يقول الله تبارك وتعالى: (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أُخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) «سورة البقرة: 185».
هلّ علينا شهر رمضان المبارك بعد أن اشتقنا لحضوره وغابت روحانية لياليه المميزة عنا، الروحانية التي كنا نعيشها في ليالينا الرمضانية قبل أن تجتاحنا جائحة (كوفيد-19) كورونا التي أودت بحياة الكثير ممن يعيش على هذه الأرض الطيبة، وما حصدته هذه الجائحة في العالم أجمع.. والحمد لله على نعمة رفع البلاء عنا، وتسديد خطانا بالجهود التي قامت بها الدولة منذ بدايات الجائحة وإلى الآن ما زالت الجهود مستمرة، وبهذه المناسبة أتقدم بالتهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والى الشعب الكويتي العزيز.
إن ليالي شهر رمضان لها شوق في القلب والعقل يسري مسرى الدم في العروق، أشعر بهذا حالي كحال الكويتيين الذين يستعدون لإحياء الشعائر الدينية لهذا الشهر الفضيل، فبعد أن كنا نقف عدة أفراد في المساجد لأداء الفريضة، وبعد أن غابت عنا ليالي الإحياء لصلاة التراويح والعشر الأواخر، ها نحن ولله الحمد نستعد بحول الله وقوته لإحياء الفرائض والسنن، ونحن نعود إلى حياتنا الطبيعية ولله الحمد.
ولابد أن نشير إلى عظم ليالي الشهر الفضيل من إحياء الليالي بقراءة القرآن الكريم، وإقامة الدروس والمحاضرات التي تفسر آيات الكتاب الحكيم قبل الإفطار وقبل السحر، وأحث الجميع على تعليم الأبناء والبنات الصغار تعاليم ديننا في شهر الصيام والقيام، الحافل ببهجة ملائكة السماوات وبتقوى عباد الله الصالحين من خلال أداء ما أمرنا الله به، إنه شهر كريم له حرمته وعظمة ثوابه تجلت بسور القرآن وآياته.
فطوبى للصائمين القائمين المعتكفين، في شهر التوبة والغفران.. الذي أمرنا المولى عز وجل فيه بصوم اللسان عن السيئة وليس الطعام والشراب فقط، وإنه شهر الفطرة والزكاة والصدقات والهبات.
هذا ما حثنا عليه ديننا وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ومنها مد موائد الرحمن فلا يبقى فقير بلا طعام في هذا الشهر الفضيل، ونريد أن تعود مبادراتنا الرمضانية التطوعية التي كانت تزين شوارعنا قبل الإفطار بسواعد أبنائنا وبناتنا.. فالله الله بالعبادة ومعرفة مكانة وعظم هذا الشهر «شهر رمضان المبارك».. صوما مقبولا وإفطارا شهيا وذنبا مغفورا.
[email protected]