اقتربت «حرب أوكرانيا» من حدود حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس مع قصف روسيا منشأة عسكرية أوكرانية قرب الحدود مع پولندا العضو في الحلف، بينما اتهمت كييف القوات الروسية باستخدام قنابل فوسفورية في هجوم طال منطقة لوغانسك.
واعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ان توسع روسيا في الهجمات لتشمل أهدافا جديدة قرب حدود پولندا يعكس إحباطها المتزايد بشأن وتيرة الغزو، مشددا على أن واشنطن ستدافع عن «كل شبر» من أراضي «الناتو»، وستعزز مساعداتها للمقاتلين الأوكرانيين بما في ذلك من خلال توفير أسلحة مضادة للطائرات.
وأكد سوليفان أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيواصلون تصعيد الضغط على روسيا، محذرا من أن أي تحركات من جانب الصين أو غيرها لتوفير شريان حياة لروسيا أو مساعدتها في التهرب من العقوبات الغربية سيكون لها «عواقب».
وقال سوليفان: إذا أطلقت روسيا رصاصة على أرض تابعة لحلف شمال الأطلسي فسيفعل ذلك المادة الخامسة وسيدفع الحلف بقوته الكاملة للرد على ذلك.
من جهتها، قالت روسيا إنها تعتمد على الصين في مساعدتها على تحدي الضربة التي تلقاها اقتصادها من العقوبات الغربية، والتي قالت إنها جمدت قرابة نصف احتياطياتها من الذهب والعملات الأجنبية.
وقال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف «نحتفظ بجزء من احتياطياتنا من الذهب والعملات الأجنبية بالعملة الصينية اليوان. ونرى مقدار الضغط الذي تمارسه الدول الغربية على الصين للحد من التجارة بين البلدين. بالطبع هناك ضغط من أجل الحد من الوصول إلى هذه الاحتياطيات».
ومضى قائلا «لكنني أعتقد أن شراكتنا مع الصين ستظل تسمح لنا بالحفاظ على التعاون الذي حققناه، ولن نحافظ عليه فحسب بل سنعززه في مناخ تغلق فيه الأسواق الغربية» أمام روسيا.
في هذه الأثناء، أصيب ما لا يقل عن ثلاثين شخصا في ضربات روسية طالت كنيسة كبيرة في منطقة دونيتسك، في حين اتهمت كييف الجيش الروسي بقصف بلدته بقنابل فوسفورية في منطقة لوغانسك، بينما أصاب هجوم صاروخي روسي منشأة عسكرية أوكرانية كبيرة على بعد 25 كيلومترا فقط من الحدود مع پولندا العضو في حلف «الناتو»، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات
وقال مسؤول أوكراني محلي إن هجوما صاروخيا روسيا على منشأة عسكرية أوكرانية كبيرة قرب الحدود مع پولندا العضو في حلف شمال الأطلسي أدى إلى مقتل 35 شخصا وإصابة 134 بجروح.
وقالت بريطانيا إن الهجوم، الذي وقع على بعد 25 كيلومترا فقط من الحدود البولندية، يمثل «تصعيدا كبيرا» للصراع.
وأوضحت أوكرانيا أن مدربين عسكريين أجانب عملوا من قبل في هذه المنشأة، لكن مسؤولا من حلف الأطلسي قال إن القاعدة لم يكن بها أحد من أفراد الحلف. ولم يتضح بعد ما إذا كان لأي دول من خارج الحلف ممثلون هناك.
وقال الحاكم المحلي مكسيم كوزيتسكاي إن طائرات روسية أطلقت 30 صاروخا على المنشأة وأن بعضها تم اعتراضه قبل الوصول لهدفه.
وتبلغ مساحة منشأة التدريب العسكري 360 كيلومترا مربعا وهي الأكبر في القطاع الغربي من البلاد.
وأشار وزير الدفاع الأوكـــرانـــي أوليـكـســـي ريزنيكوف في منشور على الإنترنت الى ان «روسيا هاجمت المركز الدولي لحفظ السلام والأمن بالقرب من لفيف. يعمل هناك مدربون أجانب. يتم استجلاء المعلومات المتعلقة بسقوط قتلى أو جرحى».
