- رائد الحزيمي: في شهر الصيام فرِّغ قلبك من الملهيات وإن كانت مباحات
- يوسف السويلم: الإنسان الموفق يحفظ أوقاته في ليله ونهاره بالعبادة
شهر رمضان شهر عبارة واستغفار، جعل الله ثواب الأعمال فيه مضاعفا، فما أهم الاعمال وافضلها لنفوز في رمضان برضا الله؟ وكيف نستقبله؟ وما أحب الاعمال فيه؟
في البداية، يبين لنا الشيخ رائد الحزيمي كيف نستغل رمضان، فيقول: اذا علم ابن آدم فضل رمضان وليالي رمضان ومكانة العبادة في هذا الشهر، علت همته واستشرفت نفسه لاستغلال ايام وليالي هذا الشهر المبارك، وكي يتمكن من استثمار واستغلال هذا الشهر فعليه اولا التخلص من كل ما يشغل القلب من حظ الدنيا ويفرغ قلبه من التعلق بالملهيات وان كانت مباحات، فإن الاستغراق في المباحات له مفسدتان: ضياع الأوقات وتعلق القلب بالتفاهات، لذلك من اراد ان يستغل اوقات رمضان بالطاعة فليعزم الانصراف عن الملهيات وكل طريق يؤدي اليها كمشاهدة الاعلانات عبر القنوات او مجالسة من يشاهدها، فيستمع اليه وهو ينقل ما رآه وسمعه، فيهفو قلبه وتطمع نفسه لمشاهدة ما يقولون الناس، او التردد على أماكن اللهو المباح وتمضية الاوقات في المشي في الاسواق وارتياد المقاهي والمطاعم والمتنزهات بشكل يومي ولساعات طويلة، فتفتر الهمة وتضعف النفوس ويفقد القلب حماسة استغلال الشهر بالالتفات الى ما يغري النفوس من مطاعم ومشارب وجلسات والنظر في الاسواق والبضائع، فإذا استطاع المرء الابتعاد عن تلك الملهيات والمشتتات للهمة المضيعات للأوقات فيكون بذلك قد هيأ نفسه لكسب رمضان واستغلال ايامه ولياليه.
وعن كيفية استغلال شهر رمضان في العبادة، قال الشيخ الحزيمي: العبادة نوعان: فعل الطاعات وترك المحرمات، ومن باب التخلية ثم التحلية، فليجتهد المسلم باجتناب ما حرم الله عليه، وهذا هو التخلية، فالابتعاد عن المحرمات من اعظم العبادة واظهار العبودية لله بمخالفة هواه ومعصية الشيطان والنفس الامارة بالسوء، لأن المعاصي تضعف النفوس عن القيام بالطاعات، وليلزم الاستغفار والتوبة والانابة لله، ومن باب اولى عدم تتبع كل ما فيه معصية لله فينظف قلبه من ادران حب المعصية وتتبعها، فإذا فعل ذلك مكنه الله من الاقتراب منه بأن يسهل عليه فعل الطاعات من قراءة وتلاوة القرآن ومن الصلاة والتهجد وصلة الارحام واعمال البر، واول ما يحافظ عليه ويجبر نفسه عليها هو المحافظة على الصلوات الخمس في المساجد، وإن كانت امرأة، فلتحافظ على أداء الصلاة في وقتها وبخشوع ثم ليجعل له وردا لقراءة القرآن لا يحيد عنه ويلزمه مهما كانت الظروف، ثم يحرص على اداء سنن الرواتب والمكوث بعد الصلاة في مكانه للتسبيح والتهليل، كما انه لا يفوت ليلة بأداء التراويح والتهجد، وان استطاع ان يجعل كل يومه صدقة سواء بالمال او اطعام الطعام او افطار الصائم وغير ذلك.
ودعا كل ولي امر في بيته ترك المجال للنساء من زوجة وبنت وخادمة بأن يتعبدن الله وذلك بالتقليل من طلبات صنع الطعام واعداده لأنه سيأخذ من المرأة الاوقات ويتعبها فلا تتمكن من عبادة ربها بالصورة المطلوبة خلال هذا الشهر الكريم.
أعمال الخير
من جانبه، يقول الشيخ يوسف السويلم: من فضل الله عز وجل ان جعل لعباده مراسم تعظم فيها تلك المضاعفة ويزيد فيها الثواب، ومن اعظم تلك المواسم واجلها شهر رمضان، قال تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)، لذا كان للمسلم ان يحسن استقبال هذا الشهر بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه ايمانا واحتسابا لا تقليدا وتبعية للآخرين، وان تصوم جوارحنا عن الآثام لنفوز بالمغفرة والعتق من النار، وينبغي ان نحافظ على آداب الصيام من تأخير السحور الى آخر جزء من الليل وتعجيل الفطر اذا تحققنا غروب الشمس، والزيادة في اعمال الخير، ويجب علينا الاخلاص لله عز وجل في صلاتنا وصيامنا، وفي جميع اعمالنا، ولقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر من رمضان احيا ليله وشد مئزره وأيقظ أهله.
ونبه السويلم إلى أن شهر رمضان لابد من استثماره في كل العبادات من صيام وقيام وتلاوة قرآن وصدقة واحسان وذكر ودعاء واستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار، فالإنسان الموفق في حفظ اوقاته في ليله ونهاره وشغلها فيما يسعده ويقربه الى ربه على الوجه المشروع بلا زيادة ولا نقصان، لذا يتعين على المسلم ان يعرف احكام صيامه اي على من يجب وشروط وجوبه وشروط صحته، ومن يباح له الفطر في رمضان ومن لا يباح له، وما آداب الصائم وما الذي يستحب له، وما مفسدات صيامه، فيجب معرفة كل هذا، فكثير من الناس من يستقبل هذا الشهر باللهو والانشغال بالفضائيات بدلا من ذكر الله وشكره ان بلغه هذا الشهر العظيم وبدلا من ان يستقبله بالتوبة والانابة ومحاسبة النفس.