تشهد سورية ارتفاعا كبيرا في أسعار الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان بشكل شبه يومي وغير مسبوق أدى إلى عجز كثير من العائلات عن توفير هذه المواد الأساسية. لكن يبدو أن هذا الجزء الظاهر من جبل الجليد، فالمشكلة خلف هذه الأزمة هي أكثر خطورة من مجرد ارتفاع الأسعار، حيث يتخوف متابعون من تهديد وجودي للثروة الحيوانية في سورية.
ونقلت صحيفة «الوطن» الموالية، عن مربين أن هذه الأسعار تعتبر البداية فقط، في ظل فقدان جميع مستلزمات الإنتاج وخاصة الأعلاف الضرورية لقطعانهم، مع جنون أسعار المتوافر منها لدى التجار.
وأشار المربون إلى أن قضية نقص الأعلاف وصم الأذان من قبل الجهات الحكومية عن ضرورة تأمين مستلزمات التربية تجاوز قضية ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته، وسط تحذيرات من نفوق في القطعان سواء من أمهات القطيع أو من الأغنام حديثة الولادة.
واعتبروا أن ذلك ينبئ «بكارثة حقيقية»، ستلحق بالثروة الحيوانية وسيكون لها منعكس سلبي على تأمين المواد الغذائية الرئيسية من حليب وألبان وأجبان وأسمان وغيرها.
يأتي ذلك فيما أكد رئيس دائرة الصحة الحيوانية بمديرية زراعة السويداء د.كميل مرشد، وجود حالات نفوق في عدد من قطعان الأغنام في السويداء، اختلفت من مرب لآخر.
وكان أكبر عدد نفوق لدى أحد المربين في بلدة سالة، وقد تبين بعد الكشف على الأغنام النافقة أن سبب النفوق ليس الصقيع فقط إلا أن سوء التغذية المترافق مع البرد الشديد، أدى إلى نفوق هذه الأعداد التي وصلت إلى 564 رأسا منها 204 من الأمهات و360 رأسا حديث الولادة.