وفي الغضون، قال أوليكسي بيلوشيتسكي قائد شرطة بوباسنا الواقعة على بعد حوالى مائة كيلومتر غرب لوغانسك، إن الروس استخدموا قنابل فوسفورية في منطقته.
وكتب بيلوشيتسكي على فيسبوك «هذا ما أطلق عليه النازيون اسم البصل الحارق».
وفي منطقة دونيتسك جنوبا، تعرضت كنيسة سفياتوغويرسك الكبيرة، حيث لجأ نحو ألف شخص، لقصف أدى إلى إصابة حوالي ثلاثين شخصا، وفق مكتب المدعي العام الأوكراني.
إلى ذلك، قال الرئيس الأوكـرانـــي فولوديمير زيلينسكي، إن نحو 125 ألف شخص تم إجلاؤهم عبر الممرات الإنسانية من مناطق الصراع في أوكرانيا، مشددا على ان المهمة الرئيسية لعمليات الإجلاء ستركز على مدينة ماريوبول الإستراتيجية.
جاء ذلك فيما استمرت القوات الروسية في ضرب مطار المدينة، كما حاولت محاصرة القوات الأوكرانية أثناء تقدمها من مدينة ماريوبول في الجنوب ومدينة خاركيف في الشمال.
وشهدت خاركيف بعضا من أعنف عمليات القصف الروسية.
وقـالـــت المخــابـــرات البريطانية أيضا إن القوات الروسية التي تتقدم من شبه جزيرة القرم، تحاول تطويق ميكولايف في الوقت الذي تبحث فيه التقدم غربا صوب أوديسا.
«باريس تحت القصف».. فيديو أوكراني للتحذير من الخطر الروسي
عواصم ـ وكالات: مع استمرار الهجمات والغارات في أوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي، شارك مسؤول أوكراني مقطع فيديو افتراضيا للعاصمة
الفرنسية باريس وكأنها تتعرض لضربات جوية.
ونشر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون البرلماني الدولي في البرلمان الأوكراني أولكسندر ميرزشكو، على حسابه في تويتر، مقطع الفيديو الذي يهدف إلى تصور شكل الهجوم الروسي على العاصمة الأوروبية.
وقد علق البرلماني الأوكراني على المنشور بقوله «نحن اعتقدنا أيضا أنه لن يحدث أبدا»، في إشارة إلى الغارات الدامية التي تشنها موسكو على العديد من المدن والبلدات في بلاده.
وفي بداية الفيديو، ظهرت امرأة على شرفة تطل على برج إيفل وكأنها تلتقط صورة أمامه. ثم فجأة، وقع انفجار مدوي من الضربات الجوية، مما أذهل الفتاة الشابة وجعلها تصاب بالهلع قبل سقوط مبنى قريب من البرج.
وفي مشهد آخر، بدا أيضا أن برج إيفل قد تضرر من الانفجار، حيث غمره دخان أسود كثيف ناجم عن نيران مخيفة.
وبنهاية الفيديو، يظهر اقتباس من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الشاشة «أمعن فكرك فيما إذا كان قد يحدث في عاصمة أوروبية أخرى».
وعلق أحدهم على الفيديو بأنه «مفجع تماما»، في حين غرد آخر «لقد أصبت بالذعر لمدة دقيقة».
وقال ثالث إن الفيديو يحتوي على «رسالة قوية جدا» توضح أيضا أن الحرب العالمية الثالثة ليست بعيدة عن الواقع.
وارسو: الأسلحة الكيميائية «ستبدّل قواعد اللعبة» في الحرب الأوكرانية
وارسو- وكالات: أكد الرئيس الپولندي أندريه دودا أن استخدام موسكو للأسلحة الكيميائية خلال غزوها لأوكرانيا «سيبدل قواعد اللعبة» وسيدفع حلف شمال الأطلسي لإعادة التفكير في النزاع.
وقال دودا لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» امس إنه في حال استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أي أسلحة دمار شامل، فسيبدل الأمر قواعد اللعبة كاملة بالنسبة للتحالفات».
