د.يوسف القرضاوي آخر المؤيدين لإقامة علاقة مع دولة إسرائيل، وهو أحد زعماء الإخوان المسلمين الذين يرفضون أي اتصال مع إسرائيل، لكنه أصدر بيانا يرحب بتطوير العلاقة التركية ـ الإسرائيلية، رغم أن الإخوان يعتبرون تركيا هي الدولة المعارضة لأي اتصال مع دولة إسرائيل.
واعتبر القرضاوي وفقا لما جاء في بيانه أن الزيارة التي قام به الرئيس الإسرائيلي نفتالي بينيت للجمهورية التركية مؤخرا والمبادرات التي قدمها لتطوير التعاون بين بلديهما تعزز الأمن الإقليمي والمالي في مثل هذه الأوقات العصيبة.. هذا ما جاء في البيان وليس هذا كلامي وبالنسبة للسلطة الفلسطينية فقد أعلن من قبل وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ عن عودة العلاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وأشار إلى عودة التنسيق الكامل بينهما بما في ذلك التنسيق الأمني والمدني الذي كان قد توقف منذ نحو ستة شهور، هذا تصريح لوزير فلسطيني.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين قد أقامتا علاقات مع إسرائيل، إلا أن هذا التحرك من قبل الدولتين الخليجيتين قد لاقى الغضب والرفض والاستنكار من قبل منظمة التحرير الفلسطينية وجماعة الإخوان المسلمين، كما نلاحظ أن الفلسطينيين يحللون لأنفسهم إقامة علاقات مع إسرائيل رغم أن إسرائيل مازالت تحتل الأراضي الفلسطينية وتسيطر على كافة المدن الفلسطينية التي تعتبر ضمن دولة فلسطين.
الإخوة في الإمارات والبحرين أعلنوا أنهم لن يتخلوا عن القضية الفلسطينية وطالبوا بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، ومع ذلك أصر الفلسطينيون والإخوان على إصدار بيانات تدين الإمارات والبحرين وتعتبر خطوتهما تضر بالقضية الفلسطينية.. وللتذكير فإن هناك علاقة بين عدة دول عربية مع إسرائيل وعلى رأسها مصر والأردن وعلاقات مع المغرب وتونس وقطر وعمان وموريتانيا.. إذا لما هذا الغضب على الإمارات والبحرين.
لم يبق من يساند فلسطين اليوم بعد الاعترافات المتبادلة بين الدول العربية وإسرائيل وإقامة علاقات معها إلا الكويت.. وإخوان الكويت يغضبون ويعترضون على أي محاولة اتصال أو علاقة مع إسرائيل وإن لم تكن مباشرة، فإن الكويت وبقيادة الإخوان المسلمين سيحملون السلاح لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
نحن لا ندفع لإقامة علاقة مع إسرائيل ولكن لا داعي لأن نغضب ونتشنج لقيام أي دولة عربية بإقامة علاقة مع إسرائيل، لأننا لسنا مسؤولين عن سياسات الدول الشقيقة كذلك لا يمكننا أن نواجه إسرائيل بمفردنا لذلك أرجو أن يتخلى هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم مدافعين عن فلسطين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.
وكذلك نريد أن نذكر هؤلاء المعترضين والغاضبين بأن منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات خلال محنة الغزو أيدت صدام حسين في احتلاله للكويت.. والسياسيون الكويتيون لهم ذكريات بمواقف ياسر عرفات الذي كان يدافع عن موقف صدام حسين، وكان يرفض مقابلة أي مسؤول كويتي أثناء الاحتلال وكذلك رفض أن يساند القرار الذي يطالب بانسحاب القوات العراقية المحتلة من الكويت، هذه هي مواقف ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية لقد تنكر وتناسى كل المواقف الكويتية المؤيدة والمدافعة عن القضية الفلسطينية. لقد رفض عرفات أن يحاور أي مسؤول كويتي أثناء المؤتمر العربي الذي عقد لبحث القضية الكويتية وكان أن قال لأحد المسؤولين، ما في شيء اسمه الكويت اليوم.
نحن لا نريد أن نتخلى عن الشعب الفلسطيني ولكن من حقنا أن نتخذ القرار السياسي الذي يناسبنا مثل بقية الدول العربية التي أقامت علاقات مع إسرائيل.
دعاء: «صونوا أمكم الكويت، فلن تجدوا لها مثيلا أو بدلا، وحافظوا عليها واحفظوا نعمها.. الله يحفظكم»..
والله الموفق.