- ولي العهد: تعزيز مكانة الكويت لتصبح دولة متقدمة في صناعة التكرير
- أولوية قصوى لخلق فرص عمل جديدة للمواطنين وتمكينهم من العمل في أهم قطاع حيوي
- د.محمد الفارس: «الوقود البيئي».. أبرز المشاريع الكبرى في تاريخ القطاع النفطي
- المشروع يسهم في زيادة ربحية المنتجات وفتح أسواق عالمية جديدة وتعزيز ريادة الكويت
- وليد البدر: 1.1 مليار دينار حصة القطاع الخاص من الكلفة الإجمالية للمشروع البالغة 4.680 مليارات دينار
- 1.4 مليون برميل الطاقة التكريرية الإجمالية للكويت بعد مشروعي «الوقود البيئي» ومصفاة الزور
أحمد مغربي
شمل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد برعايته وحضوره امس احتفال شركة البترول الوطنية الكويتية بمناسبة التشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي وذلك بمصفاة ميناء عبدالله. وقال صاحب السمو في كلمة عند تدشين التشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي «نبارك للشعب الكويتي هذه الثروة اللي الله سبحانه وتعالى منَّ علينا فيها وإن شاء الله تدوم لأبد الآبدين والشعب الكويتي.. وشكرا». وقال سموه لدى تفضله بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية «بسم الله الرحمن الرحيم.. توكلنا على الله.. لا اله الا الله والحمد لله رب العالمين.. الله يتم على هذا الوقت ونسأله الشعب الكويتي آملين ان شاء الله تدوم دائما في سبيل الصحة والعفو والعافية ان شاء الله».
وأكد سمو ولي العهد في كلمته خلال الاحتفال أن المشروع يعزز مكانة الكويت ويضعها في مصاف الدول المتقدمة بصناعة تكرير النفط.
أسرة واحدة
عند مصافحة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد لوزير الطاقة السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان دار الحوار التالي:
سمو ولي العهد: «ربي يسهل كل الأمور كلها بركات أبو الجميع.. جلالة الملك وبركات العيال سمو الأمير محمد وسمو الأمير عبدالعزيز.. هذيل عيالك».
سمو أمير البلاد: اسرة واحدة.
سمو ولي العهد: انا اشهد.
وفي مزيد من التفاصيل ..تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، أقيم ظهر أمس احتفال شركة البترول الوطنية الكويتية بمناسبة التشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي وذلك بمصفاة ميناء عبدالله.
ووصل موكب سموه إلى مكان الحفل، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وشهد الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الأمة بالإنابة أحمد الشحومي، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء د.محمد الفارس، ووزير الطاقة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الناصر، والرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية م.وليد البدر، بالإضافة إلى كبار القياديين في القطاع النفطي.
وبعد عزف النشيد الوطني، تفضل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وبمعيته سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بتدشين التشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي، بعدها تم إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية.
وقال صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد في كلمة عند تدشين المشروع: «نبارك للشعب الكويتي هذه الثروة اللي الله سبحانه وتعالى منّ علينا فيها وإن شاء الله تدوم لأبد الآبدين والشعب الكويتي.. وشكرا».
وقال سموه لدى تفضله بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية «بسم الله الرحمن الرحيم.. توكلنا على الله.. لا إله إلا الله والحمد لله رب العالمين.. الله يتم على هذا الوقت ونسأله الشعب الكويتي آملين ان شاء الله تدوم دائما في سبيل الصحة والعفو والعافية ان شاء الله».
بعدها توجه ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، إلى موقع الحفل.
فخر واعتزاز
وقال سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد في كلمته خلال الحفل «نلتقي اليوم بكل فخر واعتزاز تحت رعاية سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد لتدشين مشروع الوقود البيئي بتشغيله الكامل، وإننا نبرهن اليوم لشعبنا الكريم ولدول العالم وشعوبها وبتوجيه من صاحب السمو أمير البلاد المفدى على تعهداتنا المسؤولة عن تلبية الاحتياجات الوطنية والطلب الدولي للوقود النظيف، متوافقين مع الاتجاهات العالمية لخفض الملوثات، وملتزمين بإنتاج وقود منخفض الانبعاثات، وأكثر التزاما بمعايير الجودة والسلامة العالمية».
