ندد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بهجوم إيراني بصواريخ باليستية على أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. وقال إن واشنطن تعمل على مساعدة العراق في الحصول على قدرات دفاعية صاروخية للدفاع عن نفسه.
وأضاف سوليفان في تصريح لشبكة (سي.بي.إس) الإخبارية انه لم يصب أي مواطن أميركي في الهجوم، ولم يستهدف أي منشآت أميركية، لكن الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها للدفاع عن شعبها ومصالحها وحلفائها.
وتابع: «نتشاور مع الحكومة العراقية والحكومة في كردستان العراق، جزئيا لمساعدتهم في الحصول على قدرات دفاع صاروخي ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم في مدنهم».
من جهتها، دانت فرنسا «بأكبر قدر من الحزم» إطلاق صواريخ الحرس الثوري على أربيل، محذرة من أن هذا الهجوم يهدد استقرار العراق والمنطقة بأكملها.
واعتبرت باريس ان «مثل هذه الأعمال الخطيرة وغير المسؤولة تقوض الجهود الرامية إلى السماح بالعودة إلى الاتفاق النووي التي تساهم فيها إيران».
في غضون ذلك، وجه إقليم كردستان العراق اتهامات إلى إيران بالمسؤولية عن الهجمات الصاروخية التي استهدفت محافظة أربيل بالقرب من القنصلية الأميركية، داعيا المجتمع الدولي إلى تحقيق في هذا الاعتداء وعدم التزام الصمت تجاهه.
ونددت رئاسة وزراء إقليم كردستان في بيان بتعرض أربيل فجر امس إلى «هجوم جبان بذريعة ضرب قاعدة إسرائيلية بالقرب من القنصلية الأميركية في أربيل»، لافتة الى أن الموقع المستهدف كان موقعا مدنيا، وأن التبرير الإيراني يهدف لإخفاء دوافع هذه «الجريمة الشنيعة».
وأضاف البيان: «لقد كررت إيران هذه الهجمات مرات عديدة وإن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الهجمات الجبانة سيمهد الطريق لمواصلتها».
ودعا البيان كلا من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والحكومة الاتحادية في بغداد والبرلمان العراقي والحكومة الإيرانية إلى التحقيق العاجل في هذه الهجمات التي لا تستند إلى أساس صحيح والقيام بزيارة المواقع المستهدفة، والكشف عن الحقائق إلى الرأي العام واتخاذ موقف حازم وقوي من هذه الهجمات.
ونفى محافظ أربيل، أوميد خوشناو في تصريح صحافي وجود «مقرات إسرائيلية» في المحافظة، وقال: «منذ فترة يتحدثون عن وجود مقرات إسرائيلية ولكن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة ولا توجد أي مقرات إسرائيلية في هذه المنطقة. فقط الموجود مبنى القنصلية الأميركية الجديد».
وقالت وزارة الداخلية في إقليم كردستان إن 12 صاروخا باليستيا استهدفت المبنى الجديد للقنصلية الأميركية والمنطقة السكنية المجاورة لها لكنها لم تتسبب سوى في خسائر مادية وإن مدنيين على الأقل قد أصيبا بجروح.
وقال متحدث كردي باسم سلطات الإقليم إن الهجوم لم يستهدف سوى مناطق سكنية مدنية وليس قاعدة أجنبية ودعا المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق.
وقال متحدث باسم السلطات الإقليمية إنه لم يحدث توقف في الرحلات الجوية في مطار أربيل. ونشر سكان أربيل مقاطع مصورة على الإنترنت لعدة انفجارات كبيرة وقال البعض إن الانفجارات هزت منازلهم. ولم يتسن لـ «رويترز» التحقق بشكل مستقل من هذه المقاطع. ولم يخلف الهجوم الصاروخي، الذي قوبل بإدانات دولية وعربية واسعة، خسائر بشرية واقتصرت أضراره على خسائر مادية.
وأدان رئيس إقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني هجوم قائلا إن «استهداف أربيل بهذه الصورة وتكراره، سابقة خطيرة وانتهاك صارخ لأمن واستقرار وسيادة العراق».
من جهته، شجب رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الهجوم في تغريدة قائلا: «الاعتداء الذي استهدف مدينة أربيل العزيزة وروع سكانها هو تعد على أمن شعبنا». وأضاف: «ستقوم قواتنا الأمنية بالتحقيق في هذا الهجوم». وأكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أن الاعتداء على أربيل هو استهداف وتعد على سيادة العراق وأمن جميع مواطنيه.
وقال الحلبوسي وفقا لما أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع) إن الاعتداء عمل مدان يتطلب موقفا وطنيا موحدا وحازما لردعه ومواجهته.
