محمود عيسى
ذكرت مجلة «غلوبل داتا» ان استمرار حالة عدم اليقين على المدى الطويل فيما يتعلق بإمدادات النفط والغاز الروسية سيبقي على ارتفاعاتها، حيث ادى قرار موسكو تصعيد نزاعها المستمر منذ ثماني سنوات في أوكرانيا الى اندلاع أزمة طاقة عالمية.
ونقلت غلوبل داتا عن تحليل بقلم رئيس تحرير مجلة «ميد» ريتشارد ثومبسون قوله ان الشركة الرائدة في جمع البيانات والتحليلات تتوقع ان يعكس تأثير هذا الصراع أزمة النفط التي شهدها العالم في سبعينيات القرن الماضي والتي أطلقت أول طفرة اقتصادية كبرى في منطقة الخليج. وقال ثومبسون «في حين تحرص دول الخليج المنتجة للنفط على التزام الحياد وتجنب الانحياز إلى احد اطراف الصراع الأوكراني، فإن عدم اليقين على المدى الطويل بشأن إمدادات النفط والغاز الروسية سيحافظ على أسعار الطاقة المرتفعة لفترة طويلة ويجدد التركيز على الهيدروكربونات في الشرق الأوسط، ما من شأنه تعزيز ازدهار اقتصادي وطفرة مشاريع جديدة في الخليج». يذكر ان التأثير الفوري للغزو الروسي لأوكرانيا تمثل في إحداث تقلبات هائلة في أسواق رأس المال العالمية وارتفاع أسعار السلع الأساسية مما زاد من مخاوف التضخم التي تهدد بالفعل انتعاش الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن التأثير الاستراتيجي للأزمة هو الكشف عن اعتماد أوروبا المفرط على الطاقة الروسية، ولاسيما الغاز. ونتيجة لذلك، ستشهد الأشهر والسنوات القادمة إعادة تنظيم استراتيجي للطاقة العالمية وتنويعا أوروبيا بعيدا عن إمدادات النفط والغاز الروسية إلى مصادر بديلة مثل مصادر الطاقة المتجددة والفحم والطاقة النووية والهيدروكربونات من الشرق الأوسط.
يقول ثومبسون «على المدى الطويل وما لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية في وقت وشيك فإن إجراءات موسكو في أوكرانيا ستؤدي إلى انخفاض صادرات النفط والغاز الروسية أو حتى اخراجها تماما من سلسلة إمداد الطاقة العالمية».
وتابع «ان حجم ووتيرة التخفيضات التي سيتم تطبيقها سيتحددان من خلال مدى الحظر الغربي على مبيعات النفط والغاز الروسية، الأمر الذي سيزيد من كشف اعتماد أوروبا على روسيا».
وقد ادى مجرد استبعاد مبيعات النفط والغاز من ثالث أكبر منتج للنفط في العالم وثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي من السوق الدولية إلى ارتفاع أسعار النفط إلى ما يقرب من 138 دولارا للبرميل في 7 مارس، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2008، ونحو 45% أعلى مما كانت عليه في بداية الأزمة.