويت»، والتي ارتفعت معها إعلام الديرة فوق الرؤوس في كل أرجاء القاعة، والتي بدت وكأنها بستان وإعلام الكويت أزهاره، واستحقت نوال تصفيق وهتاف الجمهور لها بشكل جنوني، ومن بعدها قدمت من الفولكلور اللبناني أغنية «عالعين»، و«ولعت» الأجواء بشكل رهيب بأغنية «جنة جنة الكويت وطنا».
واستثمرت حالة التناغم بين نوال وبين جمهورها فغنت لهم «الناس العزاز» والتي لاقت استحسان كبير عند الجمهور وكأنها لسان حال الكثيرين منهم، وأعقبتها بأغنية «الليالي»، وتلتها بأغنية من أعمالها الجديدة وهي «ارقص»، ثم عادت الزغبي لأرشيف أعمالها وشدت بأغنية «عادي»، ومن أعمالها الحديثة شدت بأغنية «قلبي على قلبه»، وألحقتها بأغنية «عكس الطبيعة» من ألبومها الأخير الذي يحمل الاسم نفسه، وهي الأغنية التي حققت نسبة مشاهدة عالية في مواقع التواصل الاجتماعي، لتعود نوال من بعدها لتقديم «ميدلي» من أعمالها الشهيرة مثل «عينيك كذابين» و«روحي يا روحي» و«شو أخبارك» و«أغلى الحبايب» و«اندهلك»، وسط تفاعل رهيب من الجمهور لنجمة غابت سنوات طويلة عن إحياء حفلات في الكويت.
ومن كثر إلحاح الحضور على نوال بأن تستمر في الغناء، ختمت فقرتها بأغنية لم تكن في قائمة الأغاني التي قدمتها في الحفل، وهي «يا منيتي» التي قدمتها النجمة الذهبية باقتدار شديد مما جعل الجمهور يهتف باسمها ويصفق لها كثيرا، لتغادر المسرح تاركة في قلوب جمهورها ذكرى عن حفل رائع أمتعت فيه محبيها الذين كانوا متشوقين لرؤيتها وسماع صوتها المخملي.
«بالأحضان يا بلدي»
وفي الوصلة الغنائية الأخيرة، صعدت مقدمة الحفل المذيعة غادة الرزوقي لتقدم مسك الختام المطرب الكبير عبدالله الرويشد، ورحبت غادة في البداية بالفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو وليد فايد، وما هي إلا لحظات ليطل النجم الكبير على جمهوره بأناقة تشبه تماما أناقة ألحان أغنياته، وبأغنيته الوطنية الشهيرة «بالأحضان يا بلدي يلا استقبلينا»، من كلمات الشاعر المصري الراحل عبدالرحمن الأبنودي، وارتفعت معها أعلام الكويت داخل القاعة.
وعقب انتهاء الأغنية تحدث بوخالد للحضور بشكل عفوي قائلا: «ولهت عليكم من سنة 2020 والحين في 2022 كحلت عيوني بشوفتكم، مو عارف شقول ولا شحكي»، موجها الشكر للمايسترو والفرقة الموسيقية وفرقة الماص المصاحبين له خلال الحفل، ليبدأ سعادة السفير رحلة الطرب التي استمرت أكثر من ساعتين، وكان خلالها كعادته متألقا وأطرب فيها الجمهور الكبير الذي ازدحم به مكان الحفل من أهل الكويت والمقيمين فيها، وغنى «الا انتي»، ثم اعقبها بأغنية «رجعتي له» ومن بعدها «لحظة غيابك»، وقدم أغنية «يا عين» وشاركته من داخل القاعة فرقة الماص بشكل استعراضي جميل وغير معتاد، وألحقها بأغنية «ياقو صبري» و«ه يامال» والتي استعرض فيها قدراته الغنائية وتجاوب معه الجمهور بشكل كبير، واتبعها بأغنية «لا تجيين».
وقدم الرويشد أغنية «دنيا الوله» إحدى الأغنيات العريقة في مسيرته الغنائية، لتضج مدرجات القاعة بالتصفيق على الإحساس والشجن العالي الذي ترجمه بوخالد بشكل رائع، حيث ردد الجمهور كلماتها بالكامل، وطالبهم بوخالد بغنائها مرة ثانية معه وهذا ما حدث بالفعل، وقدم أغنية «العيون»، وألحقها بأغنية «ما في احد مرتاح»، ثم «لمني بشوق».
