اختتمت أعمال قمة النقب الوزارية التاريخية في إسرائيل امس، بمشاركة كل من وزراء خارجية الامارات سمو الشيخ عبدالله بن زايد والبحرين د.عبداللطيف الزياني ومصر سامح شكري والمغرب ناصر بوريطة، ووزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والاسرائيلي يائير لبيد، والتي عقدت في منتجع سديه بوكير في صحراء النقب، وطغت على الاجتماع التوترات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا والمفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، ومخاوف صحية بعد تأكد إصابة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بكوفيد-19 عقب اجتماعه مع بلينكن.
وأكد البيان الختامي للقمة على تشكيل لجان أمنية لمواجهة تهديدات إيران في المنطقة، وشبكة أمنية للإنذار المبكر، مشيرا إلى أن القمة ستعقد بشكل دوري، بحسب ما نقلت قناة «العربية».
واعتبر وزير خارجية الإمارات أن القمة كانت لحظة تاريخية للمشاركين، مشيرا إلى أنها فرصة للبناء في المستقبل. وأضاف «حان الوقت لبناء علاقات قوية في المنطقة»، مؤكدا أنه «بالتعاون يمكننا أن نهزم الإرهاب والعنف».
وتوجه عبدالله بن زايد بالشكر إلى وزير خارجية إسرائيل على هذه الدعوة، مؤكدا أن دولة الإمارات تدعم وتساند كافة الجهود العالمية المبذولة من أجل تحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم بأسره.
وشدد في مؤتمر صحافي مشترك على أن دولة الإمارات تؤمن بأن السلام يشكل جوهر التنمية الشاملة والمستدامة في المجتمعات. وأشار إلى أهمية العمل المشترك من أجل إرساء قيم السلام والتعايش والتسامح في العالم أجمع.
وقال: «إنها لحظة تاريخية لكل واحد على المنصة في هذه الغرفة وما وراءها..للأسف أننا خسرنا 43 سنة من السلام والتعرف على بعضنا بشكل أفضل».
من جانبه، قال وزير الخارجية البحريني: «أريد أن أدين بشدة هجوم «الخضيرة» اشارة الى مقتل جنديين اسرائيليين على يد فلسطينيين اثنين، وجدد موقف البحرين «الرافض للعنف والإرهاب».
وتابع الزياني: «هذا اجتماع مهم للبناء على اتفاقيات إبراهام من أجل مستقبل المنطقة وآمال سكانها»، معتبرا أن «التهديد المستمر من منظمات إرهابية مثل «حزب الله» اللبناني، يجب أن يكون الدافع لمزيد من التعاون ضمن هذا الاتفاق، وبناء شبكة من الثقة بالعمل معا وتجاوز التحديات الإقليمية». وأكمل: «جزء من الجهود المستمرة، هو إيجاد حل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وعودة الطرفين للتفاوض لإيجاد الحلول لإقامة دولة فلسطينية وحماية مصالح وأمن جميع الأطراف».
واستطرد: «هذه الدائرة من المفاوضات بيننا أضاءت على عملية السلام وعلى إبقاء حل الدولتين حيا مع حدود الدولة الفلسطينية على حدود عام 67 والقدس عاصمتها».
من جانبه، وصف وزير الخارجية المصري سامح شكري المحادثات بأنها «مهمة وبناءة»، وقال خلال المؤتمر الصحافي المشترك، إن «هذه المناقشات أعطت الفرصة من أجل تقوية وتعزيز العلاقات والترابط بين الدول لمواجهة كافة التحديات المتعددة في المنطقة».
ووصف الاجتماع بأنه «فريد من نوعه».
وقال: «إن هذه القمة تأتي بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى 43 لتوقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية التي انعكست بشكل إيجابي على العلاقات بين البلدين». وأشار إلى انه تم التطرق خلال هذه المحادثات إلى أهمية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال حل الدولتين على حدود 1967».
من جهته، قال الوزير بوريطة إن الولايات المتحدة شريك لتعزيز عملية السلام. وأضاف أن بلاده حققت الكثير من التقدم في العلاقة مع إسرائيل، لافتا إلى أنه سيتم قريبا زيادة التبادل الديبلوماسي مع إسرائيل.
أما لبيد فقد شدد على أن تعميق التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول عربية «يرهب ويردع» إيران. وقال: «نكتب التاريخ هنا ونؤسس لبنية جديدة قائمة على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والاستخبارات». واعتبر لبيد أن قمة النقب تبعث برسالة قوية إلى إيران «هذه التركيبة الجديدة- القدرات المشتركة التي نبنيها ـ ترهب وتردع أعداءنا المشتركين وفي مقدمتهم إيران ووكلاؤها».
وأعلن الوزير الاسرائيلي ان هذا الاجتماع النادر سيعقد بانتظام وحث الفلسطينيين على الانضمام إليه في المستقبل. وقال «قررنا تحويل اجتماع النقب إلى منتدى دائم». وأضاف «نحن اليوم نفتح الباب أمام كل شعوب المنطقة، ومن بينهم الفلسطينيون، ونعرض عليهم استبدال طريق الإرهاب والدمار بمستقبل مشترك من التقدم والنجاح».
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي تضامن بلاده مع إسرائيل والشركاء في المنطقة ضد الإرهاب والعنف. وقال إن «لقاء النقب لم يكن ممكنا في السابق وسيتم توسيعه في المستقبل»، مشددا على ضرورة مواجهة تهديدات إيران وأذرعها في المنطقة.
كذلك، أكد على العمل على تحسين الفرص للإسرائيليين والفلسطينيين للعيش معا. وقال ان اتفاقيات أبراهام «ليست بديلا» عن تحقيق تقدم فيما يتعلق بحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
ودان بلينكن، هجوم الخضيرة الذي تبناه «داعش». وقال «يجب أن نهيئ الظروف من أجل إعادة المفاوضات على أساس حل الدولتين».