نرفع بداية أسمى آيات التهاني والتبريكات لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح وعموم الشعب الكويتي بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات.
ومنذ فترة طويلة لم يتم دوام الطلبة في شهر رمضان المبارك وبالأخص في السنوات الماضية نتيجة التعليم عن بُعد والاكتفاء بالتعليم أون لاين، إلا أن الأزمة الحقيقية التي يواجهها المجتمع هو في نظام المجموعتين الذي أثر كثيرا على المستوى العلمي للطلبة، هذا فضلا عن المشكلات الأسرية الكثيرة التي تواجهها الأمهات نتيجة نظام المجموعتين.
فأولاً نظام المجموعتين لا يحقق الغاية التعليمية المرجوة، وعليه فإن الحضور اليومي الكامل للطلبة أمره في غاية الأهمية ليتمكن المعلمون من معالجة سلبيات جائحة كورونا، ففي الماضي وقبل كورونا كنا نواجه أزمة تعليمية، واليوم ومع نظام المجموعتين فالأزمة كبيرة جدا ولو قمنا بعمل استفتاء للمعلمين لأخذ رأيهم بمستوى الطلبة وقدرتهم على الكتابة والقراءة فسنصدم من النتيجة حتى إن الأمهات انفسهن يعرفن تماما الأزمة الحقيقية التي يواجهها أبناؤهن في نظام المجموعتين والتي لم تعالج الأزمة التعليمية التي أحدثتها كورونا.
فنجد ان العودة الشاملة للمدارس أصبحت حاجة ملحة وبالأخص بعد أن أثبتت الإصابات بكورونا ونسبة التعافي منها أنها لا تشكل خطرا يؤدي للوفاة فهي كما يعرف الجميع أعراضها هي ذاتها أعراض الإنفلونزا، هذا فضلا عن أنها أحيانا بلا أعراض وعليه بات من الضروري أن تقف وزارة التربية وقفة جادة وتعيد التعليم إلى سابق عهده وبالأخص أننا لن نستمر نصغي إلى توصيات منظمة الصحة العالمية لأنها مبالغة.
فاليوم حين نتحدث عن بناء الأوطان يأتي بالدرجة الأولى التعليم، وهو أمر ضروري أن نخلق جيلا متعلما وليس جاهلا، فلا يصح المجتمع ولا يستقيم دون أن يكون أبناؤه متعلمين في شتى المجالات ليتمكنوا من إعمار الدولة.
الأمر الآخر وفي ظل أزمة العمالة المنزلية فقد احدث نظام المجموعتين أزمة للأمهات فجميعهن عاملات وعليه فإن هناك شريحة كبيرة لا تملك عمالة منزلية وبالأخص في ظل شح العمالة المنزلية وغلاء أسعار استقدامهن، وعليه ما لا تعرفه وزارة التربية أن الأبناء اليوم مشردون في بيوت الأقارب في الأيام التي لا توجد بها مدرسة لأنه من غير الممكن ان تترك الأم أبناءها وحيدين في المنزل وكلا الأبوين في عملهما.
فهذه حقيقة، فالأسر اليوم تعاني كثيرا بسبب نظام المجموعتين معاناة تربوية وعلمية ومعاناة اجتماعية، فالتعليم لم يحقق جدواه لأن في الماضي كان الحضور اليومي لا يكفي بعض الطلبة ويضطر الأبوان لإحضار المدرسين الخصوصيين، هذا فضلا عن دروس التقوية فليس الكل لديه قدرة سريعة على الاستيعاب.
من جانب آخر، الأزمة الأسرية التي أحدثتها ومعاناة الأمهات في ظل تشتت أبنائهن في بيوت الأقارب لمن لا تملك عاملة منزلية، وكل هذه الفوضى التي تعم المجتمع نقف أمام تكهنات منظمة الصحة العالمية وتوصياتها وسياستها غير المنطقية في معالجة جائحة كورونا، فوزارة التربية لابد أن تدرس الموضوع من جميع الجوانب وتقيس سلبياته على المجتمع بأكمله وعلى الفرد.
هذا فضلا عن أن الاستمرار في الإغلاق والانفتاح وتعطيل التعليم لا جدوى منه، فإلى متى سيستمر الوضع فاللقاح وأخذنا، والوباء برمته قريب من الإنفلونزا، لذا أجد أن المسؤولية اليوم تقع على كاهل المسؤولين في وزارة التربية في ضرورة العودة الشاملة للمدارس.