عالم السياسة مجال واسع يتضمن الكثير من النظريات والأيديولوجيات، ونحن جميعا ضمن هذا العالم الشاسع، وإذا لم نكن مؤثرين بشكل واضح فإننا بالتأكيد مشاركون فيه يؤثر علينا ونتحمل تداعياته ونتائجه.
ربما لم تعرف السياسة بعد أو شاركت فيها للتو، مثلا من خلال عملية انتخابية لأعضاء البرلمان، أو قمت بحضور ندوة لأحد المرشحين فوجدت نفسك تتعمق أكثر فأكثر في هذا المجال.
تتكون الشخصية السياسية من خلال اشتراكنا بمجموعات بشكل تلقائي أو اختياري، في المدرسة أو الجامعة أو العمل وما شابه ذلك حتى أقصى شيء ممكن أن نشارك فيه في النظام الديموقراطي في اختيار مرشحينا في مجلس الأمة.
الساسة أو اللاعبون الأساسيون لدينا من جانبين، حكومي لا قرار لنا فيه، وآخر من اختيار الشعب يمثلونهم لتولي مهام مواجهة الحكومة.
نطلق في الغالب مسمى «حكومي» على اللاعب المؤيد للحكومة والمساعد لها في تجاوز كفة المعارضين (اللاعبين الآخرين) الذين يحاولون إسقاط الحكومات ويأخذون صبغة شعبية، لونها ما يهم الشعب من مطالبات في شكلها الظاهر.
في الوقت الحالي سيصعب عليك تحديد شخصية ثابته لأي سياسي، فنجد التذمر دائما يظهر بعد اختيار من يمثلك حين يدخل المعركة الفعلية ولا عجب أن تصبح من أشد المعارضين بعد أن كنت أكثر المؤيدين لذلك السياسي المتلون.
وتأكد تماما أن هذا الأمر طبيعي في تبدل الحال والأحوال، كما البحر الهادئ حتى تتعالى أمواجه فهو ذاته الذي ينقل السفينة من مكان إلى آخر وهو الذي يغرقها أيضا!
إذن ماذا يحدث في حالتنا السياسية الآن؟ هل الحكومة هي من تحاول العمل والأعضاء يتعمدون تعطيلها أم العكس صحيح؟
وسائل اللعب السياسي لا نهاية لها، لنقل مثلا إن الحكومة تستخدم سياسة الشطرنج، ففي لعبة الشطرنج يحاول كلا اللاعبين حماية الملك ويستخدم الوزير لأكل العساكر في حالة الهجوم ويتضامنون في حالة الدفاع ويمكن أن تنتهي اللعبة بالتعادل.
أما في نظرية الدومينو فهي معروفة بأنها محاولة إسقاط أول قطعة دومينو في البداية، وبذلك تسقط بعدها باقي القطع بشكل متتال دون حاجة لمواجهة باقي القطع بشكل فردي! ويمكن أن يكون ذلك طريقة لعب بعض الأعضاء بتكرار الاستجوابات على وزراء الحكومة حتى هزيمتها وإسقاطها! فيظهرون هم بصورة الأبطال المنتصرين.
وخلال هذه العملية، التي تستهلك وقتا غير محدد بين أساليب الشطرنج والدومينو، يتضرر هذا الوطن كثيرا، وإن كانت كل الأساليب مشروعة إلا أن ذلك يهدر وقتا لا يمكن تعويضه.
٭ بالمختصر: «لا صديق دائم ولا عدو دائم».