لقد منّ الله على الكويت بنعمتين كبيرتين، نعمة الأمن والأمان ونعمة الثروة والرفاه، لأن هذا الشعب يستحق، فما عُرف عنه وعن سجاياه إلا الطيبة والسماحة والسلام والحكمة والتربية الصالحة والمحافظة، فالكويتيين يتمسكون بثوابت الدين وثوابت أصالة العادات والتقاليد العربية الأصيلة ومنها النخوة والشهامة منذ الأزل.
لكن أصبحنا اليوم في مجتمع يحمل بعض أبنائه بواعث الانتقام والقتل المجهول الهوية والمتسارع بالانتشار، فمن مجتمع كويتي يكافح الجريمة المستوردة من الخارج إلى جريمة من صميم الداخل.. ظاهرة مخزية.
وكتبت عنها في مقالات سابقة، القتل والجريمة البشعة، وذكرت عدة حالات في مقالاتي السابقة وطالبت بتغليظ العقوبة وإرجاع عقوبة الإعدام العلني لتكون رادعا لكل من تسول له نفسه قتل نفس محرمة، ألا وهي النفس البشرية.
لا أدري.. هل أصبح القتلة يطبقون الجريمة بكامل تفاصيلها، ونحن نقف لنقرأ جرائم جديدة يندى لها الجبين، عاجزين عن الحد من ازدياد هكذا حالات مجتمعية دخيلة.
إن الانحراف الأخلاقي والنفسي الذي يرسل هؤلاء القتلة إلى القيام بالجريمة الكاملة، وقدرتهم على تمثيلها أمام الملأ لسبب كاف لإعادة علنية الإعدام، ليكون كل القتلة عبرة لمن لا يعتبر، والأمن من أعظم النعم والسلام الداخلي للشعب الكويتي حاجة وضرورة ملحة، فالسقوط في غياهب الجب ليس لنا.
إن هيبة القانون فوق كل اعتبار، وذلك لأن القانون يلغي شريعة الغاب.. ولأن الكويت واحة الأمن والأمان، وعلى المعنيين والمختصين في علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الجريمة وضع الدراسات وأخذ العينات والنماذج، واتباع الإرشاد النفسي في المدارس، وأتساءل أين دور وزارة الإعلام في بث التوعية في الشعب الكويتي، وأين الأوقاف بالوقفة الجادة حول هذه الانحرافات الإنسانية وتوظيف الخطاب الديني في النصح والإرشاد للمواطن والمقيم.
لم يعد الجو العام في الكويت يحتمل وقوع هكذا حوادث يندى لها الجبين، فالنشء يحمل فكرة العنف، بل تكاد تكون راسخة في عقولهم وهذا ما أخشاه، ولعدة عوامل ذكرتها سابقا، فأين دور الأسرة والمدرسة والمعنيين في مؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب انعدام الرحمة تجاه الوالدين وقتلهما بدم بارد، وأغلب حالات القتل السابقة هي قتل بين المحارم الآباء والأبناء، وهذه ظاهرة مجتمعية خطيرة تسقط كينونة الملاذ الأول للإنسان ألا وهي الأسرة، وتسقط ركائز أخلاقية ودينية تنزل علينا النقم بسبب سخط الله إذا ما كان القصاص العاجل لهؤلاء القتلة والمجرمين.. فالله الله بأولادكم، وأتساءل عن الجريمة المنظمة في الكويت إلى أين؟!
[email protected]