بيروت ـ عمر حبنجر
استكمل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان جولته على المواقع الرسمية اللبنانية، وشرع بعقد لقاءات بعيدة عن الأضواء، إجمالا مع حلفاء إيران اللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم من الأطراف المتواجدة على أرض لبنان، حاشرا في تصريحاته وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بوحبيب، الذي كان يقف إلى جانبه، بتصريح بالإشادة بالمقاومة وإلى استحقاق الانتخابات النيابية.
وقال: نحن على ثقة تامة بأنه بقدر الحكمة والدراية التي تحلى بها رجالات الدولة في هذا البلد الشقيق، فإن لبنان سيتمكن من إنجاز الاستحقاق النيابي بكل توفيق ونجاح في رسم مستقبل أفضل لهذا البلد العزيز.
إذاعة «صوت لبنان» الكتائبية توقفت في تعليق للدكتور جورج يزبك أمام تأييد رئيس الجمهورية ميشال عون للمقاومة من روما، غداة التوجه الخليجي المستجد حيال لبنان، ثم أمام الزيارة «المحسوبة» لوزير خارجية إيران عشية زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى قطر، ملاحظا ان عبداللهيان تحدث كمرشد إيراني غير مقيم، فحيا حزب الله، ودخل على الانتخابات النيابية من باب تخوين كل مخل بثقافة المقاومة، ويكفي مشهد وزير خارجية لبنان صامتا أمام وزير خارجية إيران ناطرا، وعبداللهيان، ناظرا عبدالله بوحبيب جاحظا وعبداللهيان واعظا».
وربط الخبير الاقتصادي مروان إسكندر التطور الإيجابي في العلاقات اللبنانية ـ الخليجية بتعهد حزب الله عدم التدخل وإطلاق يد الحكومة بمعالجة الأزمات.
في غضون ذلك، تحتدم المواجهة بين «قضاء العهد» والقوات اللبنانية على خلفية ادعاء القضاء العسكري على رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع في قضية أحداث الطيونة، كما لملاحقة القضاء عينه لستة أكبر مصارف في لبنان ومنع سفر رؤساء إدارتها، والأخطر منعها من تحويل الأموال إلى الخارج، واستدعاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى مجلس الوزراء يوم الأربعاء، وإلى دائرة القاضية غادة عون الخميس، بعد توقيف شقيقه رجا على خلفيات سياسية ومالية، الأمر الذي أفلت الدولار من عقاله ليقرع مجددا باب الـ 25 ألف ليرة، ولتتجدد معه طوابير السيارات أمام محطات المحروقات والأفران.
القوات اللبنانية اعتبرت في ادعاء المحامي العام العسكري القاضي فادي عقيقي على جعجع بملف أحداث الطيونة تدميرا ممنهجا للقضاء والعدالة في لبنان، بقيام بعض القضاة، استجابة لأطراف سياسية كحزب الله والتيار الحر، وقالت: لن يضير «القوات» ادعاء آخر، لكن اللافت ان المطالبين بتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني لم يطلقوا بعد المواقف الرافضة لزيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان إلى بيروت، مجددا عرض العطاءات الكهربائية الإيرانية.
وفي موقف لافت، دانت هيئة الرئاسة في تيار المستقبل النهج التخريبي الذي يتخذ من القضاء أداة لتدمير ما تبقى من مقومات النظام العام وهوية لبنان الاقتصادية، متوقفة بشكل خاص أمام ادعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية على رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع في أحداث الطيونة، وترى فيها خطوة تسيء إلى القضاء اللبناني، كسلطة تعنى بمقتضيات السلم الأهلي، لا بإثارة النعرات الطائفية.
ورد تيار المستقبل موقفه هذا إلى الدفاع عن الحق والعدالة، بمعزل عن الخلافات المعلنة والمعروفة مع حزب القوات اللبنانية ورئيسه، مع استغراب التقاعس عن الجرائم المالية والسياسية والأمنية، فضلا عن عدم التحريك ساكنا تجاه أحكام مبرمة صدرت عن أعلى سلطة قضائية في العالم بحق مجرمين شاركوا بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقضايا مشابهة.
أما على صعيد المواجهة بين القاضية غادة عون والمصارف فقد احتدمت بعد قرار القاضية عون منع المصارف الستة الكبرى (عودة، بلوم، سوسيتيه جنرال، الاعتماد المصرفي، بيروت، والبحر المتوسط) من تحويل الأموال العائدة إلى المصارف، مع بعض الاستثناءات.
وناشدت جمعية المصارف النائب العام التمييزي غسان عويدات وقف تنفيذ القرار الذي اعتبرت ان فيه تجاوزا لحد السلطة ويمس بصميم العمل المصرفي، متهمة القاضية عون بتدمير مبدأ حرية تحويل الأموال وحرية التجارة الذي يعتمده لبنان منذ تأسيسه، مما سيساهم في رفع سعر الدولار ويعزل المصارف اللبنانية عن مراسليها، ويقضي على ما تبقى من ثقة في القطاع المصرفي.
ولاحقا، أوضحت القاضية عون ان قرارها لا يشمل شراء المواد الطبية أو الغذائية أو تحويل الأموال للطلاب.
وقالت وزير الداخلية السابقة ريا الحسن، رئيسة مجلس إدارة بنك البحر المتوسط حاليا، وهي من بين الممنوعين من السفر، في إطلالة تلفزيونية عبر برنامج «صار الوقت» من محطة الـ «إم تي ڤي» ان هوية لبنان الاقتصادية تتغير، مصرفيا، تعليميا، سياحيا، وأضافت بغصة: لبنان كما نعرفه لم يعد، هناك نية لتدمير القطاع المصرفي من قبل المسيطر على البلد.
المصادر المتابعة تحدثت لـ «الأنباء» عن مواقف صارمة بوجه الإجراءات الضاربة للقطاع المصرفي وللمودعين الكبار من لبنانيين وخليجيين ستتخذ الأسبوع المقبل وسيكون الاختبار في مدى تطبيق منع رؤساء المصارف من السفر!