قد يكون الخبر مفاجئا وهو قبول مجلس الوزراء الموقر التبرع المقدم لإقامة مركز لطب وأبحاث النوم، وهذا ما يدهشني وهو اهتمام حكومي على أعلى المستويات بطب وأبحاث النوم، ليس على طريقة عادل إمام في فيلمه المضحك عن النوم في العسل، ولكن إدراكا بأهمية النوم الصحي وجودة النوم على جودة الحياة والصحة بوجه عام وفي جميع الأعمار ومواكبة المستجدات العالمية في الطب ومن بينها بحوث النوم.
ويبقى بعد ذلك أن نهتم بالتوعية بجودة الحياة والصحة وأهمية النوم الصحي في الصحة النفسية والبدنية، وعلى الزملاء المتخصصين في بحوث النوم أن ينتهزوا هذه الفرصة بالاهتمام الحكومي ويضاعفوا البحوث والدراسات مع وجود العديد من التحديات التي قد تواجه النوم الصحي وقد تتطور إلى الأرق المرضي. وهناك الكثير من الأسئلة التي قد تكون لها إجابات علمية عن النوم، حيث إنه من الأمور الطريفة أن تجد مسؤولا كبيرا في اجتماع مهم وقد أغمض عينيه لاستسلامه للنوم والبعض قد يحتمون خلف النظارات السوداء استجابة لنداء النوم في الاجتماعات، فمن بين زعماء العالم من كانت له قصص مع النوم سواء كان عميقا أو خفيفا أو غفوة. لكن يبقى بعد ذلك أن المركز الذي تتبناه الحكومة ومجلس الوزراء لبحوث النوم يجب أن يعمل بمهنية عالية وبعيدا عن أي توجهات مهما كان لها مبررات سياسية أو اجتماعية أو أحلام مرتبطة بالنوم.
ويحتاج هذا المركز إلى اليقظة التامة في إدارته وتشغيله دون كوابيس أو أحلام مزعجة أوما قد يفسد أي مشروع طموح ولكن في النهاية فهو إضافة جديدة للصحة وللسعادة حتى لو كانت أحلاما وحكايات ما قبل النوم المسلية والمضحكة في نفس الوقت.
وأعتقد أن المركز الجديد ليس في حاجة إلى هيكل تنظيمي يجلس على قمة هرمه مسؤول بدرجة وكيل مساعد لشؤون النوم ليس من الصعب اختياره وتنصيبه للمركز من خلف النظارة السوداء وبعيدا عن الغفوات. وبالرغم من أن الإنسان يقضي حوالي ثلث حياته نائما، إلا أن الأكثرية لا يعرفون فوائد النوم فالبعض يعتقد أنه خمول في الوظائف الجسدية والعقلية ويحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه، ولكن أثناء النوم تحدث بعض الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم. وإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص لآخر وكذلك حسب العمر.
وفي الختام أهنئ الشعب الكويتي لقبول مجلس الوزراء التبرع المقدم لتمويل مشروع إنشاء مركز متخصص بطب واضطرابات النوم لتحسين النوم للجميع، والله يوفق الجميع.