بيروت - خلدون قواص
أكد مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان أن زمن التسليم وزمان الخوف انتهى، وانطلق وعد الثورة على الظالمين والمستبدين والفاسدين.
وأضاف: نذهب للانتخابات معا، ونبادر لإنتاج البدائل معا.
هم سلاحهم الفتنة والتخويف، ونحن سلاحنا الاجتماع والثقة بقدرة اللبنانيين على الإصلاح والإبداع فيه، كما كان شأنهم دائما.
وقال في رسالة شهر رمضان المبارك: هناك فرق كبير بين الجوع والتجويع.
يكون الجوع في شهر رمضان بقرار ذاتي تعففي، محبة لله وتقربا إليه، واستجابة لأمره. ويكون لمدة محددة.
أما التجويع، فإنه يكون نتيجة سياسات فاشلة، وحكم فاسد، ونتيجة استهتار بحقوق الإنسان والمواطن.
إن حقوق الناس هي ودائع مقدسة في ذمة السلطة.
وفي مقدمة هذه الحقوق، حق الحياة، وحق الكرامة.
فمن أنتم حتى تنتهكوا هذا الحق الإلهي؟ ومن أنتم حتى تعيثوا في الأرض فسادا واستغلالا للحقوق الشخصية، وللحقوق العامة للمواطنين؟.
وخاطب المسؤولين قائلا: لقد حولتم لبنان بفسادكم من دولة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، إلى دولة تعاني الجوع والخوف والحرمان.
لقد هبط لبنان نتيجة فسادهم إلى الدرك الأسفل من الانهيار، حبذا لو يصومون يوما واحدا عن الفساد وقول الزور، ليمنحوا لبنان فرصة لتنشق الهواء الأخوي النظيف والمفعم بالأخوة الصادقة.
فلبنان يكون مع إخوانه العرب أو لا يكون.
هكذا نصت وثيقة الوفاق الوطني، وهكذا نص الدستور.
وتابع: لقد حرمت هذه الزمرة لبنان من دفء أخوته العربية، بما ارتكبت بحق هذه الأخوة من انتهاكات سياسية، ومن تجاوزات لا أخلاقية، يندى لها الجبين خجلا.
ذلك أن أقل ما تفرضه وشائج الأخوة هو الوفاء لهذه الأخوة، وعدم الإساءة إليها، وعدم توجيه الطعنات إليها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ولكن من المؤلم جدا أن المسيئين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، مستخفين بعقول الناس، وهم في طغيانهم يعمهون.
وأضاف: الحاكمون المتحكمون بمصائرنا، ما تركوا لنا سبيلا للسكوت أو غض الطرف.
إننا نشهد على تهدم أو تهديم معظم ما بناه اللبنانيون خلال مائة عام أو أكثر.
وهم إذ يقومون بذلك بحماس تدميري، يقفون في وجه كل محاولة للإصلاح والتغيير.
وقال: هناك الهدم المشهود لقطاع المصارف، وثروات اللبنانيين فيها، وللعملة الوطنية.
وللجهاز القضائي، وتحويله إلى سيف للاستنساب والتزوير بأيد معروفة.
ولعلاقات لبنان العربية والدولية، وقبل ذلك وبعده، محاولات بائسة للتعرض لهوية لبنان وانتمائه، وهناك العدوان المستمر على الدستور، وعلى شرعيات لبنان الوطنية والعربية والدولية، وهدم مبدأ الفصل بين السلطات، بحيث ضاعت المعالم بين الرئاسة والسلطة التنفيذية، والسلطة القضائية، ولمصالح سياسية بائسة.
وهناك الإسقاط الفظيع لحرمات المؤسسة العسكرية وصلاحياتها، والأجهزة المسلحة، لصالح ميليشيا، بل ميليشيات خاصة، تأتمر بأوامر الخارج.
وتابع: هناك سبيل سلمي باق أو مرجو، وعلى اللبنانيين سلوكه بدون تردد وهو الانتخابات النيابية.
كل اللبنانيين ينبغي أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع.
يقول لنا كثيرون: وماذا يفيد ذلك، والانتخابات قد لا تغير، وأي بديل مهما كان يحصل نتيجة الانتخابات، أفضل من السلطة القاهرة والفاسدة.
الانتخابات أولا تضاهي في أهميتها شعار: لبنان أولا، الذي نادينا به جميعا يوما ما.
وما تزال له الأولوية.
والأولى القول الآن: إننا محتاجون إلى وطننا في هذه الظروف، أكبر من حاجة الوطن إلينا، وعلى أي حال، لا وطن بدون مواطنين.
لكننا نتصور بلدنا وطنا عزيزا بدون متسلطين أو متسلقين، أو دعاة ميليشيات مسلحة.
وختم: الانتخابات التغييرية، هي شعبة المبادرات الوطنية التي لا ينبغي أن تتوقف لجمع كلمة المصابين بهذه السلطة من اللبنانيين، فالتفكير الوطني يجلب التدبير الوطني.
هم يريدوننا أن نسكت ونقعد في بيوتنا أو نهاجر، ونحن لا نريد أن نقوم بهذا أو ذاك.