- التحول الرقمي سيلعب دوراً رئيسياً في «الخدمات المالية».. ونطور إمكاناتنا لنتمكن من المنافسة
- إجراءات «المركزي» في ظل الجائحة ساهمت بالاستقرار ودعم «الخدمات المالية» لتجاوز التحديات
أقر مساهمو المركز المالي الكويتي «المركز»، توصية مجلس الإدارة بتوزيع 10% من القيمة الاسمية للسهم أرباحا نقدية بـ10 فلوس للسهم الواحد، و5% أسهم منحة من رأس المال المدفوع، بالإضافة إلى زيادة رأس المال المصرح به والمصدر. جاء ذلك خلال اجتماعي الجمعية العامة العادية وغير العادية، أمس، بنسبة حضور بلغت 75.9%، والتي أقرت خلالها العموميتان الموافقة على كافة البنود المدرجة في جدول الأعمال.
وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس إدارة «المركز» ضرار الغانم إن النتائج المالية لـ 2021 جيدة، وتدل على قدرات الإدارة الفنية في اصطياد الفرص الاستثمارية المحلية والدولية لتحقيق هذا الأداء، تنفيذا للسياسات التي وضعها مجلس الإدارة ولجانه، وتفاني الإدارة التنفيذية في ظل الأجواء التنافسية.
وزاد الغانم «يؤكد أداؤنا في 2021 قدراتنا على تقديم قيمة ملموسة لعملائنا وتطوير أعمالنا، حتى في ظروف التشغيل التي تكتنفها التحديات».
وأضاف أنه على الرغم من التحديات الناجمة عن الجائحة، إلا أن «المركز» واصل العمل بمرونة تامة، مع التركيز على تحقيق الأهداف طويلة الأجل للشركة، مدعوما بالتنوع في نموذج أعماله ونطاق استثماراته الواسع جغرافيا، وانضباطه المالي، وبنية رأس المال الحصيفة، في الحفاظ على مكانة جيدة تؤهله لمتابعة خطط النمو في السنوات المقبلة.
ديناميكيات السوق
وأشار الغانم إلى أن ديناميكيات السوق في تطور سريع ومستمر، وتظهر العديد من الاتجاهات الرئيسية التي تعيد تشكيل المشهد في الأسواق، ولا شك أن الشركات التي تتكيف مع المتطلبات المتغيرة وتعيد التفكير في استراتيجياتها ستتمكن من الاستفادة من الفرص الناشئة.
وذكـــر أن التخطيـــط الاستراتيجي فــي «المركز» يتبع نهجا منظما وديناميكيا لضمان المكانة المستدامة، إذ نؤمن بأن التحول الرقمي سيلعب دورا رئيسيا في تحول قطاع الخدمات المالية، ولذلك نعمل بنشاط على تطوير إمكاناتنا لنتمكن من المنافسة في هذا المجال، وتتمثل غايتنا القصوى في تعزيز سجلنا الحالي في خلق قيمة للمساهمين.
وتطـرق الغــانم إلى التغييرات التي طــرأت على الأسواق في الآونة الأخيرة نتيجـة الغزو الروسي على أوكرانيا، مبينا أن تأثيره سيكون متناميا على اقتصادات الدول الأوروبية مباشرة وتبعيا أسعار المواد الأولية والغذائية وبالأخص أسعار النفط والغاز، فمن المتوقع أن تستفيد اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي من هذه الفرص في 2022، إلى جانب المبادرات الإصلاحية لحكومات دول مجلس التعاون لتحفيز النمو الاقتصادي ومواجهة التضخم المتنامي، كما استفاد المستثمرون في عام 2021 من السياسات النقدية المتساهلة.
المركزي.. والاستقرار
وقال الغانم إن الدعم من الهيئات التنظيمية والرقابية كان عنصرا مهما ساهم في تمكين القطاع من التعافي والمضي قدما، حيث ساهمت الإجراءات التي فرضها بنك الكويت المركزي منذ ابريل 2020 في استقرار النظام المالي ودعم قطاع الخدمات المالية في تجاوز التحديات الناجمة عن الجائحة، وخلال العام، أطلق «المركزي» مجموعة من المبادرات سيكون لها أثر إيجابي في المستقبل.
كما لعبت جهود هيئة أسواق المال على مدى السنوات دورا محوريا في تطوير سوق المال بما يتوافق مع المعايير العالمية، وبالإضافة إلى ذلك، قامت بورصة الكويت بإطلاق دليل إعداد تقارير الاستدامة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لمساعدة المؤسسات على تحديد واعتماد أفضل الممارسات في مجال تنفيذ مبادرات الاستدامة وإعداد التقارير المتعلقة بالبيئة والمجتمع والحوكمة، وذلك في ظل تزايد الاهتمام بتبني وتطبيق ممارسات الاستدامة المؤسسية والاستثمار المستدام في الأعوام الأخيرة.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لـ«المركز»، علي حسن خليل أن 2021 كان عاما مثمرا لأسواق الأسهم العالمية، مدعومة بثقة المؤسسات ورؤيتها التي ساهمت في وصول عمليات الاندماج والاستحواذ والاكتتاب العام في العالم لأعلى مستوياتها على الإطلاق. وعلى خلفية ذلك، تمكن «المركز» من الاستمرار في النمو وتحسين الربحية، ولاشك أن هذه النتائج تعكس ثقافة الشركة القائمة على الأبحاث في عملية صنع القرار، وتوقع الاتجاهات الجديدة، وإطلاقه للمنتجات الاستثمارية الملائمة لمختلف توجهات العملاء.
