لا يمكننا النظر إلى أي فشل في الدولة على أنه خطأ فردي، فالكويت دولة مؤسسات، ويجب عليها دائما أن تكون كذلك، والنهوض بكل جوانب هذه الدولة يأتي حتما عبر خطة تنمية مدروسة لا تعتمد على ذكاء فرد أو مجهوده الخارق في فترة معينة.
إذا رأينا المستوى الرياضي في انحدار مستمر، سيكون المستوى السياسي مرآة له في الخمول أو الانحدار، والصحي والتعليمي بلا شك سيتبعان بقية المجالات، لأن هذه الأمور ضمن جسد الدولة التي تسير وفق برنامج عمل «الحكومة» الذي من المفترض أن يشمل مرافقها ومؤسساتها جميعا، فمستوى الطالب التعليمي مرتبط بشكل غير مباشر بسلاسة أسفلت الطرق، وكلاهما يرتبط أيضا بمعدل الجريمة وكمية الشكاوى التي تعج بها مخافر وزارة الداخلية، التنمية عجلة ضخمة تجر عربة كاملة خلفها، وإن تعطلت فستكون النتيجة كارثية «كما نعيشها اليوم» على الجميع.
وفرة المال الطارئة اليوم جراء ارتفاع سعر برميل النفط يجب ألا تسعدنا بشكل سريع عن طريق التوزيعات والترضيات وإغلاق ملفات فساد شنيعة، هذه الوفرة بمنزلة اختبار لمؤسسات الدولة وكيف ستتعامل معها وفق خطة استراتيجية تجعلنا لا نستذكرها لاحقا بمزيد من الحسرة على حالنا الاقتصادي والمعيشي.