وأضاف انه سيتعين في هذه الحال على حلف شمال الأطلسي، الذي انضمت إليه پولندا عام 1999، التفكير جديا في خطواته المقبلة.
وتابع: «لأنه عندها سيصبح الوضع خطيرا، ليس لأوروبا فحسب، ليس لجزئنا من أوروبا فحسب.. بل للعالم بأسره».
وأشار دودا إلى أن بوتين سيلجأ إلى كل الوسائل وخصوصا أنه خسر هذه الحرب «سياسيا» بينما لم يعد عسكريا قادرا على الانتصار فيها.
وقال إن «أكثر من نصف العدد الإجمالي للاجئين الذين غادروا أوكرانيا باتوا في پولندا. لذا، إذا وصل عددهم إلى 5 ملايين، فتخيلوا اننا سنستقبل 2.5 مليون».
وأضاف: «يصعب عليّ تخيل الأمر، لذا نحتاج إلى الدعم هنا على الأرض، نحتاج إلى مساعدة مالية».
بريطانيا تدعو مواطنيها إلى فتح منازلهم للأوكرانيين
لندن - وكالات: كشفت السلطات البريطانية التي تعرضت لانتقادات لبطئها وترددها في استقبال أوكرانيين بعد غزو روسيا لبلادهم، عن برنامج جديد يسمح للبريطانيين باستقبال لاجئين فارين من الحرب في منازلهم.
وأعلن وزير الإسكان البريطاني مايكل غوف عبر قناة «سكاي نيوز» امس أن البرنامج الجديد الذي أطلقت عليه تسمية Homes for Ukraine (منازل من أجل أوكرانيا) سيسمح باستقبال «عشرات آلاف» الأشخاص الذي سيكون لديهم حق الوصول إلى سوق العمل والضمان الاجتماعي والتعليم، حتى لو لم تكن لديهم روابط عائلية مع أشخاص بريطانيين.
وأكد غوف أن الحكومة تريد التأكد من أن «كافة المنازل المتوافرة» يمكن أن توضع في خدمة «أولئك الذين يفرون من الاضطهادات».
وسيحصل الأشخاص الذين يقررون استقبال لاجئين أوكرانيين في منازلهم على مبلغ قدره 350 جنيها إسترلينيا شهريا وينبغي عليهم التعهد باستقبال هؤلاء اللاجئين لمدة 6 أشهر على الأقل.
وأوضح الوزير البريطاني أنه للقيام بذلك يتعين على البريطانيين التواصل مع أوكرانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال جمعيات والتسجيل على منصات ستشغل فورا.
ومنحت نحو 3 آلاف تأشيرة بريطانية لأوكرانيين بحسب غوف، وسبق أن استقبلت جمهورية أيرلندا المجاورة 5500 لاجئ.
وسبق أن أعلنت حكومتا سكتلندا وويلز أنهما مستعدتان لأداء دور «الجهات الراعية» لاستقبال أكبر عدد من الأوكرانيين.
ورحب زعيم المعارضة كير ستارمر بوضع هذا البرنامج الجديد لكنه اعتبر أن بريطانيا لا تزال لا تقوم بما يكفي مقارنة بالدول الأوروبية، وقال: «بصراحة، الأسابيع الماضية كانت محرجة بالنسبة للمملكة المتحدة فيما يخص استقبال لاجئين».
بابا الڤاتيكان: غزو أوكرانيا «عدوان مسلح» يجب أن يتوقف
الڤاتيكان - رويترز: وصف بابا الڤاتيكان، في أقوى إدانة له حتى الآن، الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه «عدوان مسلح غير مقبول» يجب أن يتوقف.
وقال البابا فرنسيس متحدثا أمام الألوف في ساحة القديس بطرس امس إن قتل الأطفال والمدنيين غير المسلحين يعد عملا «وحشيا» و«بلا سبب استراتيجي وجيه».
ووصف مدينة ماريوبول المحاصرة «بالمدينة الشهيدة» وناشد مرة أخرى بفتح ممرات إنسانية آمنة بالفعل «للسماح للسكان بإخلاء المدينة».
