- مرزوق الغانم يبذل جهداً كبيراً في سبيل تعزيز العمل البرلماني الثنائي بين المملكة والكويت
- الاتحاد البرلماني العربي سيواصل سعيه معبراً عن التطلعات المتنامية والثقل العربي عالمياً
القاهرة - هناء السيد
استطاعت رئيسة مجلس النواب في مملكة البحرين فوزية بنت عبدالله زينل أن تعطي بلدها السبق، باعتبارها أول امرأة بحرينية وخليجية وعربية تتبوأ رئاسة السلطة التشريعية عن طريق الانتخاب الحر والمباشر، فسجلت بذلك مرحلة استثنائية في مسيرة العمل الديموقراطي البحريني، وانعكاسا لما حققته مملكة البحرين من خطوات متقدمة في مجال تمكين المرأة، حيث شكلت تلك بذرة لبروز هذا الانفراد، ونيل المزيد من الخطوات، عبر ترؤس رئيسة مجلس النواب الاتحاد البرلماني العربي، من خلال مؤتمر الاتحاد الذي احتضنته «أرض الكنانة» جمهورية مصر العربية، وكانت فرصة للتوغل في ملامح تجربة الرئيسة زينل من خلال وقفة وحوار أتاحته لـ «جريدة الأنباء».
رئاسة مجلس النواب البحريني
«إن أي منجز تحقق من خلال ثمرة الديموقراطية البحرينية، وعلى إثر تبوؤ امرأة رئاسة مجلس النواب، فإنه ليس إنجازا شخصيا، بل هو إنجاز للبحرين، فنحن كلنا مذخورون من أجل الوفاء للعهد الذي قطعناه لجلالة الملك المفدى وللوطن بتحقيق ما يصب في صالح الوطن بإخلاص وأمانة»، بهذه الكلمة أوجزت فوزية بنت عبدالله زينل فكرة وصولها لقيادة زمام العمل البرلماني في مملكة البحرين، ووضعت في مدار كل المنجزات التي تحققت خلال السنوات السالفة من هذه الدورة التشريعية التي تقودها، ركيزة تقوم على أن كل عمل يتحقق إنما يستلهم من روح الفريق الواحد، حيث إن مخرجات العملية التشريعية تقوم على تكاتف النواب وتضافر جهودهم لتحقيق خير الوطن والمواطنين، والسير بخطى متسارعة اقتفاء لتوجيهات ورؤى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حفظه الله ورعاه، وبما تتسم به المملكة من روح التعاون والتوافق بين السلطة التشريعية - بغرفتيها النواب الشورى - والسلطة التنفيذية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله.
وعن الصعوبات في إدارة دفة السلطة التشريعية بالنسبة لامرأة، حظيت بمقعد برلماني ورئاسي لأول مرة في آن، تحدث زينل بلغة ملؤها الثقة، قائلة: «كل عمل منجز تكتنفه صعوبات ومعوقات، ولعل هذه سمة إيجابية لا سلبية، إذ من خلالها نندفع أكثر نحو آفاق أرحب، في البحث والتنقيب عن آليات جديدة، وسبل مبتكرة، وأساليب حضارية استثنائية، تعطينا فرصا للتقدم، وهو ما تحقق فعلا، وما لمسناه حقيقة، حين باغتتنا جائحة كورونا، واستطعنا أن نتعامل معها منذ اليوم الأول، إذ لم نحتج في البرلمان أن نوقف أيا من جلساتنا العامة، ولا اجتماعاتنا وبرامجنا، بل زادت بنحو لافت، وخرجنا بسجل غني من المنجزات التي تحققت لكل مؤسسات الدولة، وللشعب».
واقع المرأة البحرينية.. وسيدة البحرين الأولى
لم تجد فوزية بنت عبدالله زينل أن فكرة النهوض للمرأة البحرينية هو المعبر الحقيقي عن الواقع الذي تعيشه مملكة البحرين، مؤكدة أن المرأة البحرينية بلغت اليوم مرحلة التقدم، منفتحة على دلالات واسعة، كلها تصب في اتجاه ما قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة - أو كما وصفتها الرئيسة زينل بأنها «سيدة البحرين الأولى وقامة فكرية وحكيمة معطاءة على مستوى الداخل البحريني، وكذلك على مستوى العالم» - من مبادرات استثنائية، ووضع خطط وبرامج أسهمت في صقل قدرات وإمكانيات المرأة، حتى باتت عنصرا رئيسا في عملية التنمية في البحرين، وتمتد مساهماتها في جميع نواحي الحياة العامة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وذلك عبر تنمية قدراتها من خلال مبدأ «تكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين» لا عبر إعطاء المرأة امتيازات بعيدا عن التنافسية. واعتبرت زينل أن التنافسية العادلة أسهمت في بروز تميز المرأة البحرينية وإمكانياتها، مستدلة في ذلك بموقف لسيدة البحرين الأولى، حيث استبعدت سموها فكرة تطبيق «الكوتا» كنظام أساس يعتمد لدخول المرأة المعترك السياسي، حيث أكدت سمو الأميرة آنذاك أن المرأة يجب أن تعتمد على ثقافتها وفوزها في خدمة مجتمعها ووطنها، حيث اعتبرت الرئيسة زينل ذلك تهيئة عملية للمرأة البحرينية أن تحجز موقعها الرائد على المستوى المحلي والعالمي، بإمكانياتها وعطائها.