واعتبرت الخارجية العراقية ان الاعتداء يعد استهدافا لأمن العراق واستقرار شعبه ويتطلب موقفا موحدا لمواجهته عبر الوقوف بحزم ضد اي فعل يهدف الى إشاعة الفوضى. كما ندد الرئيس العراقي برهم صالح كذلك بالهجوم، داعيا إلى «الوقوف بحزم ضد محاولات زج البلد في الفوضى».
وأدانت بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي» بدورها «الهجمات الصاروخية الشنيعة على أربيل».
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الحرس الثوري الإيراني أعلن مسؤوليته عن إطلاق 12 صاروخا باليستيا على أربيل في الساعات الأولى من صباح امس، قائلة إن الهجوم استهدف «مراكز استراتيجية» إسرائيلية سرية في المدينة.
وذكر الحرس الثوري في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أنه قصف بالصواريخ قاعدة استخبارات إسرائيلية في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
وأوضح أن العملية جاءت ردا على غارة جوية إسرائيلية على العاصمة السورية دمشق في 7 الجاري، قتل فيها ضابطان من الحرس الثوري الذي تعهد بالرد. وبحسب التلفزيون الرسمي الإيراني، أصابت عشرات الصواريخ الباليستية قواعد سرية للموساد الإسرائيلي في أربيل «ما أسفر عن سقوط العديد من الخسائر في صفوف العملاء الإسرائيليين».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي انه لا يعلق على التقارير المنشورة في الصحافة الأجنبية المتعلقة بالهجوم، كما امتنع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي فنتاي بينيت عن التعليق.
هذا، وطالب زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الحكومة برفع مذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة والسفارة الإيرانية في العراق علي خلفية قصف مدينة أربيل بالصواريخ.
وقال الصدر، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر» :«لا ينبغي استعمال الأراضي العراقية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ساحة للصرعات السياسية والأمنية والعسكرية».
وأضاف: «ندين كل الأعمال التي تستهدف دول الجوار من داخل العراق وندين أي تدخل خارجي وأي قصف للأراضي العراقية ذات السيادة الكاملة».
ودعا الجهات المختصة إلى رفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة والسفير الإيراني فورا مع آخذ ضمانات بعدم تكرارها مستقبلا، محذرا من أن زج العراق في تلك الصراعات سابقة خطيرة لا ينبغي السكوت عليها. كما اتفق الصدر ورئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، على تشكيل لجنة تقصي حقائق حول ذريعة وجود مقرات إسرائيلية في شمال العراق، بحسب بيان صادر عن مكتب الصدر.
«التعاون الخليجي» يؤكد تضامنه مع العراق في محاربة الإرهاب
دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.نايف الحجرف الهجوم الصاروخي الإرهابي على مدينة (أربيل) عاصمة إقليم كردستان العراق والذي أسفر عن بعض الخسائر المادية.
وأعرب الحجرف في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أمس عن تضامن مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع العراق في محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في أراضيها.
وأكد مواقف المجلس الثابتة تجاه الإرهاب والتطرف ونبذه لكافة أشكاله وصوره ورفضه لدوافعه ومبرراته وأيا كان مصدره والعمل على تجفيف مصادر تمويله ودعمه.
اعتبرت القصف الإيراني اعتداء على مبدأ حسن الجوار
بغداد تستدعي السفير الإيراني وتسلمه مذكرة احتجاج على استهداف أربيل بالصواريخ
بغداد ـ وكالات: استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير الإيراني في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية استهداف أربيل.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان اوردته وكالة الأنباء العراقية (واع) إن «وزارة الخارجية استدعت السفير الإيراني ببغداد وابلغته احتجاج الحكومة العراقية على خلفية استهداف أربيل بالصواريخ».
وطلبت الحكومة العراقية توضيحا «صريحا وواضحا» من إيران عبر القنوات الديبلوماسية بشأن الهجوم الصاروخي على أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
وذكر المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء العراقية في بيان أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ترأس اجتماعا استثنائيا للمجلس الوزاري للأمن الوطني لبحث الاعتداء الذي استهدف مدينة اربيل وتسبب بوقوع خسائر وترويع سكان المدينة.
وأضاف أن العراق «ينتظر موقفا من القيادة السياسية الإيرانية في رفض الاعتداء».
ورأى المجلس ان الاعتداء بالصواريخ يعد اعتداء على مبدأ حسن الجوار بين العراق وايران والعلاقة التاريخية التي تربط شعبي البلدين الجارين فضلا عن كونه انتهاكا للقوانين والاعراف الدولية.
وبين ان العراق سبق وأن أعلن رفضه انتهاك سيادته واستخدام اراضيه لتصفية الحسابات بين الدول والجهات، فضلا عن موقفه الرافض لاستخدام اراضيه للاعتداء على دول الجوار.
وانتهى البيان الى التأكيد انه مستمر بالانعقاد لدراسة التطورات وبحث الآليات الكفيلة بحماية أمن العراق وسيادته.