وعبرت رائدة الشعر العربي الحديث والكويتي الأصيل والقومي الثابت إلى استحقاقها الأدبي والتاريخي عالميا، أمام الأمم المتحدة لتكون ابنة الكويت الأديبة والشاعرة الشيخة د. سعاد الصباح الشخصية العربية ليوم الشعر العربي، إذ تم اختيارها في يوم الاحتفالات السنوية في21 من مارس في كل عام.. في الدورة الثلاثين خلال انعقاد المؤتمر العام للأمم المتحدة «أولسكو».
اذ يعتبر المؤتمر مساحة للشعر وفرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية، ولست هنا للحديث بالتفصيل عن تاريخ وتطور فصول هذا المؤتمر السنوي ولكن.. لماذا اختيرت د.سعاد الصباح؟
د.سعاد الصباح رائدة في مجالات عدة، تمتعت شخصيتها الإبداعية بالريادة والعمل على النهوض بالجانب الثقافي النسوي والاقتصادي الوطني، فهي نموذج المرأة الكويتية العربية المثقفة التي تميزت بشاعريتها وشفافيتها بالعمل في مجال حقوق المرأة والطفل من خلال حضور المنتديات والجلسات والملتقيات الأدبية مع رفيق دربها الراحل الشيخ عبدالله المبارك الصباح، رحمه الله.
وتغنت بآلام الوطن فكانت العصفور الجريح الذي غرد خارج الكويت عام 1990 عبر برقيات عاجلة إلى وطني عام 1990م، ومقالات «هل تسمحون لي أن أحب وطني» عام 1990م، وكانت قصيدتها بلسما على جراح الوطن الذي أثخنه غدر العدو الغاشم على الكويت بقصيدة..
نحن باقون هنا
هذه الأرض من الماء إلى الماء .. لنا
ومن القلب إلى القلب .. لنا
ومن الآه إلى الآه .. لنا
كما ضربت دروب الأدب في محاكاتها الشعرية لرفيق عمرها حتى بعد الرحيل، رحمه الله، في شعرية ونثرية تحمل بعض أسرار المرأة التي تعظم في عين الإخلاص والوفاء لزوجها.
لا تنتقد خجلي الشديد
فإنني بسيطة جدا وأنت خبير
إلى جانب الكثير من البحوث والدراسات الاقتصادية في مجال التنمية والنفط، حتى وصلت للكتابة عن أزمات الموارد في الوطن العربي 1989، بل كانت لها وقفات عبر بحوث عن (المرأة الخليجية ومشاركتها في القوى العاملة) عام 1990م ذاع صيتها بما قدمته من إنجازات وإصدارات ومؤلفات.. أثرت بها المكتبة الكويتية والخليجية والعربية.
نالت د. سعاد الصباح العديد من التكريمات وأذكر بعضها، ونحن نتحدث عن امرأة كويتية رائدة في مجالات مهمة في الكويت.. فقد حصلت على درع من جمعية الاقتصاديين الكويتية، وجائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون وسميت على اسمها احدى المدارس الثانوية في الكويت، وحصلت كذلك على درع الإبداع النسائي العربي من وزارة الثقافة التونسية، في تونس ووسام الاستحقاق اللبناني المذهب من الرئيس اللبناني، في لبنان درجة الزمالة من كلية سانت كاترين بجامعة أكسفورد، في لندن، رئيسة شرف لجمعية بيادر النسائية الكويتية - الأميركية، لتكون سعاد الصباح رمزية الشعر والأدب عالميا.
[email protected]