محمود عيسى
تناولت مجلة ميد بالتحليل تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية المستمرة وتأثيرها على سوق المشاريع في دول مجلس التعاون الخليجي، وقالت ان أسعار النفط ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008 لتصل إلى 137.75 دولارا للبرميل في 7 مارس، كما ارتفعت تكاليف الوقود في الشهر الماضي.
وبينما كانت الارتفاعات في سعر النفط أقل أهمية في دول مجلس التعاون الخليجي مقارنة بالأسواق الأخرى، فإن التأثير التراكمي لارتفاعها ملحوظ عبر سلاسل توريد المواد والسلع وكذلك في مواقع استخدامها.
وقال أحد خبراء حساب التكاليف المقيمين في دبي لمجلة ميد: «لقد ارتفعت تكاليف الديزل، وسيؤثر ذلك على تكلفة استهلاك مصنعنا في الموقع، فضلا عن خدمات نقل العمالة التي نستخدمها، وسينتقل ارتفاع تكاليف الوقود الى سلاسل التوريد للمواد المستوردة التي نحتاجها في المشاريع الجاري تنفيذها والمستقبلية».
ويقول الخبير ان تكاليف الصلب على شركة المقاولات المتوسطة الحجم الخاصة به ارتفعت بنسبة 15% على الأقل بعد أسبوعين من أزمة أوكرانيا عما كانت عليه في بداية شهر مارس. وقد أثر ذلك على قيمة العطاءات التي تتوقع الشركة تقديمها في الأيام المقبلة.
مخاوف السلع
أدت ارتفاعات أسعار السلع الأساسية إلى تضخم قيم العروض خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه طوال هـــذا العام.
ووصلت أسعــــار النيكل إلى أعلى مستــوى لها على الإطــــلاق لتتجـــاوز 48 ألف دولار للطن، وتجــــاوزت الأسعار لمـــدة ثلاثــــة أشهــــر 80 ألف دولار وســـط مخـــاوف بشأن القيـــود المتوقــــع ان تفرضهـــا روسيا، المنتج الرئيسي للألمنيوم والنحاس والنيكل.
وتم تعليق التداول في 8 مارس في بورصة لندن للمعادن بعد الارتفـــاع بنسبة 250%، واستؤنف في 16 مارس بسعر افتتاح قدره 45590 دولارا.
وتشير التقديرات إلى أن أسعار خام الحديد والخردة قد زادت بنسبة 20% و28% على التوالي. وارتفعت أسعار الألمنيوم بنحو 40%، في حين ارتفعت أسعار الصلب بنحو 27%.
ويعزى ارتفاع أسعار الصلب إلى زيادة ندرتـــه في الأسواق بسبـــب الحرب، وارتفعـــت أسعــــار حديـــد التسليح بأكثر من 30%، وفقــــا للجنـــة منتجي الصلب في دولة الإمــــارات، وتعـــد كل مـــن روسيـــا وأوكرانيــا مـــن بين أكبر المورديـــن العالميين للمعــدن، وتبلغ طاقتهمـــا التصديريــة السنوية إلى جانب بيلاروسيا نحــو 6.6 ملايين طــن من القضبان.