من منا لم يتعامل ويتفاعل مع هذه البرامج التي تصرفون فيها مبلغا معينا، دراهم معدودة وفي مقابله تأخذون حفنة من الأميال أو النقاط، برامج لها معادلتها الخاصة، «اصرف كذا تحصد كذا»، واضحة جدا وسهلة، لن تخطئ أبدا في حسابك لأميالك التي حققتها.
انتشرت في الكثير من المحال والأسواق، وجعلتها سياسة لكسب ولاء المتعاملين، أعلم بأن العائد يكون في بعض الأوقات شيئا لا يذكر، لكنها في نهاية الأمر، سياسة وفكرة من بين هذه الأفكار التي تشعرك ببعض الانتماء لهذه العلامة التجارية، أو الاسم التجاري، اتبع هذا النظام الكثير ولم يقتصر على نوع أو فئة معينة، بدأت من الملابس حتى الفنادق وشركات الطيران.
لكن أتعلمون،
رغم هذا العائد الصغير إلا أنه عائد مضمون، ستجده دون أدنى شك، ستجده في حسابك الذي يحمل اسمك، ومعلوماتك، وبياناتك التي دونتها، حتى وإن كانت خاطئة، فنحن غالبا من نسجل بعض المعلومات لنتخطى سلسلة الأسئلة الطويلة التي تنتظرنا لتعبئتها حين اشتراكنا في ذلك البرنامج.
اجتهد البشر ونجحوا في خلق هذه النوعية من الأفكار في تجارة البضائع والسلع، وفي نفس الوقت فشل غيرهم والكثير منهم في رد الجميل «النقاط».
أناس لا يعترفون «بنقاط» رد الجميل والمعروف، هل السبب هو جهلنا بنظامهم وسياستهم المتبعة «الجناة»، هل أنا ونحن لم نصل للحد أو المبلغ الذي دفعناه من وقتنا وعمرنا ومالنا الذي يسمح لنا باسترداد بعض النقاط أو الأميال من طرفهم.
ولو افترضت ذلك جزافا، فهو لم يعطني شيئا من قبل أذكره، وإن أعطاني فلن يصل لمقدار ذرة فيما أعطيت وبذلت، أنا أساسا لم أكن أجمع وأطرح، أعطي دون حساب.
أتعلمون،
لو حولت كل شيء بذله لي، أو استخدمه ضدي في نفس الكفة، وحولته إلى نقاط أو أميال، فلن توصله تلك الأميال إلى أي مكان سوى باب الخروج من حياتي.