مفرح الشمري
انطلقت صباح امس باكورة أعمال الملتقى الكويتي للموسم الجديد من خلال ندوة «عبدالعزيز حسين.. رجل فكر ودولة» التي اقيمت في قاعة السينما في مركز جابر الأحمد الثقافي وتختتم اليوم، وذلك بحضور نجله هاني عبدالعزيز حسين وقامات فكرية وثقافية كبيرة في البلاد، حرصت على الحضور احتراما وتقديرا لعطاءات الراحل الكبير عبدالعزيز حسين للكويت في الكثير من المجالات.
تصدى لتقديم حفل الافتتاح الاعلامي د.بسام الجزاف الذي رحب بالحضور ودعا د. سليمان الشطي لالقاء كلمة الكتاب والمثقفين والتي أكد فيها على الدور التنويري الذي قام به عبدالعزيز حسين في دعم الحركة الثقافية والفنية على مستوى الكويت، متقدما بالشكر لمن ساهم في إطلاق تلك الندوة لرجل كان جل همه هو تنمية شخصية الأفراد وتقوية مداركهم.
ثم ألقى كلمة أسرة الراحل عبدالعزيز حسين ابنه الأكبر هاني عبدالعزيز والتي عبر خلالها عن امتنانه لتتويج ذكرى والده، مضيفا أن النهضة الاقتصادية التي شهدتها الكويت في مرحلة النفط واكبتها نهضة فكرية وأدبية وثقافية وديبلوماسية لتصبح الكويت محط أنظار العالم.
نجوم في السماء
ومن ثم القى الأديب طالب الرفاعي كلمة الملتقى الكويتي الجهة المنظمة للندوة والتي أشار فيها إلى سعادته وفخره بأن تكون أولى ندوات الملتقى حول المفكر الكبير الراحل عبدالعزيز حسين، مضيفا أن قلة قليلة أولئك الذين يمشون على الأرض ويراد لهم أن يكونوا نجوما في السماء، حيث أهلت أفكار وأحلام وخطط عبدالعزيز حسين أن يتم رسمه بها ورسم أن يكون نجما.
وبعد ذلك تم استعرض مقدم الحفل د.بسام الجزاف اصدارات الملتقى وهما كتابان حول الراحل عبدالعزيز حسين، أحدهما للكاتب الأديب طالب الرفاعي، والثاني يتضمن الأبحاث التي شارك به المتحدثون بالندوة، ومن ثم تم عرض فيلم توثيقي حول حياة ومسيرة التنويري الكبير، ويحمل الفيلم عنوان الملتقي وهو «عبدالعزيز حسين رجل فكر ودولة» من إخراج علي الريس وسيناريو اسامة الروماني.
قوة العزم
وبعد استراحة قصيرة، عقدت أولى جلسات الملتقى والتي أدارها د.عبدالله الجسمي، وكانت البداية بشهادة عبدالله يعقوب بشارة تحت عنوان «عبدالعزيز حسين.. قوة العزم وحقوق القيادة» والتي استعرض خلالها جانبا من السيرة العطرة لحسين، مؤكدا على دوره الهام في انضمام الكويت لجامعة الدول العربية عام 1961 ومن ثم انضمامها لهيئة الأمم المتحدة عام 1963، مضيفا أنه على الرغم من الصعوبات التي واجهها الوفد الكويتي بقيادته إلا أنه استطاع التغلب عليها بحنكة وحكمة وعمل دؤوب.
وفي بحث قدمه خلال الجلسة د.يعقوب يوسف الغنيم بعنوان «عبدالعزيز حسين.. رائد في العلم والثقافة»، استعرض دور الراحل في الحركة الثقافية بالكويت، قائلا: «عبدالعزيز حسين علما من أعلام الكويت منذ أن بدأ العمل إثر تخرجه، وآية ذلك أنه بعد أن اجتاز مرحلة الدراسة اختير لكي يكون مسؤولا عن بيت الكويت في القاهرة، وهناك ظهرت إمكاناته بصفته قائد ومربيا، إضافة إلى إصداره مجلة البعثة التي يغني تصفحنا لها عن كل الأقوال».
وقدم د.خليفة الوقيان ورقة بحثية أخيرة بالجلسة الأولى تحت عنوان «واقع المجتمع الكويتي الثقافي والفكري الذي نشأ فيه عبدالعزيز حسين»، وكشفت تلك الورقة عن محاولات ونجاح حسين في التصدي لوقوع الكويت تحت وطأة الفكر الوهابي، وأن تتخذ الكويت مسارها الإصلاحي الخاص الذي يضمن لها التقدم والريادة الفكرية والثقافية بالمنطقة وهو ما حدث بالفعل.
وثيقة نادرة
وبعدها عقدت الجلسة الثانية والأخيرة بالفترة الصباحية، والتي قدم من خلالها د.عبدالله يوسف الغنيم ورقة بحثية بعنوان «وقائع وأحداث أول طلب لانضمام الكويت للأمم المتحدة»، واستعرض من خلال بحثه وقائع هذا الطلب بناء على وثيقة نادرة عثر عليها مؤخرا تتمثل في رسالة تقع في 12 صفحة مؤرخة في 9 يوليو 1961 والتي كتبها المرحوم عبدالعزيز حسين رئيس وفد الكويت إلى الأمم المتحدة بنيويورك الذي كان يحمل معه طلب الكويت الانضمام إلى تلك المنظمة الدولية، والرسالة موجهة إلى بدر الملا سكرتير الحكومة آنذاك والتي وصف فيها حسين بخط يده مواقف الدول من التهديد العراقي للكويت ومسألة انضمام الكويت إلى الهيئة الدولية.
رسالة
وبعدها قالت د. موضي الحمود إنها احتفت بذكرى الراحل عبدالعزيز حسين من خلال تتبع سيرته منذ عودته من دراسته في لندن عام 1952 وتعيينه مديرا للمعارف، مؤكدا أنه لم يكن من الأشخاص الذين تنطوي صفحتهم بمجرد رحيلهم، ولكنه رجل لا يمحوه التاريخ بل يحفظ مسيرته بكل تفاصيلها لأن كل خطواته كانت رسالة سطرها بوضوح في مجلة «البعثة» التي أصدرها في القاهرة.
ومن ثم القى مدير عام دار سعاد الصباح للنشر على المسعودي بالانابة عن الشاعرة الشيخة د. سعاد الصباح شهادتها بالراحل الكبير عبدالعزيز حسين من خلال رسالة كتبتها بعنوان «رجل من زمن الجبال» قالت فيها «حين أتحدث عن عبدالعزيز الحسين التركيت فأنا أتحدث عن نجم وهبته لنا الحياة لتمهيد طريق التنوير أمام الأجيال الكويتية، وهو ما أنجزه بكثير من التضحية والجد والعمل الدؤوب».