أدار صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، عجلة مشروع الوقود البيئي بدعم من شركة البترول الوطنية التي ساهمت برفع إنتاجية النفط في البلاد منذ أن أدار سمو الأمير الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ أحمد الجابر، رحمه الله، عجلة أول تصدير إيذانا بالنهضة الكويتية في الجانب الاقتصادي والتنموي عند تصدير أول شحنة من النفط عام 1946.
ليست بالمبالغة فتاريخ عملي في المجال النفطي جعلني أعرف عن قرب الجهود التي تبذلها شركة البترول الوطنية والشركات النفطية الأخرى، فهذا المشروع تنفذه باستثمارات تقدر بنحو 4.680 مليارات دينار (15.5 مليار دولار).
ومازالت الشركة تعمل على المشاريع التي تزيد من إنتاجية النفط وتطوير مصفاتي الأحمدي وميناء عبدالله، ويعمل المشروع على إنشاء 39 وحدة جديدة، وتحديث 7 وحدات، وإغلاق 7 أخرى، مع التركيز على إنتاج منتجات عالية القيمة كالكيروسين والديزل بهدف التصدير.
وفي ظل ما يشهده العالم من صراعات على الصناعات النفطية العالمية وكون النفط هو المورد الرئيسي لاقتصاد البلاد، فإن القيادة السامية مستمرة في برنامجها الهادف لتطوير الصناعات النفطية والاستخراج والتصدير لطاقة نظيفة مخفضة الانبعاثات السامة للبيئة، لتواكب الكويت الثورة الجديدة ألا وهي الطاقة النظيفة والمتجددة.
وهذا مما لا يدع مجالا للشك بأن شركة البترول الوطنية الداعمة لهذا المشروع تتفق واستراتيجيات الشركات النفطية الكويتية، وتسير إلى جنبها وتدعمها بالتمويل، فالشركة مولت المشروع بما يقارب الـ30%من قيمته الفعلية، وذلك «من أجل تمكين المصفاتين من إنتاج مشتقات نفطية عالية الجودة تلبي المعايير والاشتراطات البيئية العالمية» كما أشاد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، بدور الشركة وجهودها المستمرة فيما يصب في مصلحة رؤية كويت (2035) بيئة اقتصادية جاذبة لتنفيذ المشاريع واستقطاب المستثمرين في مجال الصناعات النفطية وغيرها في هذا الحقل الاقتصادي الهام.
فقد أظهرت النتائج بالأرقام أن المشروع منذ بدايته وفر عددا من فرص العمل لكوادر نفطية وطنية مؤهلة للعمل في هذا المجال ومع التطوير الذي نراه بعد الإعلان الرسمي لتشغيل مشروع الوقود البيئي ستكون هناك فرص أكثر لكثير من الشباب الكويتي الذي لديه شهادات وخبرات في هذا المجال، والجدير بالذكر أن الطاقة الإنتاجية لمشروع الوقود البيئي تبلغ 800 ألف برميل نفط يوميا، موزعة بين مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي، ومن المنتظر أن يبلغ إنتاج مصفاة الزور أكثر من 600 ألف برميل يوميا.
وتأتي الأرقام حول المشروع الجديد مبشرة ولتبلغ كمية الإنتاج النفطي الخام المكررة إلى 1.4 مليون برميل يوميا مجموع ما تنتجه المصافي الثلاث، ولذلك علينا أن نحمد الله سبحانه وتعالى على ما منّ علينا من نعمه الوفيرة، وأن نحافظ على وطننا الكويت، «فنعم اليد التي أدارت عجلة مشروع الوقود البيئي» في البلاد.
[email protected]