دشن الرئيس الأميركي جو بايدن جولة أوروبية لتعزيز وحدة الغرب وزيادة العقوبات على روسيا التي تحاول، عبر اجتياحها أوكرانيا، تغيير موازين القوى في حقبة ما بعد الحرب الباردة.
ومن أجل هذا الهدف سيشارك بايدن في بروكسل اليوم، في ثلاث قمم دولية، هي: حلف الأطلسي «الناتو»، ومجموعة السبع الكبار، والاتحاد الأوروبي، وقد أعرب الرئيس الأميركي قبيل مغادرته واشنطن عن «مخاوف حقيقية» من مخاطر حصول هجوم روسي بالأسلحة الكيميائية في أوكرانيا.
بالتوازي، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا «متعثر رغم كل الدمار الذي يتسبب به يوما بعد يوم»، داعيا موسكو إلى وقف القتال «حالا». وأضاف شولتس أمام مجلس النواب الألماني أمس أن «الحقيقة هي أن الحرب تدمر أوكرانيا لكن (فلاديمير) بوتين بشنه الحرب، يدمر مستقبل روسيا»، مؤكدا أن كييف يمكن أن «تعتمد على مساعدة» ألمانيا.
وحذر المستشار الألماني من أن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو فعالة وستسبب مزيدا من الأضرار لاقتصاد روسيا.
لكنه قال «إنها مجرد البداية... فستظهر عدة عواقب وخيمة في الأسابيع المقبلة... نحن نفرض عقوبات باستمرار».
وشدد على أن ألمانيا تدعم أوكرانيا، لكنه لفت أيضا إلى أنه لن يؤيد الدعوات الأوكرانية الموجهة إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» والتي تطلب فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا أو دعوات لإرسال «قوات لحفظ السلام». وقال «رغم صعوبة الأمر فلن نستسلم لذلك»، مضيفا أن ألمانيا لن تخاطر بوقوع صراع عسكري مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وفي سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن المزيد من صواريخ «ستريلا» في طريقها إلى أوكرانيا بعد تأخيرات في عمليات التسليم.
وكانت تلك الصواريخ في مخزونات جيش شرق ألمانيا الشيوعي السابق. ودفع الغزو الروسي لأوكرانيا ألمانيا إلى مخالفة غير مسبوقة لسياستها في عدم إرسال أسلحة إلى مناطق الصراع. لكن الحكومة الأوكرانية شعرت بالإحباط بسبب التأخير.
وقالت بيربوك «نحن من أكبر موردي الأسلحة في هذا الموقف، وهذا لا يجعلنا فخورين، ولكن هذا ما يتعين علينا فعله لمساعدة أوكرانيا»
في هذه الأثناء، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ أنه سيتم نشر أربع مجموعات قتالية جديدة في دول شرق أوروبا لتعزيز دفاعات الحلف ضد روسيا في خاصرته الشرقية.
وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي أمس «سيقرر قادة الناتو في قمتهم اليوم تعزيز الموقف الدفاعي بأربع مجموعات قتالية جديدة في بلغاريا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا، ليرتفع عدد مجموعات القتال المنتشرة إلى ثماني مجموعات من البلطيق إلى البحر الأسود»، لافتا إلى أن لدى الحلف «مخططات لحماية كل الحلفاء من هجوم باسلحة نووية».
وأوضح أن «روسيا يجب ان توقف هذا الخطاب الخطير وأن تفهم ان حربا نووية يجب ألا تحصل أبدا وانها لن تتمكن أبدا من الفوز في حرب نووية».
وقال الأمين العام للناتو إن «حلفاء الأطلسي عززوا دعمهم لأوكرانيا خصوصا عبر توفير أنظمة دفاع جوي متطورة وأنظمة مضادة للدبابات وأنواع مختلفة من الأسلحة والذخيرة، وأتوقع من الحلفاء التفكير في كيفية تكثيف جهودهم وتقديم المزيد من معدات الحماية والدفاع من الاسلحة الكيميائية».
في غضون ذلك، توقع المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش انتهاء «المرحلة النشطة» من الغزو الروسي بحلول أبريل المقبل، مشيرا إلى ان تقدم القوات الروسية توقف بالفعل في الكثير من المناطق، وأن موسكو فقدت 40% من قواتها المهاجمة.
في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو لن تقبل سوى مدفوعات بالروبل الروسي مقابل إيصال الغاز إلى «دول غير صديقة»، بما في ذلك جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، بعد فرض عقوبات مشددة عليها جراء غزوها لأوكرانيا.
وقال بوتين خلال اجتماع حكومي نقله التلفزيون الرسمي امس «قررت تنفيذ مجموعة من الإجراءات لجعل مدفوعات إمدادات الغاز إلى دول غير صديقة بالروبل الروسي». ووجه بتنفيذ التغييرات في غضون أسبوع.
وأوضح ان ذلك يأتي ردا على تجميد أصول روسيا في الغرب بسبب هجومها على أوكرانيا.