وقال البابا «أسألكم أن توقفوا هذه المذبحة»، مضيفا أن المدن الأوكرانية مهددة بالتحول في خطر «التحول إلى مقابر».
ولم يستخدم البابا كلمة «روسيا» في إدانته للحرب منذ أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، لكن اختيار كلمات، مثل «العدوان المسلح» و«بدون سبب استراتيجي وجيه» تهدف إلى الطعن في مبررات موسكو للغزو.
مقتل صحافي أميركي وإصابة آخر بالرصاص قرب كييڤ
اعتقال مئات المتظاهرين الروس الرافضين لغزو أوكرانيا
عواصم - وكالات: أفادت منظمة غير حكومية باعتقال أكثر من 250 شخصا تظاهروا في أنحاء روسيا ضد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وذكرت منظمة «أو في دي-انفو» غير الحكومية المتخصصة في رصد التظاهرات على موقعها، أنه «تم اعتقال ما لا يقل عن 268 شخصا في 23 مدينة».
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس الشرطة تعتقل متظاهرين في موسكو وفي سانت بطرسبورغ، ثاني مدن البلاد.
وفي موسكو، تحدى بضع عشرات حظر التظاهر المفروض وتجمعوا في ساحة مانيج قرب الكرملين. واقتادت الشرطة ما لا يقل عن 30 متظاهرا وصحافيا واحدا، وفق فرانس برس.
وهتفت امرأة «السلام في العالم!» بينما كان شرطيان يسحبانها بالقوة.
وفي سانت بطرسبورغ، حيث شوهدت العديد من سيارات الشرطة في الوسط، حاول المتظاهرون أن يلتزموا الحذر.
وأكدت فرانس برس أن الشرطة اعتقلت عددا من المتظاهرين وبعض الصحافيين.
ورغم الحظر، يتجمع متظاهرون يوميا في روسيا للتنديد بالتدخل العسكري في أوكرانيا.
ورغم محدودية نطاقها، إلا أن مجرد تنظيم هذه التجمعات وسط قمع قوي للغاية أمر ملحوظ. ويتعرض المتظاهرون للغرامات أو حتى السجن بشكل منهجي. وتم اعتقال أكثر من 5000 متظاهر الأحد الماضي.
من جهة أخرى، قتل صحافي أميركي وأصيب آخر بجروح في إطلاق نار في ضاحية إربين، وهي جبهة قتال ضد القوات الروسية في شمال غرب كييڤ، وفق ما أفادت مصادر طبية وشهود.
وقال الجراح الذي تطوع لمساعدة القوات الأوكرانية دانيلو شابوفالوف إن أحد الأميركيين قتل على الفور بينما عالج الثاني بنفسه.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في إربين جثة الضحية. كما أصيب أوكراني كان في ذات السيارة مع الأميركيين بجروح.
وسارع مسؤولون أوكرانيون إلى تحميل القوات الروسية مسؤولية إطلاق النار لكن الملابسات الدقيقة لم تتضح بعد. وسمع مراسلو فرانس برس أصوات إطلاق نار من أسلحة خفيفة ومدفعية في المكان.
وقال شابوفالوف لفرانس برس: «تعرضت السيارة لإطلاق نار. كان في داخلها صحافيان اثنان وشخص أوكراني».
وأضاف ان الأوكراني والصحافي «أصيبا بجروح وقدمت لهما الإسعافات الأولية، وأما الآخر فأصيب في رقبته وتوفي على الفور».
وتشير الوثائق التي عثر عليها بحوزة الصحافي الأميركي الذي قتل، إلى أنه مصور أفلام وثائقية من نيويورك يبلغ من العمر 50 عاما ويدعى برنت رينو.
وكانت بطاقة تعريف صادرة عن «نيويورك تايمز» من بين الوثائق، وهو أمر أدى إلى انتشار معلومات تفيد بأنه يعمل لصالح الصحيفة، لكن الصحيفة الأميركية أكدت بأنه لم يكن يعمل لديها عندما قتل.