بيروت - عامر زين الدين
وجه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ د.سامي ابي المنى رسالة حلول شهر رمضان المبارك.
وقال أبي المنى: «يهل علينا شهر رمضان المبارك فنستشعر معه المعاني السامية التي تختزنها الآيات المباركة في الكتاب الكريم، مدركين أن تقلبات الدنيا وعواصف الأيام وصعوبات الزمان، مهما اشتدت، فإنها لن تكون إلا حوافز للمؤمنين لاستكناه معاني الصبر والرضى والقبول، بل ومعاني الإيثار والمبادرة لأفعال الخير والعطاء.
رمضان شهر الرحمة، وأي رحمة أجل من نعمة يقظة النفس من غفلتها وسجون أوهامها ومطامعها؟ وأي نعمة أشرف من أن يتحرر الفرد من طوق الخضوع لأهواء نفسه الأمارة بالسوء؟ وأي فضل أعظم مما أنزل من رب العباد في هذا الشهر المبارك نورا مبينا للعالمين ﴿وأنزلنا إليكم نورا مبينا﴾.
رمضان شهر الصوم، والصوم نعمة بمقاصده الموصولة بحرمة هذا الشهر الذي يوجب علينا احترامه والاستفادة من أيامه ولياليه، التزاما بالفريضة، وامتناعا عن المحرمات، وإقبالا على الطاعات، ووقوفا أمام المنعم والنعمة حمدا وشكرا، بالصلاة وبالتسبيح، بالتقوى وبالاستشعار، بالذكر وبالرضى، وبالنية الطيبة والعمل الصالح، وتجاه الجماعة الإنسانية بالمشاركة والألفة، وبالمبادرة الخيرة حيث حقل الثمرات زاخر بالجنى على دروب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لقد نبهنا الدين إلى ثوابت القيم والمثل الإنسانية، وإلى بركة الصلاة والزكاة والصوم التي تتهذب بها النفوس فترقى، بينما نرى اليوم بأم العين والضمير كيف يتنكر الناس لتلك القيم، وكيف ينخر الفساد أجساد الأمم، وكيف يعكر التنافر والتنازع أجواء السلام، وكيف تمزق الخصومات والأنانيات والنزوع نحو المصالح الضيقة الكيانات الوطنية والإنسانية، فنشعر كم نحن بحاجة في مواجهة الاستحقاقات والتحديات إلى مزيد من الإيمان والارتقاء وإرادة العودة إلى المنابع الروحية الأصيلة وإلى القيم الأخلاقية والاجتماعية والوطنية السامية».