وطلب بوتين من البنك المركزي والحكومة أن يحددا «في مهلة أسبوع» النظام الجديد الذي يفترض أن يكون «واضحا وشفافا» ويتضمن «شراء الروبل من سوق الصرف» الروسية.
هل يتم استبعاد موسكو من «G20»؟
عواصم - وكالات: تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون مسألة استبعاد روسيا من عضوية مجموعة العشرين «G20» للاقتصادات الرئيسية.
وأكدت مصادر مشاركة في المناقشات لوكالة «رويترز» أن البحث جار بشأن تلك المسألة على الرغم من احتمال رفضها من قبل دول أخرى في المجموعة، ومنها الصين والهند وغيرهما.
وأوضح مسؤول كبير في المجموعة أنه جرى النقاش بشأن ما إذا كان من المناسب أن تبقى موسكو جزءا من مجموعة العشرين، مضيفا «إذا استبعدتموها، فستصبح المنظمة أقل فائدة».
في حين استبعد مسؤول آخر في المجموعة أن توافق إندونيسيا أو أعضاء مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والصين على استبعاد روسيا.
كذلك، رأى مسؤول ثالث من إحدى دول المجموعة في آسيا أنه «من المستحيل إخراج موسكو ما لم تتخذ بنفسها مثل هذا القرار».
وأضاف «ببساطة لا يوجد أي إجراء لحرمانها من عضويتها» وفي إطار متصل، أكد مصدر من الاتحاد الأوروبي أن وضع روسيا سيكون محل بحث في الاجتماعات المقبلة لمجموعة العشرين، التي تتولى إندونيسيا رئاستها حاليا.
وأضاف قائلا «لقد أوضحنا لإندونيسيا أن حضور روسيا في الاجتماعات الوزارية المقبلة سيكون مشكلة كبيرة للدول الأوروبية». لكنه لفت إلى أنه لا توجد عملية واضحة لاستبعاد دولة ما من المنظمة.
وتأتي تلك المعطيات بعد أن أكد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحافيين في البيت الأبيض أمس الأول «أن الأمور لا يمكن أن تسير كعادتها بالنسبة لموسكو في المؤسسات الدولية وفي المجتمع الدولي».
وأوضح أن واشنطن تخطط للتشاور مع حلفائها قبل إصدار أي تصريحات أخرى.
يذكر أن مجموعة العشرين إلى جانب مجموعة السبع الكبرى - التي تضم فقط الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان وبريطانيا، تشكل منتدى دولي رئيسي لتنسيق كل شيء من إجراءات تغير المناخ إلى الديون العابرة للحدود.
وكانت مجموعة السبع وسعت سابقا لتصبح مجموعة الثماني بعد ضم روسيا إليها خلال فترة من تحسن العلاقات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن عضويتها علقت لاحقا إلى أجل غير مسمى بعد ضمها شبه جزيرة القرم في 2014.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا بـ 24 فبراير الماضي، تواجه موسكو سيلا من العقوبات الدولية بقيادة الدول الغربية، بهدف عزلها عن الاقتصاد العالمي، بما يشمل على وجه الخصوص استبعادها من نظام (سويفت) المصرفي العالمي وتقييد تعاملات بنكها المركزي.، فضلا عن عزلها دوليا، وإبعادها عن المنظمات الدولية الفاعلة.
پولندا تطرد 45 ديبلوماسياً روسياً لضلوعهم بالتجسس
عواصم ـ وكالات: أعلن وزير الداخلية الپولندي ماريوش كامينسكي أن بلاده طردت «45 جاسوسا روسيا ينتحلون صفة ديبلوماسيين».
وقال كامينسكي امس «بطريقة متسقة وحازمة تماما، نفكك شبكة الاستخبارات الروسية في بلادنا».
وأكد السفير الروسي لدى پولندا سيرغي أندريف لصحافيين، عند خروجه من مقر وزارة الخارجية الپولندية، خبر الطرد، مشيرا إلى وجوب مغادرة الأشخاص المعنيين پولندا في غضون خمسة أيام كحد أقصى.
وأكد أيضا أن الاتهامات بالتجسس الموجهة إليهم والمطروحة باللغة الديبلوماسية على أنها «أنشطة لا تتماشى مع وضعهم الديبلوماسي»، «لا أساس لها»، معلنا أن روسيا سترد على قرار وارسو بطرد ديبلوماسيين پولنديين من أراضيها، وفقا لمبدأ «المعاملة بالمثل».
وشدد السفير الروسي على أن العلاقات الديبلوماسية بين وارسو وموسكو لم تنقطع قائلا ان «السفارات باقية والسفراء باقون».
ويضم طاقم السفارة الروسية في وارسو حاليا نحو 60 شخصا.
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، تعليقا على القرار الپولندي، إنه يعكس «استمرار السقوط الحر في كل اتجاهات العلاقات»، محذرا من أن مثل هذا الإجراء لن يبقى بدون رد من جانب موسكو.