تناولت وسائل الاعلام أخبار توقيع الاتفاقية المشتركة بين الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة لاستغلال حق الدرة البحري والذي يحتوي على مخزون ضخم من الغاز الغني الذي يعتبر بمنزلة أفضل مادة لقيم لصناعة البتروكيماويات بجميع أنواعها.
ولعله من باب الفضول الإشارة الى أن أفضل استغلال لهذا المصدر الهيدروكربوني الحيوي استغلاله في مشروع مشترك بين البلدين الشقيقين لصناعة البتروكيماويات.
ولعل المبررات والأسباب المهيئة لذلك متعددة ومحفزة في الوقت نفسه لما يمتلك الطرفان من خبرة فنية عريقة في هذه الصناعة الحيوية، ناهيك عن الموقع الاستراتيجي بالقرب من مرافئ التصدير سواء في الزور او الخفجي بالإضافة الى كون الطرفين مجتمعين منذ القدم في العمليات المشتركة لإنتاج النفط والغاز في الحقول الجنوبية للكويت، ومن الجدير بالذكر ان الكويت والسعودية لديهما مشاركة ناجحة في مملكة البحرين منذ اكثر من 30 عاما ممثلة في شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات، وبالتالي من الممكن أن يكون هذا المجمع المقترح تتويجا لمثل هذه العلاقة والتعاون الحيوي بين البلدين منذ القدم.
ولعله من نافلة القول، أن يكون المشروع على نمطين صناعيين كل منهما ناجح:
الأول: إنشاء مفاعلين كبيرين في الحجم لإنتاج 2 مليون طن من الاثيلين لتكون مادة أساسية لإنتاج منتجات بتروكيماوية متعددة يختار كل طرف منهما ما يناسبه منها، ويتم شحن هذه الكميات مناصفة عبر أنابيب إلى المرافق الصناعية الخاصة في كل بلد؛ وهذا يتيح مرونة أكبر لكل من البلدين في اختيار الاستثمار الانسب له.
الثاني: إنشاء مجمع للبتروكيماويات يشمل مادة الاثيلين وملحقا بها الوحدات الإنتاجية التي يتم الاتفاق عليها حسب الدراسات الاقتصادية للمشروع.
ويقوم كل طرف بتسويق الحصة المخصصة له من تلك المنتجات البتروكيماوية.
إن القيمة المضافة الناتجة عن هذا المشروع ستكون حتما أفضل بكثير من إنتاج الغاز واستهلاكه، ناهيك عن فرص تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين وكذلك فرص للتعاون في التسويق والإنتاج وتبادل الخبرات الفنية وفتح فرص توظيف للطاقات الشبابية المتاحة في البلدين.
* المقترح مبادرة شخصية لا تمثل وجهة نظر رسمية.
Hamad_Alterkait@