يعتبر مفهوم الانتماء الوطني من المفاهيم المتوارثة التي تولد مع الإنسان، وذلك عن طريق الارتباط بوالديه وذويه والأرض التي ولد عليها، والوحدة الوطنية من المسلمات في كل الأوطان والتي من شأنها العمل على تقوية المجتمعات والمحافظة على أمنها، والهوية الوطنية لا تتجزأ أبدا ولا تتوزع أنصافا أو أثلاثا أو مناطق منفصلة كما قال الكاتب أمين معلوف.
عبر نقاش شائق ومثمر وبناء مع زملائنا بالسلاح قروب الدفعة 20 الذي نعتز بهم ونفخر، منبع المعرفة ومعدن الإفادة، في تجنيس الزوجة غير الكويتية وتم الخروج بفائدة وبفكر راق.
إن خلف كل قناع وجه كاذب، والذي يستبدل جنسيته بأخرى لن يحمل قيم الولاء والانتماء والاعتزاز، بل أداة سلبية على نسيجنا الاجتماعي ومؤثر على أمننا الوطني، والواجب علينا الحفاظ عليه.
وتجنيس الزوجة له آثار على أبعادنا الوطنية خاصة الاقتصادية تعمل براتب 500 دينار وبعد التجنيس يصل إلى 2000 وإذا كان العمل فنيا قد يصل إلى 3000 دينار، ويكونون منافسين لأبنائنا في العمل، لتمتعهم بحقوق وميزات الجنسية، فمن الأولى أن نهتم بأبنائنا كي نوفر لهم فرص العمل والعيش الكريم والمستقبل الزاهر الذي يليق بهم.
لقد تقدم النائب عبدالله الطريجي في يونيو 2021 باقتراح بقانون بتعديل المادة الثامنة من القانون رقم 15 لسنة 1959 في شأن الجنسية الكويتية.
وأكد الطريجي في المذكرة الإيضاحية للاقتراح «ظهور تجنيس عدد كبير من الأجنبيات المتزوجات من كويتيين في الآونة الأخيرة، وأصبحت ظاهرة لبعض ضعاف النفوس، حيث يتم الاتفاق على الزواج من الأجنبية لغايات الحصول على الجنسية». «الجريدة 2 يونيو 2021».
ومن الأحداث المنتشرة بعد التجنيس يتم الانفصال وتتزوج المرأة من أبناء جلدتها وتتمتع بكامل حقوقها وإن كان لديها أولاد من غير كويتي سيعاملون معاملة أبناء الكويتية، ولو سحبت منها الجنسية سوف ترجع إلى جنسيتها السابقة حتى لو تنازلت عنها أليست هي الازدواجية!! بل إنها الجنسية الرمادية التي يصعب معرفة ميزان الولاء لحاملها.
فنوصي للزوجة غير الكويتية المتزوجة من الكويتي بالإقامة الدائمة فقط إن كان لها أولاد، وعدم استحقاقها للجنسية أو الجواز لأنهما وثيقتان رسميتان وطنيتان، يتصف لحاملها الولاء والانتماء والاعتزاز وإنها لا تتجزأ.
ونوصي من بيده الأمر بسحب كل جنسية أخذت لغاية، ومحاسبة من سهل هذه الغاية وتم الطلاق بعدها، فمقدرات الوطن خط أحمر، والمثل يقول «حقيقة مرة ! خير من خداع ناعم».
ونختم زاويتنا بقول رئيس وزراء المملكة المتحدة وينستون تشرشل «نقوم بتشكيل مبانينا، وبعد ذلك يشكلوننا» ودمتم ودام الوطن.