وفي مبادرة إنسانية خلال تقديمه أغنية «لمني بشوق» استقبل الرويشد على المسرح طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة من عشاقه يدعى «حمودي»، احتضنه على الفور وقبله، وطالب الجمهور بأن يصفقوا له، وهذا الأمر ليس بغريب على بوخالد فهو دائما يحرص في كل حفلاته على الترحيب بأصدقائه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
واستمر عبدالله الرويشد في تقديم اللوحات الطربية الجميلة على مسامع الجمهور، وغنى «يبيلك قلب»، ومن بعدها أغنيته الرائعة «تصور» التي شدا بها بسلطنة ليمتع الحضور الذين رددوا كلماتها معه بالتوافق مع اللحن بشكل دقيق وكانوا أشبه ما يكون بكورال من 5000 شخص يشاركونه تقديم أغنياته.
ومضي بوخالد في وصلته مدفوعا بحماس وتفاعل الجمهور غير المسبوق منذ الدقائق الأولى للحفل حتى نهايته، وانتقى من مكتبته الخاصة أغنية «نقطة التغيير» من كلمات الشاعر الكبير بدر بورسلي وألحان شقيقة الملحن الراحل محمد الرويشد الذي رحل عن دنيانا قبل 6 أشهر، وتأثر بوخالد وهو يغنيها وعقب انتهائه منها قال للجمهور: «المعذرة»، وعقب ذلك غنى «وطن عمري» وهو يعزف على العود، ورفع الحضور هواتفهم المضيئة في لوحة جميلة أشبه بنجوم تضوي في سماء الليل، وأعقبها بمقطع من أغنية «رحلتي»، بدون موسيقى بناء على رغبة الجمهور، وقدمها بوخالد بإحساس عال وصوت شجي، كما قدم أغنيته الشهيرة «علمني عليك» التي تفاعل معها الجمهور بحماس شديد، ليختم الحفل بـ «ميدلي» من أغانيه الوطنية مثل «عاشت لنا الكويت» و«أنا كويتي انا»، والتي ألهبت الحماس، ليسدل الستار على أمسية فنية استثنائية ناجحة بامتياز ولمَ لا ونجمها الأول سفير الأغنية الخليجية عبدالله الرويشد الذي أكد من جديد انه كان ومازال قادرا على إحداث الفارق في أي حفل، ولا أبالغ عندما أقول إن هذا الحفل هو الأفضل والأكثر أناقة من حفلات غنائية كثيرة أقيمت في الخليج وليس في الكويت فقط، فكانت أمسية غنائية استثنائية لا تنسى تحولت إلى مظاهرة جماهيرية، برهن خلالها الجمهور عن حبه وحماسه وتفاعله الكبير للرويشد، الذي قدم أروع وأشهر أغانيه التي عشقتها كل الأجيال، وكان الحفل أشبه باستقبال عائلي مفعم بالحب والشوق.
لقطات
٭ تواجد في الحفل السفير المصري والسفير اللبناني لدى الكويت، بالإضافة لسفراء دول مجلس التعاون الخليجي والشاعر الكبير عبداللطيف البناي، حيث حرص المطرب عبدالله الرويشد على الترحيب بهم بكل حفاوة وحب.
٭ أشاد الرويشد بالدور الكبير الذي يقوم به صديقه الرئيس التنفيذي لشركة «روتانا» سالم الهندي، وأشار الى أن بوفواز هو صاحب فكرة ان ترفق كلمة العودة مع اسم مهرجان فبراير الكويت، وقال عن الهندي: «هذا حبيبي».
٭ مدير المهرجان ومدير شركة «روتانا» فرع الكويت محمد الفضلي والمدير التنفيذي للشؤون الفنية بشركة «روتانا» محمد الهاجري كانا حركة من النشاط لا تهدأ وبذلا مجهودا كبيرا لنجاح الحفل وخروجه بهذا الشكل الرائع والراقي.
٭ مسرح قاعة «أرينا» بحق يعد أحد الصروح الثقافية والفنية والرياضية البارزة في الكويت والمنطقة بشكل عام، كونه الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط الذي تستخدم فيه أحدث التقنيات وزاد القاعة جمالا مسرح الحفلات بديكوراته المبهرة وبتصميمه البديع من قبل شركة «مجموعة الرئيسي».