وأوضح سمو ولي العهد «ان الكويت تترجم اليوم لشعبها الكريم ولدول العالم وشعوبها تطلعنا الطموح إلى تحقيق استراتيجية تنموية واضحة الخطى، تعزز مكانة دولة الكويت ووضعها في مصاف الدول المتقدمة في صناعة تكرير النفط العالمية، ونؤكد اليوم توجهنا الواضح وأولويتنا القصوى لخلق فرص عمل جديدة لأبناء الكويت، وتمكينهم من العمل في أهم قطاع حيوي ومورد أساسي في بلدهم وليكونوا شركاء في تحقيق عوائد ربحية تحقق لدولة الكويت والعالم أجمع الرخاء والتطور في كافة أوجه الحياة واقتصاداتها».
وتابع سموه قائلا «على بركة الله، وبمباركة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد وشعب الكويت الكريم الوفي، نطلق مشروع الوقود البيئي بتشغيله الكامل، مترجمين أولوياتنا، متسلحين بالإخلاص والوفاء لكويت جديدة، سلاحها «الجد والعمل والتفاؤل والتطلع»، وشعارها «مستقبل أخضر» لأهم نعمة أنعمها الله على الإنسان في الأرض وأهم موارد الحياة، متضرعين إليه سبحانه وتعالى أن يتوج مساعي دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا إلى ما فيه خيرها وخير العالم أجمع».
واختتم سموه قائلا «لا ننسى جهود أبناء الكويت المخلصين القائمين على تنفيذ المشروع، ونقدر التزامهم ونفخر بهم وبإنجازهم المشهود، ويشرفني ان انقل لهم شكر وتقدير صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، كما نشكر جهود وسائل الإعلام الداعمة لتغطية ومتابعة المشروع إعلاميا، ونشكر جميع من ساهم في إنجاح هذا المشروع».
أضخم مشروع
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء د.محمد الفارس إن مشروع الوقود البيئي يعد أحد أبرز المشاريع الكبرى في تاريخ القطاع النفطي الكويتي، فقد شهدت في إطاره كل من مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله عملية تحديث وتطوير واسعة وغير مسبوقة، من أجل تمكين المصفاتين من إنتاج مشتقات نفطية عالية الجودة، تلبي المعايير والاشتراطات البيئية العالمية.
وأوضح د.الفارس ان مشروع الوقود البيئي يترجم توجه الدولة نحو تحويل الكويت إلى مركز جذب اقتصادي، كما ينطلق من أهم أهداف إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة، والمتمثل في تحقيق الاستغلال الأمثل لثروة البلاد النفطية، حيث يسهم المشروع في زيادة ربحية المنتجات، وفتح أسواق عالمية جديدة، وتعزيز المكانة الريادية للكويت على مستوى صناعة النفط العالمية.
وتابع ان القطاع النفطي تشرف بالرعاية السامية والكريمة من قبل قائد مسيرتنا وراعي نهضتنا، صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، لاحتفال شركة البترول الوطنية الكويتية بالتشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي، مشيرا إلى ان تواجد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بين إخوته وأبنائه، ممثلا لصاحب السمو، حفظه الله ورعاه، في هذه المناسبة الكبيرة، يعكس اهتمام وحرص قيادتنا الرشيدة على متابعة ودعم مشاريع الدولة التنموية في مختلف المجالات.