تركيز على النمو
وقال خليل «على الرغم من حالة عدم اليقين التي استمرت في الأسواق على مدار العام بسبب الجائحة، إلا أن «المركز» استمر في التركيز على النمو ومراجعة وتطوير استراتيجيته باستمرار، كما استمرت فرق العمل في تطوير منتجات استثمارية ذات جودة عالية، وتقديم خدمات استشارية في قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية ودعمها برأس مال الشركة في بعض الصفقات، إلى جانب تعزيز قدراتنا في قطاع إدارة الثروات ورفع مستويات الكفاءة من خلال التحول الرقمي».
وكشف خليل عن أن الشركة تستهدف زيادة الإيرادات في السنوات المقبلة عبر تنمية الأصول تحت الإدارة، وذلك من خلال تقديم فرص استثمارية جاذبة، وصياغة هيكل مبتكر للعمليات، وإتاحة هذه الفرص للعملاء في الكويت والمنطقة، ولذلك، قام «المركز» ببناء علاقات وتحالفات وثيقة عبر تاريخه في الولايات المتحدة وأوروبا ومنطقة دول التعاون، وتطورت قاعدة عملائه، مما يتطلب ابتكارا وديناميكية في تلبية تطلعاتهم المتغيرة ومتطلباتهم نحو المخاطر. وقد تطورت عملياتنا وأنظمتنا لتتسم بالمرونة، الأمر الذي ساهم في تعزيز قدرة الشركة التنافسية على إدارة العديد من فئات الأصول بكفاءة عبر دول مختلفة، وعلى المستوى التشغيلي قدم العديد من الخدمات في مجالي إدارة الأصول والخدمات المصرفية الاستثمارية، وحرص على تطوير سبل التواصل مع كل الأطراف ذات الصلة عبر الحلول التفاعلية الرقمية.
وخلال 2021، نجح «المركز» في تنفيذ سياسته الاستثمارية لإدارة المخاطر ومواجهة الاتجاهات المتغيرة بالأسواق الإقليمية والعالمية، مستفيدا من تأثير مرحلة التعافي بعد الجائحة عبر استراتيجيات إدارة الأصول. وسجل كل من صندوق المركز للاستثمار والتطوير «ميداف» وصندوق فرصة المالي وصندوق المركز للعوائد الممتازة «ممتاز» عوائد بنسبة 28.3% و27.6% و26.2% على التوالي. وسجل صندوق المركز الإسلامي، وهو صندوق متوافق مع الشريعة الإسلامية، عوائد بنسبة 24.8%.
المحفظة العقارية
وقامت الشركة بتنفيذ العديد من العمليات التي ساهمت في نمو محفظتنا العقارية، وتركزت هذه الاستثمارات بشكل رئيسي في القطاع اللوجستي في الولايات المتحدة وأوروبا، إلى جانب القطاع السكني في الولايات المتحدة، وبالإضافة على ذلك، نجحت في انتقاء الوقت المناسب للتخارج، ما ساهم في تعزيز السجل الحافل في هذه الأسواق، ومن ضمن هذه التخارجات بيع محفظة لمشاريع مؤجرة لأمازون في ألمانيا.
2022.. متفائلون بحذر
وقال الغانم: بخلاف 2021، من المتوقع أن يكون الأداء في 2022 مستندا بشكل أساسي الى نمو الأرباح، وعلى الرغم من أن طفرات كورونا لا تزال تشكل خطرا، إلى جانب التوترات الجيوسياسية، إلا أننا في «المركز» نظل متفائلين بحذر، مستندين الى نموذج أعمالنا القوي والمستدام، وسنستمر في استكشاف فرص استثمارية ملائمة لعملائنا في الأسواق بهدف تعزيز القيمة المقدمة لهم.
«المركز» في أرقام
30.6 مليون دينار إجمالي الإيرادات
14.9 مليون دينار صافي ربح المساهمين
31 فلساً ربحية السهم
1.04 مليار دينار إجمالي الأصول المدارة
4 صفقات سندات واكتتاب
نجح «المركز» في استكمال 4 صفقات في مجال أسواق المال منها صفقتا إصدار سندات رأسمالية من الشريحة الثانية لبنكين، وصفقتا اكتتاب في أسهم زيادة رأس مال، وقام بتنفيذ مجموعة من الصفقات الاستشارية في قطاع الأغذية والمشروبات، والبناء، والتأمين، والتكنولوجيا.
تقلبات أداء الأسواق
وواصل «المركز» تنظيم أحد أبرز مبادراته المستمرة في تنمية الشباب الكويتي، وأطلق برنامج تطوير الخريجين للعام 2022، وتم قبول 10 من الخريجين الكويتيين للالتحاق ببرنامج التدريب العملي لصقل مهاراتهم وتنمية معرفتهم، ودعم مسيراتهم المهنية.
وبدأ 2022 بتقلبات في أداء الأسواق نتيجة لارتفاع مستويات التضخم وأسعار الفائدة، ما ساهم في إلقاء بعض الضغوط على النظرة المستقبلية للأسواق، إلا أن «المركز» في مكانة جيدة تؤهله من الاستفادة من الاتجاهات الناشئة، وخاصة مع ارتفاع مستويات السيولة ومرونة مركزه المالي.
وترتكز خطة عمل «المركز» حول ثلاث ركائز وهي النمو، والكفاءة، والتحول الرقمي، وسيستمر في الحفاظ على الضوابط الداخلية وتعزيزها كإحدى أولوياتنا، إلى جانب الانضباط المالي لتحقيق النمو المستدام وبناء الثروات لمساهمينا على المدى الطويل.
ومن المحتمل أيضا أن تستمر بعض الاتجاهات الرئيسية في قطاع الاستثمار.