وفي خارطة المنجزات التي حققتها المرأة البحرينية، استحضرت زينل دور المجلس الأعلى للمرأة في تلبية احتياجات المرأة، بما مكنها من إبراز إمكانياتها والمساهمة بشكل واسع في خطى التنمية والبناء والتطوير المجتمعي، وساعد في ذلك وجود منظومة تشريعية متكاملة، تسند دور المرأة وتعزيز مكانتها الفاعلة على المستوى البحريني والدولي.
رئاسة الاتحاد البرلماني العربي
تسلمت رئيسة مجلس النواب البحريني رئاسة الاتحاد البرلماني العربي خلفا لصقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، ومع أول كلمة لها، لم توفر الوقت إلا لتضع على طاولة رؤساء البرلمانات والمجالس التشريعية رؤية لطموحات عمل عربي موحد، ذات مخرجات أوسع، وثقل على مستوى القرار الدولي، فجاءت كلماتها بمنزلة رؤية رئاسة الاتحاد في دورته الجديدة، والتي تقوم على تشارك البرلمانات العربية جميعها في إنجاح التجمع البرلماني العربي، في أن تكون له الكلمة النافذة، والصوت المؤثر في القرار، والسبق في الفعل من أجل مصلحة الدول والشعوب العربي، والتداعي من أجل إبراز المواقف على نسق من الوحدة والانسجام. ورأت الرئيسة زينل أن المبتغيات البرلمانية العربية، لا يتأتى لها أن تلامس أهدافها المرجوة، إلا إذا تجاوز عملها حدود الاجتماعات الدورية، والخطابات المرحلية، والتضافر لتسجيل المواقف في الظروف الطارئة والبيانات التضامنية، والذهاب لأفق أسمى، يتم من خلاله اتخاذ خطوات تسير بالاتحاد نحو التقدم، وتحقيق كيان يضاهي الاتحادات البرلمانية الجيوسياسية الأخرى في العالم. وفي حديثها مع «الأنباء»، أكدت أن الاتحاد البرلماني العربي، سيواصل سعيه بالبناء على ما تحقق، ومواصلة مسيرة العطاء بما تستدعيه المرحلة الراهنة وما تتطلبه من عمل موحد وشراكة فاعلة وتطلع مشترك، ليكون الاتحاد الذي يناهز عمره الـ 28 عاما على تأسيسه معبرا عن التطلعات المتنامية، والثقل البرلماني العربي على المستوى العالمي.
البحرين والكويت وطن واحد
امتلأ حديث رئيسة مجلس النواب البحريني بالشعور العميق، حيث انفتح الحوار عن الكويت، التي لم يرد اسمها إلا وقالت: «الشقيقة أو الحبيبة»، مستطردة في حديثها عما تمثله الكويت قيادة وشعبا بالنسبة للبحرين، مؤكدة أن الكويت تحتل مكانة رفيعة جدا في وجدان البحرينيين، وتشكل العلاقات بين البلدين نسقا استثنائيا لمستوى التقارب بين الدول على المستوى العربي والعالمي، خاصة مع ما تشهده من تنام متسارع في ظل قيادة البلدين الشقيقين، صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى - حفظه الله ورعاه، وأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد أمير الكويت الشقيقة - حفظه الله ورعاه.
وتطرقت لزيارتها الأخيرة للكويت، مستشهدة بما فاضت به لقاءاتها مع سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، من دلالات تكشف حجم الخصوصية التي تجمع البحرين والكويت من المحبة والمودة والاحترام المتبادل، حيث باحت بما وجدته في كلام سموهما من مكانة للبحرين لدى القيادة في الكويت، وما أبداه سموهما من تقدير رفيع، وحرص بالغ على مواصلة العمل على كل المستويات لتوطيد العرى الوثيقة، والتعاون المستمر، بناء على ما يجمع البلدين من مصالح واحدة ومصيرة مشترك. وتوقفت زينل على ما خلصت إليه المباحثات المشتركة مع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، مؤكدة أن المباحثات تشكل بوابة واسعة للعبور نحو مرحلة أكثر تقدما على مستوى التعاون البرلماني بين البلدين الشقيقين، وتأتي بمردودات إيجابية على مستوى توحيد الرؤى وتنسيق المواقف، وبما يسهم في تطوير الحياة الديموقراطية، ويلبي تطلعات الشعبين الشقيقين. ووصفت دور رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بـ «المثمر»، مؤكدة أنه يبذل جهدا كبيرا في سبيل تعزيز العمل البرلماني الثنائي بين مملكة البحرين والكويت، إلى جانب جهده المشهود في إطار تعزيز الشراكة البرلمانية العربية، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد العديد من المبادرات المشتركة، سواء بين المجلسين، أو على مستوى الاتحاد البرلماني العربي.