وذكر د.الفارس أن أهمية هذا الحدث مستمدة من أهمية القطاع النفطي، الذي يمثل الركيزة الأولى والداعم الرئيسي لاقتصادنا الوطني. ومن هذا المنطلق، فإن الدولة وعلى رأسها صاحب السمو وسمو ولي عهده، حفظهما الله ورعاهما، تولي اهتماما كبيرا بهذا المورد، وتحرص على النهوض بهذا القطاع الحيوي، كي يستمر في أداء دوره التنموي الرائد على أكمل وجه.
على الصعيد ذاته، قال د.الفارس ان الصناعة النفطية العالمية تشهد تنافسا شديدا، وتواجه تحديات وصعوبات كبيرة، ولضمان البقاء في دائرة المنافسة، والمحافظة على مكانة بلادنا كواحدة من أهم الدول المنتجة للنفط، فإن القطاع النفطي الكويتي يحرص دائما على مواكبة تطورات هذه الصناعة، وتلبية متطلباتها المتغيرة، من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة، وتطوير قدرات ومهارات كوادره البشرية.
واختتم د.الفارس كلمته قائلا «يفخر القطاع النفطي بأن سياساته وخططه الاستراتيجية نجحت في تأهيل أبنائنا وبناتنا، وأكسبتهم المزيد من الخبرة والكفاءة والقدرة على إدارة وتسيير شؤون ثروتنا النفطية، وهو ما ظهر جليا وواضحا في هذا المشروع».
تعزيز مكانة الكويت
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية م.وليد البدر: إنه من دواعي فخرنا وسرورنا نحن العاملين في القطاع النفطي الكويتي، وفي شركة البترول الوطنية الكويتية على وجه الخصوص، أن يشمل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد برعايته السامية احتفال التشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي، وذلك تحت شعار «وتستمر الإنجازات»، مشيرا إلى ان وجود سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد يؤكد ثقة قيادتنا الحكيمة بكفاءة أبناء الكويت، وقدرتهم على تحقيق الإنجازات في سبيل رفعة وتقدم بلدنا الحبيب.
وأوضح م.البدر ان شركة البترول الوطنية الكويتية نفذت مشروع الوقود البيئي بهدف مواكبة المعايير البيئية العالمية الجديدة، ولكي تتمكن من إنتاج مشتقات نفطية عالية الجودة، تلبي حاجة السوق المحلية، وتفتح المجال أمامنا للدخول إلى أسواق عالمية جديدة، تسهم في تعزيز مكانة الكويت على مستوى صناعة تكرير النفط العالمية.
وقال: ان الطاقة الإنتاجية لمشروع الوقود البيئي الحيوي تبلغ 800 ألف برميل يوميا موزعة بين مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي، وهذه الكمية سوف تضاف إلى كمية الإنتاج المنتظرة لمصفاة الزور بعد تشغيلها، والبالغة نحو 600 ألف برميل يوميا، وبذلك ستشهد كميات النفط الخام المكررة زيادة كبيرة لتصل إلى 1.4 مليون برميل يوميا للمصافي الثلاث، وهو ما يعني رفع الكفاءة التشغيلية وتطوير القدرات التحويلية، فضلا عن الاستغلال الأمثل، وتحقيق أفضل قيمة وأعلى عائد ممكن للموارد الهيدروكربونية.
وأشار البدر إلى ان مشروع الوقود البيئي ساهم منذ بدء أعماله الإنشائية وحتى إنجازه، في توفير ما يقارب 800 فرصة عمل للكوادر الوطنية المؤهلة، وفي تطوير قدراتها ومهاراتها، وسيظل المجال مفتوحا باستمرار أمام استحداث المزيد من هذه الفرص الوظيفية لسد احتياجات الشركة.
وأضاف: سيعمل المشروع كذلك، وبشكل فعال، على دعم آفاق النمو للاقتصاد الدولة، وقد حرصت الشركة منذ البداية على تعزيز المحتوى المحلي من خلال إشراك القطاع الخاص في أعمال المشروع، إيمانا منها بدور هذا القطاع، بحيث بلغت حصته نحو 1.1 مليار دينار من التكلفة الإجمالية للمشروع البالغة 4.680 مليارات دينار.
وقال ان النصيب الأكبر من العقود لقطاع المقاولات الإنشائية، حيث التزم المقاولون العالميون المتعاقدون مع الشركة من جانبهم بترسية عقود بالباطن مع شركات كويتية زادت قيمتها على 643 مليون دينارا، كما تمت كذلك ترسية عقود مشتريات بقيمة زادت على 300 مليون دينار على مصنعين وموردين كويتيين.
واختتم م.البدر حديثه قائلا: وحظي قطاع شركات الخدمات الكويتية بعقود بلغت قيمتها نحو 166 مليون دينار، تركزت في خدمات التفتيش والخدمات الأمنية والطبية والبنكية والنقل، وتجسدت ضخامة أعمال المشروع في كمية أعمال التصنيع الخاصة بمعدات المشروع، حيث شارك في تصنيع هذه المعدات حوالي 199 شركة عالمية ومصنع، يمثلون 23 دولة حول العالم، وذلك من خلال صدور 526 أمر شراء، إضافة إلى العديد من الشركات العالمية المرخصة للتكنولوجيا المستخدمة في المشروع.
تحديات كبيرة
وذكر ان شركة البترول الوطنية الكويتية واجهت تحديات عديدة خلال مراحل تشييد المشروع، إلا ان الشركة نجحت بفضل تعاون وتضافر جهود العاملين، في قيادة أكبر عملية تطوير في العالم لمصاف نفطية قائمة وتعمل بكامل طاقتها، كما تغلبوا على تأثيرات جائحة كورونا، وتمكنوا بنجاح من تشغيل وحدات المشروع، في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، واليوم، وبتشغيل مشروع الوقود البيئي، تكون الكويت قد حققت تقدما كبيرا على خارطة صناعة التكرير العالمية، ووضعت مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله في الصف الأول ضمن قائمة مصافي النفط العالمية، التي تتميز بمنتجات تتوافق مع المتطلبات العالمية الجديدة للحفاظ على البيئة، وخاصة تخفيض انبعاثات أول وثاني أكسيد الكبريت وغيرها من الانبعاثات الضارة الأخرى.
مشروع الوقود.. حقائق وأرقام
يعتبر مشروع الوقود البيئي فريدا من نوعه على المستوى العالمي، وسينتج مشتقات نفطية عالية الجودة ومطابقة للمعايير البيئية العالمية «يورو 4» و«يورو 5» لخفض الانبعاثات والملوثات، وتم إنجازه مع استمرار عمليات التكرير في مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي، واستمرار الشركة في الوفاء الكامل بالتزاماتها وتعهداتها الداخلية والخارجية، كما أنه يعد أكبر مشروع في تاريخ القطاع النفطي الكويتي لتوسعة وتحديث هاتين المصفاتين.
وعند استعراض مشروع الوقود البيئي الذي رفع قدرة المصفاتين الانتاجية إلى 800 ألف برميل يوميا ينبغي الاشارة الى التالي:
٭ مع إنجاز وتشغيل المشروع يتم تزويد محطات الطاقة الكهربائية بالوقود النظيف، وأصبحت كل منتجاتنا، وأهمها الجازولين والديزل والكيروسين، تحتوي على نسب منخفضة جدا من الكبريت، مما يعزز جودة الهواء في الكويت، ويحافظ على نظافة بيئتها.
٭ يجعل الشركة تتمتع بقدرات تحويلية متميزة تسمح لها بإعادة تكرير وتحويل الوقود الثقيل والنفط المتبقي منخفض القيمة إلى منتجات عالية الجودة والقيمة.
٭ تشكل هذه المنتجات قفزة نوعية كبيرة بتوافقها مع أرفع المعايير والاشتراطات البيئية العالمية، مما يزيد من قدراتنا التنافسية ويتيح لنا دخول أسواق جديدة تعذر علينا الوصول إليها في الماضي، كأوروبا وأميركا، بما يضمن تسويق منتجاتنا بالشكل الأمثل.